8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

بعضهم تطوع في الدفاع المدني وعائلاتهم تستعد للاحتمالات كأبناء البلد

يعيش افراد الجالية اللبنانية في الكويت ساعات ما قبل وقوع الحرب المحتملة على العراق، حالة من القلق والترقب، مثلهم في ذلك مثل المواطنين الكويتيين، يرافقها استعدادات واجراءات وقائية اتخذت في حالتي البقاء في الكويت او مغادرتها براً، اذا ما دعت الحاجة الى ذلك.
وتعد الجالية اللبنانية في الكويت، الاكبر بعد الجاليتين المصرية والسورية. ويبلغ عدد افرادها قرابة الأربعين الف نسمة، يشغل معظمهم مراكز هامة في شتى الميادين الرسمية والخاصة.
واللافت ان معظم اللبنانيين آثروا البقاء حتى اللحظة في الكويت، بسبب استمرار الحياة فيها على شكلها الطبيعي، بما فيها المدارس وسائر المؤسسات.
وينفي كثير من اللبنانيين الشائعات التي انتشرت في الآونة الاخيرة، ومفادها عدم السماح للمقيمين العاملين في الكويت بمغادرتها من قبل السلطات الرسمية في حال وقعت الحرب على العراق.
في هذا المجال، اجرت "المستقبل" سلسلة من الاتصالات الهاتفية بعدد من المقيمين اللبنانيين هناك، الذين كانوا ولا يزالون حتى اللحظة يمارسون مهامهم في مراكز عملهم، وقد اجمعوا على انه لا ضرورة حاليا لمغادرة الكويت طالما انهم لا يشعرون بعدم الامان فيها، مشيرين الى سلسلة من التدابير اتخذتها السفارة لجهة تأمين خروجهم بسلام في حال استدعت الحاجة الى ذلك، وكذلك تأمين كل الاحتياطات اللازمة التي اجرتها الكويت في الفترة الاخيرة من خلال ارشادات وقائية قام بها الدفاع المدني الكويتي، وذلك بتجهيز غرف خاصة في كل منزل محكمة الاقفال منعا لتسرب الغازات السامة، وتخزين المواد الغذائية المنزلية الضرورية، ولاسيما المياه. وتبين ايضا مدى ارتباط الجالية اللبنانية بسفارتها في الكويت من خلال لقاءات دورية تعقد لهذا الغرض.
كما ابدى المتحدثون ارتياحهم لتلقيهم توجيهات من السفارة عبر تسهيلات امنتها الحكومة اللبنانية لمغادرة اللبنانيين الاراضي الكويتية اذا دعت الحاجة الى ذلك، برا من دون الحصول على تأشيرات دخول الى اراضي المملكة العربية السعودية والاردن، وذلك بالاتفاق مع السلطات الرسمية في هاتين الدولتين.
توافر الارشادات
الدكتور صلاح الدين ارقه دان، استاذ محاضر في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا في الكويت وناشط في متابعة شؤون افراد الجالية اللبنانية، أوضح قائلاً: "ان الاهتمام قائم بجميع ابناء الجالية سواء من قبل الكويتيين او من السفارة اللبنانية"، مشيرا الى "سلسلة من اللقاءات عقدتها السفارة مع افراد الجالية شددت فيها على اعطاء التعليمات اللازمة لكل اللبنانيين في الكويت، سواء لجهة الحماية والوقاية داخل البلد او استعدادا للمغادرة براً".
وأوضح ارقه دان انه "تم تبليغ افراد الجالية عن طريق وزارة الخارجية في لبنان بالتفاهم مع السلطات المعنية في كل من السعودية والاردن حول امكان مغادرة اللبنانيين الكويت عبر حدودهما من دون تأشيرة دخول مسبقة"، لافتا الى إعلامهم ايضا بأن "وفدا من الخارجية اللبنانية سيكون جاهزا لاستقبالهم عبر الحدود".
