24 أيلول 2025 | 14:10

عرب وعالم

مقترح أميركي جديد بشأن غزة بعد هجوم قطر واعترافات أوروبية بالدولة الفلسطينية...

مقترح أميركي جديد بشأن غزة بعد هجوم قطر واعترافات أوروبية بالدولة الفلسطينية...

النهار-

"محطة أساسية في الجهود الرامية إلى وقف الحرب في غزة" و"عظيم"... هكذا وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاجتماع الذي عقده مع قادة دول عربية وإسلامية في نيويورك، يوم الثلاثاء

وقال ترامب في مستهل الاجتماع إن الحرب "ما كان يجب أن تبدأ أصلاً"، مشيراً إلى أن إدارته تضع على رأس أولوياتها استعادة الرهائن الإسرائيليين لدى حركة "حماس".

وشارك في الاجتماع قادة ومسؤولون كبار من السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن وتركيا وإندونيسيا وباكستان.

وكان موقع "أكسيوس" قد أفاد في وقت سابق، نقلاً عن مسؤولين أميركيين ومسؤولين عرب، أن ترامب سيقدم طرحاً بشأن إنهاء الحرب في غزة للقادة العرب والمسلمين خلال اجتماعهم معه. ووصف الموقع هذا الاقتراح بـ"الأكثر واقعية حتى الآن، من ترامب، لإنهاء الحرب".

وتتضمن الخطة انسحاب إسرائيل، وتسليم إدارة القطاع لقوة دولية، دون "حماس". تأتي المبادرة وسط ضغوط عربية وإسلامية واعترافات أوروبية بالدولة الفلسطينية.

وفي التفاصيل، بالإضافة إلى تحرير الرهائن وإنهاء الحرب، أفاد الموقع بأن ترامب قد يناقش مبادئ حيال انسحاب إسرائيل من غزة وحكم غزة بعد الحرب، دون مشاركة "حماس". وتريد الولايات المتحدة أيضاً أن توافق الدول العربية والإسلامية على إرسال قوات عسكرية إلى غزة لتمكين إسرائيل من الانسحاب وتأمين تمويل عربي وإسلامي للفترة الانتقالية وإعادة إعمار القطاع. في غضون ذلك، تمضي إسرائيل قدماً بثلاث فرق مدرعة ومشاة لاحتلال مدينة غزة.

ويقول مدير تحرير "الأهرام" أشرف العشري لـ"النهار" في هذا الصدد: "أيّ طرح أميركي على القادة والزعماء العرب والدول الإسلامية في اجتماعات ترامب قد يكون مقبولاً بشرط أن يكون هناك انسحاب إسرائيلي كامل من غزة وعدم عودة إسرائيلية لاحتلال القطاع".

ويضيف: "هذه الخطة التي يطرحها ترامب هي الأقرب إلى ما وافق عليه العرب في القمة العربية الاستنائية في القاهرة في 4 آذار من هذا العام، وهي خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة"، مشيراً إلى وجود "تقارب في وجهة النظر أو في الطرح بين الخطة العربية، التي أصبحت إسلامية، وخطة ترامب الجديدة". ويرى العشري أنه إن كانت هناك "ضمانات أميركية بسرعة التنفيذ، فسيقبل العرب بالمقترح، بشرط أن يتخلى الجانب الإسرائيلي عن أي نوع من تشكيل حكومة عسكرية أو استمرار احتلاله لقطاع غزة".

وأشار العشري إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض أي نوع من الانسحاب حتى لا يؤدّي ذلك إلى تصدّع حكومة اليمين الإسرائيلي ويُساق إلى المحاكمة.

توازياً، في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك، انتهى مؤتمر لدعم حلّ الدولتين باعتراف فرنسا وعدة دول أوروبية أخرى بدولة فلسطينية.

لقد قُتل أكثر من 65 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، على يد إسرائيل في غزة منذ هجمات "حماس" على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، التي تسيطر عليها "حماس".

ويقول الأكاديمي والمتخصص في الشأن الإسرائيلي - القدس المحتلة، الدكتور محمد هلسة، لـ"النهار" إنه "غالباً ما تأتي مواقف الأميركي وتدخلاته إما انتصاراً للإسرائيلي ودعماً لمواقفه أو انتشالاً للإسرائيلي من أزماته".

