8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

استنفار في وزارة الصحة ونقابة الأطباء والمطار لمنع انتشاره

تتكثف الجهود على أكثر من صعيد في لبنان، منعاً لوصول فيروس العام 2003 القاتل "الالتهاب الرئوي" أو ما يعرف بـ"SARS"، الذي يشغل العالم، بعد ظهور اصابات في دول شرق آسيا، تسببت بوفاة العديد من الأشخاص.
"لا اصابات حتى الساعة بهذا الالتهاب في لبنان" هذا ما أكده وأجمع عليه معنيون في شؤون الصحة، ومن بينهم مكتب منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة ونقابة الأطباء في لبنان. وقد اتخذت سلسلة تدابير وقائية، من بينها، مراقبة الداخلين الى لبنان، خصوصاً عبر مطار بيروت الدولي، والقادمين من الدول التي ظهرت فيها اصابات.
ما هو هذا المرض الذي غدا أقرب الى الوباء، وكيف يمكن للبنان أن يتجنب مخاطره؟
منظمة الصحة العالمية
هو نوع من الالتهاب التنفسي الوخيم الذي أطلق عليه بادئ الأمر اسم "الالتهاب الرئوي غير النموذجي" أو "اللانمطي"، حسب تعريف منظمة الصحة العالمية له. وهو نوع من أنواع التهابات الجهاز التنفسي المجهولة المنشأ. ظهر أخيراً في عدد من بلدان جنوب شرق آسيا، من بينها الصين وهونغ كونغ وتايلاند وفيتنام وأندونيسيا والفيليبين. وانتقل بصورة محدودة، الى كندا والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.
هذا الوباء الذي يشغل حالياً معظم دول العالم، دفعها الى اتخاذ اجراءات من أجل حماية وسلامة مواطنيها من انتشاره فيها. وتهتم به الى درجة كبيرة، منظمة الصحة العالمية التي تشهد حالة تعبئة شاملة. وتتولى تنسيق التحرك الدولي لتقصي أماكن انتشار الوباء، وتعمل مع السلطات الصحية في البلدان التي ظهرت فيها بعض الحالات، وتقدم الدعم السريري واللازم من خلال شبكة العمل العالمية، المعنية بالاستعداد والتصدي لأي حالة تفشي، بهدف تحقيق تنسيق دولي متعدد المراكز، للتعرف على العامل المسبب للمرض.
ويشارك في هذه الأنشطة أحد عشر مختبراً، تنتشر في عشر بلدان، وكلها مختبرات على أعلى مستوى من الخبرة والكفاءة في تشخيص حالات الاصابة. كل ذلك بهدف تحسين القدرة التشخيصية للمرض، والوصول الى معالجة فاعلة لهذا الالتهاب التنفسي الوخيم.
اعراضه
اعد مكتب منظمة الصحة العالمية الاقليمي لشرق المتوسط تقريراً يوضح فيه ان عدد الحالات المصابة بالمرض وصل حتى 15 آذار الفائت الى أكثر من 150 حالة، من بينها عدد من الوفيات. وفيما لم يعرف حتى الآن، العامل المسبب للمرض، حددت أعراضه بأنها مشابهة لما يحصل في حال الاصابة بالانفلونزا: تبدأ بالحمى والارتفاع السريع في درجة الحرارة لأكثر من 38 درجة تتبعها آلام بالعضلات وصراع واحتقان في الحلق. ثم تتطور الحالة الى التهاب شديد في الرئتين قد يؤدي الى صعوبة شديدة في التنفس، يحتاج معها المريض الى التنفس الاصطناعي.
ويضيف التقرير، انه يحتمل حصول انتشار للعدوى عبر الهواء أو الجزيئات الصغيرة جداً، كما يحتمل انتقال المرض بواسطة سوائل الجسم. وينصح لهذه الحالات، بالعزل التنفسي، وان تتم المعالجة من وراء حواجز تنفسية، وبأسلوب المعالجة السريرية المناسبة.
ويشير التقرير الى أنه، ولغاية الخامس عشر من آذار 2003، كانت غالبية الحالات تسجل لدى اشخاص خالطوا عن قرب، مصابين، وان اكثر من 90 في المئة من الحالات كانت بين عاملين يقدمون الرعاية الصحية.
ويتضمن التقرير دليل الطوارئ الارشادي، وفيه نصائح الى المسافرين بأهمية معرفتهم بالأعراض وعلاماتها الرئيسية.
في لبنان
ماذا عن الاحتياطات المتخذة على هذا الصعيد في لبنان، خصوصاً ان غالبية دول العالم سارعت الى اتخاذ الاجراءات الضرورية، خصوصاً مراقبة المصابين بهذا المرض والداخلين اليها.
"المستقبل" التقت المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في بيروت، الدكتور الحبيب العتيري، والمدير العام للطيران المدني بالانابة المهندس عبدو بجاني، ورئيس اللجنة العلمية في نقابة الأطباء الدكتور سمير ملاط، وطبيب متخصص في الامراض الجرثومية، علماً ان وزارة الصحة العامة اصدرت تعميماً حول الوباء.
وقبل ما أدلوا به لـ "المستقبل" نشير الى أن وزارة الصحة طلبت في تعميم يحمل الرقم 321- وجهه المدير العام الدكتور وليد عمار، الى المديرية العامة للطيران المدني، في 19 اذار الماضي، أخذ الحيطة من تفشّي الـ "وباء" في لبنان.
ونص على انه: بعد وقوع بعض حالات هذا المرض، ومنعاً لتسربه الى لبنان حيث لم تسجل أية حالة حتى الان، يرجى التعميم على شركات الطيران العاملة في مطار بيروت الدولي، ابلاغ محطاتها في الخارج، الزامية الابلاغ، الى مركز الحجر الصحي في المطار، عن اي مسافر قادم الى لبنان من الشرق الأقصى، ومشتبه انه مصاب بالمرض، او يعاني من ارتفاع درجة الحرارة أو اعراض الجهاز التنفسي كالسعال وصعوبة التنفس، أو قادم من أحد البلدان الموبوءة، او خالط مصابا بداء الرئة "SARS"، مشيراً الى هذه البلدان، وهي الصين وسنغافورة وهونغ كونغ وتايلاند وفيتنام. وتعدل هذه اللائحة وفقاً لتطور انتشار الوباء.
العتيري
وأكد مدير منظمة الصحة العالمية في لبنان، الحبيب العتيري، ان لبنان خال من أية اصابة بهذا الوباء، وان المنظمة لا تتوقع ان يتفشى في لبنان، لكنها "لا تستطيع ان تحدد ما يرسله لنا الغيب".
وأشار الى تنسيق يجري، على هذا الصعيد، بين المنظمة وبين الجهات الحكومية والمنظمات الاهلية الصحية في لبنان، لحماية البلد من الاصابات، خصوصاً انه تبين ان سبب انتشار العدوى في معظم الدول يتم عبر السفر في الطيران.
وأكد ان مكتب المنظمة يحاول بكل الوسائل، اخذ الحيطة، متمنياً عدم وصول اصابات الى لبنان، وقال: "انه امر لا بد من مراقبته، خصوصاً بعد وصوله الى كل من الولايات المتحدة الاميركية وكندا".
وأشار الى كتاب وجهه الى الادارة العامة في وزارة الصحة التي عممت بدورها تعليماتها على الجهات المختصة، لافتا الى تواصل عمل منظمة الصحة العالمية على مدار الساعة مع المراكز الصحية في العالم، وفي لبنان ايضاً.
المطار
من جهته، اصدر المدير العام للطيران المدني بالانابة، المهندس عبدو بجاني، تعميماً الى جميع الجهات المعنية في المطار، شركات طيران وعاملي المطار والادارات المختصة فيه، دعا بموجبه الى التنبه الى كل راكب يصل الى المطار، وتحويل اي مشتبه بأعراض المرض، حسب التعميم، الى الحجر الصحي في المطار، ليصار الى عزله فوراً ومعالجته.
وأوضح بجاني لـ "المستقبل" ان اجراءات الحيطة في المطار بوشر في تطبيقها منذ صدور تعميم وزارة الصحة، اي منذ 19 آذار الفائت. وشمل التعميم الشركات العاملة فيه، بضرورة ابلاغ محطاتها في الخارج بالزامية مراقبة المسافرين.
وأضاف بجاني: الاحتياطات اتخذت في المطار، وكتاب وزارة الصحة لم يحدد المطار وحده، انما توجه ايضا الى المنافذ البرية والبحرية، مشيراً الى التنسيق الدائم حيال هذا الموضوع مع جميع الجهات الرسمية المختصة، وابرزها وزارة الصحة العامة.

