30 أيار 2019 | 00:00

خاص

خاص "مستقبل ويب": قضية عيتاني أمام محكمة عسكرية أم سياسية؟

خاص
المصدر: خاص - "مستقبل ويب"

منذ تولي منصبه كمفوض للحكومة للمحكمة العسكرية قبل نحو عامين ونصف، وللمرة الأولى ‏‏"ينزل" القاضي بيتر جرمانوس "على الارض" ليمثّل شخصيا النيابة العامة العسكرية في قضية ‏المقدم سوزان الحاج والمقرصن إيلي غبش خلال جلسة محاكمتهما الاخيرة اليوم امام المحكمة ‏العسكرية. جلسةٌ رأى فيها بحسب مصادر متابعة لـ"مستقبل ويب"، "فرصة ثمينة وباباً فُتح أمامه ‏لإكمال حربه التي شنّها على المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ورئيسها مؤخرا تزامنا مع فتح ‏ملف الفساد".‏

على أن جرمانوس اختار أن يحضر شخصيا بقضية أجرت فيها "شعبة المعلومات" في قوى ‏الامن الداخلي تحقيقاتها التي كشفت عن فبركة تهمة التعامل للفنان المسرحي زياد عيتاني بتواطؤ ‏بين الحاج - غبش، ليسجّل بذلك سابقة لا بل "فضيحة"، بحسب هذه المصادر، تتمثل بطلبه كف ‏التعقبات عن الحاج خلال مطالعة ادلى بها، لبتخول من محامي الحق العام إلى محامي الدفاع ‏عنها."‏

وفي قراءة قانونية لما آل اليه طلب جرمانوس في مطالعته، بخروجه عن نص المادة 6 من ‏قانون أصول المحاكمات الجزائية التي تنص على أنه لا يجوز للمدعي العام التنازل عن دعوى ‏الحق العام، كشفت مصادر قضائية لـ"مستقبل ويب" عن بروز رأيين في هذا الاطار، إذ برى ‏الأول أن "جرمانوس لم يطلب سحب الادعاء عن الحاج، وتساءلت في الوقت نفسه كيف له أن ‏يطلب إبطال التعقبات بحقها ويتحول من محام عام الى محام للدفاع عنها الامر الذي يعتبر شواذا ‏أو خروجا عن المادة السادسة". وفي رأي ثان فإن جرمانوس "قد خرق القانون بما طلبه في ‏مرافعته للحاج وتخلى بالتالي عن حقه في نقض الحكم وهو الذي لطالما "اشتهر" بموقفه في ‏نقض معظم الاحكام الصادرة عن المحكمة حتى تلك المتعلقة بجرائم جنحية بسيطة".‏

طلب جرمانوس "الفضيحة"، دفعت بالمصادر الى طرح سؤال كبير عن "ماهية الزيارة التي قام ‏بها، وقبل يومين من الجلسة، وزير بارز ينتمي الى الخط السياسي نفسه الذي ينتمي اليه ‏جرمانوس، الى مقر المحكمة العسكرية التي تحولت الى محكمة سياسية، وفق المصادر التي ‏كشفت لـ"مستقبل ويب" أن الوزير المذكور التقى خلال الزيارة كبار المسؤولين في المحكمة ومن ‏بينهم جرمانوس طالبا "تخفيف" العقوبة عن الحاج، في وقت كانت نية رئيس المحكمة العميد ‏الركن حسين عبدالله منصرفة الى إرجاء الجلسة الى ما بعد عيد الفطر بحسب ما نُقل عن ‏المصادر نفسها.‏

غضّ جرمانوس الطرف عن ملاحقة الحاج - غبش في ملفات متصلة بملف عيتاني تتعلق ‏بخروقات لحسابات قوى الامن الداخلي وحسابات أخرى لصحافيين بتحريض من الحاج وهي ‏موثقة جميعها لدى التحقيق في "شعبة المعلومات" الذي يقع في 340 صفحة، هذا فضلا عن ادلة ‏تتعلق بمحادثات عبر "الواتساب " بين الحاج وغبش، وجاء جرمانوس في مرافعته التي وصف ‏فيها الحاج بـ"المتفرجة" على ما كان يقدم عليه المقرصن غبش، وإشادته بمهنيتها، ليشكّل تمردا ‏على القانون، وهو الذي سبق أن اتهم قيادة قوى الامن الداخلي بالتمرد على قراراته في الشكوى ‏التي رفعها ضدها.‏

 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 أيار 2019 00:00