13 تشرين الأول 2025 | 07:55

أخبار لبنان

تداعيات تحوّل الدول الى الشركات والشركات الى دول على لبنان والمنطقة

تداعيات تحوّل الدول الى الشركات والشركات الى دول على لبنان والمنطقة

#مازن_عبّود

الرئيس ترامب حقق نصرا دبلوماسيا بوقف حرب الإبادة في غزة. وهذا مطمئن.

لكن ما هو غير مطمئن النظر الى حكومة الولايات المتحدة "كشركة عظمى(Elon Musk) ".

بطبيعتها الحكومة مؤسسة غير قابلة للإفلاس مما يجعلها وفق Peter Drucker(1989) غير قادرة على تصحيح اخطائها. مما يفرض ادخال منطق الأداء والمساءلة. لكن ليس الى حدود النظر الى “المصلحة الوطنية” كعائد على رأس المال السياسي أو كسلاسل توريد، وان يؤدي ذلك الى خسارة الدولة لشرعيتها الاخلاقية.

لا يجب ان تحوّل الدول وفق Galbraith (1967) الى وكيل للشركات الكبرى. القرارات الكبرى يجب ان تبقى تتخذ في البرلمانات لا في مجالس الإدارة. لا يجب ان يحوّل تنامي صعود "البنية التقنية–الإدارية" للشركات العملاقة الدبلوماسية الى ما يشابه إدارة علاقات عملاء. فالدولة الشركة، تجارية الطابع وتسعى الى تعظيم الأرباح وليس الخير العام.

الدولة اليوم تتحوّل شركة والشركات دولا، والسيادة تنتقل من المؤسسات العامة إلى الشركات الكبرى الرقمية، ومن القانون إلى الخوارزمية.

حذّرت Pistor ( Project Syndicate,2025 ) من عودة نموذج "الشركة الشرقية" التي أعطيت امتياز غزو الهند لاستثمارها. أترى من يمنع اعطاء شركات امتيازات لاستثمارنا؟

لا يجب ان تصير الديبلوماسية تجارية الطابع (دبلوماسية الصفقات). فتتعرى من المبادئ والقيم الناظمة. لا يجب استبدال الشرعية الأخلاقية بمنطق الكفاءة التشغيلية. العقد الاجتماعي يتحوّل إلى نظام امتثال تكنولوجي تنتج فيه الطاعة باسم الأداء. Arendt حذّرت من تحوّل الدولة إلى جهاز تقني فتفقد عالمها المشترك. وفي هذا تحد للسلام العالمي اذ تفقد الدول هدفها الأخلاقي عالميا. نكافح كي تصير الدولة أكثر كفاءة لكن كي تبقى ايضا “المستثمر العام في المستقبل” وفقMariana Mazzucato(2021).

ثمة مخاوف في مشرقنا من تحوّل دول القرار الى الدولة–الشركة. يقلقنا تصدع نظام دولي طالما ارتكزنا عليه لتسوية نزاعاتنا، بالرغم من ترهله. فثمة تخوّف من تحولنا الى مزارع استثمارية ومزارع بيانات ومستعمرات تجارية لشركات. ننوه بخطوة الرئيس ترامب لوقف إبادة غزة، لكن نتطلع بحذر الى ما بعدها. فما يحصل تحد!

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

13 تشرين الأول 2025 07:55