تابع ملتقى التأثير المدني" قبل ظهر اليوم مسار "الحوارات الصباحيَّة" الشهريَّة بانعقاد اللّقاء السادس عشر في فندق جفينور – روتانا الحمرا، تحت عنوان "لبنان دولة المواطنة آفاق الذًكاء الاصطناعي". وشارك في اللّقاء نخبة من الشّخصيّات الأكاديميّة، والإداريّة، والقانونيّة، والدّستوريّة، والثقافيّة، والفكريّة، والقضاة، والضباط المتقاعدين، والإعلاميّات والإعلاميّين، وناشطاتٍ وناشطين في المجتمع المدني ورئيس وأعضاء من الهيئة الإداريّة، والمدير التّنفيذي للملتقى.
وقائع اللّقاء
في بداية اللّقاء الذي قدّمت له الإعلاميّة دنيز رحمة فخري، ونقل مباشرة على منصّات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصّة بالملتقى، كان النشيد الوطني اللّبناني، وبعده وثائقي تعريفي عن "ملتقى التأثير المدني"، ومن ثمَّ وثائقي إستعراضي للِّقاء الخامس عشر الذي عقد تحت عنوان: "لبنان دولة المواطنة السِّيادة النَّاجِزة والشرعيَّة الفاعِلة".
كلمة جبرايل
بعدها كانت كلمة عضو مجلس إدارة "ملتقى التأثير المدني" المهندس ايلي جبرايل الذي استهل كلمته بالإشارة الى أن "لبنان يتطلع في مرحلةٍ مفصليَّة من تاريخه، إلى قِيام دولة المواطنة السيّدة الحرّة العادلة المستقلّة، مع استكمال تحقيق سيادة الدّولة على كامل أراضيها بقواها الذّاتيّة، وتفعيل مسار الإصلاح. وهو امر "يتطلّبُ منّا أيضًا جميعًا أقصى درجات الحِكْمَة، وحماية صيغة لبنان الميثاقيّة، مع التطلّع إلى المستقبل. المستقبل رهنٌ بالصّلة الوثيقة بين الأخلاق والتكنولوجيا والخير العامّ في الشأن العامّ، تحت سقف القوانين المرعيّة الإجراء التي تحترم الدّستور. دخول لبنان القرن الثاني والعشرين، يقتضي تطويرًا لكامل ذهنيّة تكنولوجيا المعرفة، التي يبدو أنّه متأخرًّا عنها، كما تحسينًا للأطر التربويّة والجامعيّة التي لها دورٌ أساس في هذا السّياق".
وأضاف: "ما نحنُ بصددِه في لقائِنا الحواريّ الصّباحيّ السّادس عشر يُضيءُ على إشكاليّة دقيقة تتعلّق بارتِباط بناء دولة المواطنة بآفاق الذكاء الاصطناعي، حيث تتّصل التكنولوجيا بمسعى قيام دولة واحِدَة، وسيادة واحِدَة، وسلطة واحِدَة، وقرار واحِد، ومواطنة واحدة تحتضن التنوّع، وحوكمة سليمة، وعدالة، وإنتاجيّة. هُنا بيتُ القصيد الذي يُشكِّلُ مَدْخلًا لاستِعادة الدّولة وظائفها الأساسيّة في حماية الشعب اللّبناني على كلّ المستويات. إنّ ما نحنُ بصدده يؤكّد استمرار نضالِنا من أجْلِ أن تقوم الدّولة في لبنان بعيدًا عن منطِق اللّادَوْلَة. بعيدًا عن الاستمرار في الستاتيكو القاتل”.
كلمة إكمكجي
ثمَّ تحدثت ميسرة الحوار السيدة كارما إكمكجي فاستهلت كلمتها بالقول: “نحن في لبنان أمام اشكاليّة مزدوجة في الحديث عن دولة المواطنة والذكاء الاصطناعي. فنحن لسنا في دولة مواطنة تبحث عن تأثير الذكاء الاصطناعي عليها، ولسنا في دولة تبنّت الذكاء الاصطناعي وسيلة لإدارة علاقتها مع المواطنين تبحث عن تأثير ذلك على تحوّلها إلى دولة مواطنة. ذلك اننا في الحقيقة في دولة نظامها طائفي، وبالتّالي طارد لفكرة المساواة في الحقوق والواجبات، وفي دولة بعيدة عن سيادة القانون والعدالة الاجتماعية، وتفتقر إلى الحوكمة القائمة على وصول المواطنين إلى المعلومات والشفافية".