اضاف: "على الرغم من كل الاحتياطات المتخذة ولاسيما ما يتعلق منها بالاطفال وتوعيتهم وعزل غرفهم بمواد لاصقة منعا لتسرب الغازات السامة، لا ازال اشعر بالاطمئنان، ولا نزال نعيش حياة طبيعية ولو اننا لا نعرف ما يخبئه لنا الغد".
وتابع: "لا يزال اولادنا يذهبون الى مدارسهم، وتشهد اليوم (امس) معظم مدارس الكويت، امتحانات فصلية، تنتهي يوم الخميس المقبل".
وأكد تجهيز البيوت اللبنانية جميعها، بمياه الشرب خوفا من اي تلوث، وكذلك المواد الغذائية، منوها بالدور الذي تقوم به السلطات الكويتية لجهة اهتمامها بالمقيمين تماما كاهتمامها بالكويتيين.
تطوع في الدفاع المدني
وقال ان حركة تطوع غير اعتيادية يشهدها الدفاع المدني الكويتي، تشمل كويتيين وغيرهم ويشارك فيها عدد من اللبنانيين، مؤكدا ان مفهوم اللبناني في دولة الكويت كان ولا يزال واضحاً، محوره الشعور بأنه نسيج من المجتمع الذي يعيش فيه.
وأوضح المهندس اللبناني في بلدية الكويت قاسم مركيز ان الوضع مستقر، والحياة طبيعية والجالية تتبع كل التعليمات التي يوجهها الدفاع المدني الكويتي، مؤكدا ما افاد به ارقه دان حول اتباع التعليمات وتخزين الطعام وحماية المنازل من المخاطر المحتملة.
وأشار مركيز الى ما يقوم به السفير اللبناني في الكويت، خالد الكيلاني، لجهة اجتماعاته الدورية مع أبناء الجالية، ومنحهم الاطمئنان بمغادرة آمنة اذا دعت الحاجة، مؤكداً "لن نغادر الكويت الا في حال عدم احساسنا بالأمان. ونحن لا نزال حتى هذه اللحظات نشعر بالاطمئنان، حتى ولو توقفت المدارس فهذا لا يعني غياب الأمان في الكويت".
أبو عيسى يعمل في التجارة الحرة ومقيم في الكويت منذ زمن طويل قال: "بدأ العد العكسي، ولا يمكن لمخلوق ألا يخاف، لا نزال نحن اللبنانيين كغيرنا في الكويت، نتابع حياتنا بالذهاب الى العمل والالتحاق بالمدارس"، مضيفاً ان "الغد المرتقب أمر غير واضح، لذلك لست بعيداً عن مغادرة الكويت عبر البر اذا توقفت حركة الملاحة الجوية واشتدت الأوضاع خطورة، انني أخشى على أطفالي من استخدام الأسلحة الكيميائية".
وقال الصحافي محمد مدني: "لا نزال نشعر بالاطمئنان، فكل شيء متوفر لدينا، ولم يُطلب من أحد المغادرة، وقد اتخذت كل الاحتياطات اللازمة لحماية اللبنانيين في حال مغادرتهم الكويت براً"، مشيراً الى أنه اذا استدعت الحاجة قد تكون المغادرة بحراً الى البحرين.
ولفت الى معلومة غير رسمية تؤكد انه لدى مطار الكويت الدولي، تعليمات بعدم الاغلاق وتوقيف الملاحة الجوية لمدة تزيد على 72 ساعة في حال وقوع الضربة العسكرية. ونوّه باهتمام السفارة برعاياها خصوصاً، دعم العائلات المحتاجة من اللبنانيين التي لا يمكنها شراء تذاكر السفر او تأمين المواد الغذائية الضرورية، وذلك من خلال التبرع لصندوق الجالية اللبنانية في السفارة، والتنسيق مع كل من المدير العام لشركة طيران الشرق الأوسط، والمسؤولين عن شركات النقل البري واعطائهم التعليمات بإجراء خفض في الأسعار للعائلات المحتاجة، ومراجعة السفارة بذلك، شاكراً للسفير اللبناني جهوده الحثيثة التي بذلها ولا يزال في هذا المجال.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00