نقابة الأطباء
رئيس اللجنة العلمية في نقابة الأطباء الدكتور سمير ملاط، أوضح قائلاً: "عممت اللجنة العلمية المكلفة متابعة هذا الموضوع، على كافة الجسم الطبي في لبنان، بتوجيه المعلومات حول هذا المرض عبر مستندات ارسلتها اللجنة المذكورة بواسطة البريد الالكتروني عبر الموقع الخاص بنقابة الأطباء على الانترنيت "loponline.org"
ولفت ملاط الى ان معظم المستشفيات الخاصة في لبنان ابلغت بدورها الأطباء المنتسبين اليها ضرورة التنبه الى اعراض هذا المرض، والتمييز بينه وبين الانفلونزا، مؤكدا انه لا اصابات في لبنان حتى الآن. وحث وسائل الاعلام، خصوصا المرئية منها، على تسليط الضوء على هذا المرض من اجل توعية المواطنين.
ويلفت عضو لجنة الأمراض الانتقالية الصحية الطبيب المتخصص في علاج الامراض الجرثومية، جاك مخباط، الى ان المعلومات التي جمعت حتى الان حول هذا الفيروس، لا تزال غير واضحة، وان معظم الذين اصيبوا به هم من الاطباء ومساعديهم، وهذا مؤشر الى ان المرض اصبح اكثر انتشارا، والارقام التي نسمع عنها ليست الا ارقام الحالات الصعبة منه.
وحذر مخباط من مخالطة مسافرين قادمين الى لبنان من الدول التي ينتشر فيها الوباء والتي باتت معروفة، لافتا الى مسألة مهمة: ان فترة الحضانة في هذا المرض قصيرة، بمعنى ان المصاب به تظهر عليه العوارض بعد يومين من اصابته بالفيروس ليس اكثر.
وأشار الى عدم توفر تلقيح يتيح حماية المواطنين حالياً من هذا المرض، واعتبر ان "الكمامة" ليست فاعلة للوقاية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00