وفي الوقت نفسه، أضافت: "نحن في دولة لم تبدأ إلا في اشكال خجولة ومتفرقة في اعتماد الذكاء الاصطناعي في إدارة علاقتها بمواطنيها وعلاقة مواطنيها بها. فربّما يكون السؤال هنا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تخطي المعوقات التي منعت وصولنا إلى دولة المواطنة حتى الآن؟ وهل يمكن لذلك أن يسرع الوصول إلى مثل هذه الدولة"؟
وقالت: "من النّاحية النظريّة، من الواضح أنّ اعتماد الذكاء الاصطناعي من شأنه ان يحدّ من المحسوبيّات، والرشاوى والفساد في معاملات المواطنين. كما كان من الواضح أنّه ساهم في فعاليّة بعض المبادرات الخاصّة في الاستجابة الذكيّة للكوارث التي شهدها لبنان وهناك أمثلة على ذلك بعد انفجار مرفأ بيروت، كما خلال إغاثة المنكوبين في حرب العام الماضي وما بعدها".
وانتهت إلى القول: "لكنّنا في الوقت نفسه، نشهد على كفاءة الذكاء الاصطناعي في نشر الشائعات والاخبار الكاذبة والتلاعب بالرأي العامّ حول العالم، ولبنان ليس استثناءً بالطّبع. كلّ ذلك يعيدنا إلى نقطة مركزيّة، لكي نراهن على دور الذكاء الاصطناعي في مساعدتنا على الوصول إلى دولة المواطنة المنشودة، ونأمل أن يكون من بعدها من ركائز تعزيز عوامل المساواة في الحقوق والواجبات، وسيادة القانون، وحقّ الوصول إلى المعلومات، والشفافيّة، والمساهمة في العدالة الاجتماعيّة لا العكس، فإنّ حجر الأساس هو في محو الأميّة الرقميّة، ونشر معرفة الذكاء الاصطناعي، واستخداماته بين المواطنين".
كلمة عبد الله
بعدها كانت ورقة عمل المتحدث في اللّقاء الدكتور شوقي عبد الله الذي استهلّها بالقول: "أنّ لبنان لم يفتقر لبنان يومًا إلى الخطط، بلّ إلى التّنفيذ". وأضاف: "في هذه المحاضرة، أُعيدُ تأطير الذكاء الاصطناعي بوصفه دولةً أجنبية لها لغتها، وعاداتها، وعملتها، وحدودها، وقوانينها، أرضٌ جديدة علينا أن نتعلّم كيفيّة اجتيازها".
بعدها استعرض الدكتور عبد الله، الثّغرات التي تشكّل حوكمتنا، فرأى "فجوة في المعلومات بين البيروقراطيّين والمواطنين، ذلك ان الطقوس التي تُقصي من ليس في الغرفة، والماضي الذي لا نزال نختلف حوله".
وانطلاقًا من فكرة مركز البصيرة المتقدّمة (Center for Advanced Hindsight)، طرح مقاربةً تؤكّد "أنّ الاتّفاق على الحقائق حقائق التاريخ والإجراءات هو الشرط الأوّل لتحريك المواطَنة قُدُمًا في عصر الذكاء الاصطناعي".
وقدم الدكتور عبد الله ما سماه "خطّة عمل مدنيّة مدعومة بالذكاء الاصطناعي" تتضمّن: ملاّح الدّستور والقوانين (Constitution & Laws Navigator)، دفتر تنفيذ عام (Public Action Ledger) لمتابعة التّنفيذ والمساءلة، استفتاءات مصغّرة لاتّخاذ قرارات بجملة واحدة، وقواعد لوكلاء الذكاء الاصطناعي قائمة على مبدأَي الولاء بالتكوين والشفافيّة كقاعدة.
وانتهى الدكتور عبد الله الى توجيه الدعوة الى "خرّيجي لبنان ومهنيّيه" ودعاهم إلى "أن يكونوا كاسحات جليدٍ مدنيّة، يفتحون الممرّات عبر العادة والخوف ليتمكّن الآخرون من العبور" فالأطروحة بسيطة: المواطَنة أوّلاً، والكود ثانيًا. وليكن الدّستور بوصلةً، والذكاء الاصطناعي خريطة".
مناقشة عامَّة
وختاماً كان نقاش بين المنتدين والمشاركات والمشاركين.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
ملتقى التأثير المدني
المكتب الإعلامي
بيروت في 5 ت 2 2025
كلام الصور
1 - السيدة دنيز رحمة فخري
2 - عضو مجلس إدارة الملتقى المهندس ايلي جبرايل
3 -مشهد عام وشامل عن اللقاء والمشاركات والمشاركين فيه
4 - السيدة إكمكجي والدكتور عبد الله







يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.