ويضيف: "يتصاعد التسونامي الديبلوماسي، وإسرائيل الآن في أزمة وورطة، والولايات المتحدة حاضرة الآن أيضاً لانتشالها". ويشير إلى أن إسرائيل "في مأزق دوليّ حقيقيّ لكون السردية والشرعية تتآكلان وتجد نفسها في عزلة".

ويقول هلسة إن الرؤية الاميركية الجديدة هدفها تفريغ كل الحراك الذي يجري من مضمونه، خاصة أنّ ثلاث دول وازنة، لها علاقات تاريخية استراتيجية مع إسرائيل، غيّرت من مقاربتها.

وبحسب الموقع الأميركي، أصرّ المسؤولون العرب والأميركيون على أن تكون هذه الخطة أميركية، لا مجرّد خطة إسرائيلية تقدّمها إدارة ترامب.

ويقول العشري لـ"النهار": "تكمن المشكلة في قبول واشنطن القيام بدور ضغط على إسرائيل في الأيام المقبلة، فيما حماس على الأقل تقبل بالانسحاب من القطاع وبعدم المشاركة سياسياً وإدارياً وأمنياً في أيّ نشاط سياسي لها"، ويضيف: "بالتالي، تحتاج المسألة إلى أن يكون هناك التزام إسرائيلي بالانسحاب مع ضمانات أميركية. وسيكون تشكيل قوات عربية ودولية أمراً مفروغاً منه بحيث سيقبل العرب بذلك". وفي هذا السياق، يقول العشري إن "هناك 5 آلاف جندي فلسطيني من السلطة دُرّبوا في القاهرة طوال الأشهر الماضية لإمكان الدفع بهم في قطاع غزة، عند انسحاب إسرائيل، للقيام بالأعمال الشرطية والأمنية ومكافحة الجريمة".

في المقابل، قال مسؤول إسرائيلي إن نتنياهو على علم بخطوط الخطة العريضة، لكنه يعلم أيضاً أن هناك أجزاءً لن تعجب الحكومة الإسرائيلية، خاصة في ما يتعلق بمشاركة السلطة الفلسطينية في غزة في المستقبل.

وقال المسؤول الإسرائيلي لـ"أكسيوس": "ستكون هناك قرارات صعبة علينا أن نتقبّلها".

ويقول هلسة لـ"النهار" إن إسرائيل غير مستعدة لتقديم تنازلات، ويضيف: "ما دام في مظلة أميركية إذن لا تنازلات إسرائيلية. التنازلات المطلوبة اليوم هي من الفلسطينين ومن العرب"، مستنداً إلى بنود هذا المقترح الذي ينصّ على "مطالب كثيرة على العرب أن يفعلوها، سواء في مجال الإعمار أو التمويل أو القوات الأمنية؛ فالوجود العربي مطلوب، كما غياب حماس وسلاحها".

ويرى هلسة أن هذا المقترح "لن يكون سوى مرحلة تمويه جديدة تسمح لإسرائيل بتجاوز الأزمة الديبلوماسية في موضوع الاعتراف وتشرعن خطوات إسرائيلية لاحقة، منها الضم".

بدوره، يقول العشري لـ"النهار": "إسرائيل ستوافق إذا ضغطت أميركا عليها. ولقد تآكلت مصداقية واشنطن في العالم العربي، ولدى حلفاء استراتيجيين بعد العملية الإسرائيلية في قطر".

ويلفت إلى أن ما حدث في الأمم المتحدة، الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطينية، شكّل عنصر ضغط على أميركا وإسرائيل، حيث تجد واشنطن نفسها الآن في حراك بالغ، وعليها أن تعيد تصحيح الأوضاع من خلال القيام بخطة متكاملة تقضي بانسحاب إسرائيلي ووضع القطاع تحت إدارة دولية أو عربية.

في ظل هذا التحرك الأميركي الجديد، يبقى نجاح الخطة مرهوناً بمدى الضغط الأميركي على إسرائيل، والتزامها بالانسحاب الكامل، وقبول الفلسطينيين بالصيغة المطروحة. وبين الوعود والوقائع، تبقى التساؤلات قائمة: هل تملك واشنطن الإرادة لتغيير المسار، أم ستظل غزة رهينة حسابات سياسية معقّدة؟

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

24 أيلول 2025 14:10