كتب معروف عاكوم:
في الأول من تشرين الثاني، نُحيي ذكرى ميلاد رجلٍ لم يكن عابرًا في تاريخ هذا الوطن، بل كان حلمًا تجسّد في هيئة إنسان، ومشروع دولةٍ في زمنٍ عزّ فيه الرجال الكبار.
رفيق الحريري، ذاك الاسم الذي ما زال يختصر معنى الإصرار والنهضة والمثالية، كان أشبه بمعجزةٍ أهدتها الأقدار للبنان في لحظة كان فيها الوطن يرزح تحت ركام الحرب واليأس.
آمن بأن الإعمار لا يبدأ بالحجر بل بالإنسان، فمدّ يده إلى العلم، وجعل من المعرفة جسرًا نحو النهوض. آلاف الطلاب في لبنان وخارجه تعلّموا على نفقته، فكان لهم أبًا وداعمًا، وكان للبنان جيلٌ جديدٌ من الكفاءات التي ما كانت لتولد لولا إيمانه بقدرة هذا البلد على الحياة.
وبحسّه الوطني وحنكته السياسية، أعاد للبنان موقعه على الخريطة الدولية، وجعل من العلاقات العربية والدولية أداةً لخدمة الوطن لا لمجده الشخصي. لم يعرف الأنانية طريقًا إلى قلبه، فقد سخّر مكانته الرفيعة في سبيل وطنٍ أحبّه حتى الشهادة.
كان مثاليًا في رؤيته، عمليًا في خطواته، إنسانيًا في تعامله، يرى في كل لبناني مشروع نجاح، وفي كل حجرٍ فرصة بناء.
ترك رفيق الحريري إرثًا لا يُمحى، ليس فقط في الأبنية والجامعات، بل في الوجدان، في الأمل، وفي فكرة أن الوطن يمكن أن يُبنى بالنية الصافية والعمل الدؤوب.
وفي يوم ميلاده، نستذكره لا كزعيمٍ غاب، بل كروحٍ حاضرة، تضيء لبنان كلما أظلمت دروبه، وتذكّرنا أن من أحبّ بلده بصدق، لا يغيب.
يا رفيقَ الحلمِ، يا نبضَ الدنا
ما زالَ ضوءُكَ في القلوبِ سَنا
رحلتَ جسدًا، لكنَّ روحَكَ في
لبنانَ تسكنُ كلَّ من سَكنا









 
 
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.