الدوحة - جورج بكاسيني
يلتئم شمل العرب في الدوحة غداً من أجل مقاربة عنوانين : التضامن مع قطر بعد الضربة الإسرائيلية الثلثاء الفائت بوصفها تهديداً للأمن القومي العربي كله ، من جهة ، ومراجعة الموقف من جهة ثانية عقب إطاحة بنيامين نتنياهو مفاعيل التحول الجيو-سياسي الذي أعقب عملية ٧ أكتوبر وأسقط نظام الأسد وقيادة "حزب الله" .
فرئيس الحكومة الإسرائيلية المسكون بفائض من نشوة القوة لم يكتفِ ، بعد انهيار النظام السابق، بالتوغّل في الجغرافيا السورية وصولاً الى مشارف دمشق وحسب ، وإنما أطاح أيضاً اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان الى حد تمنّعه عن الردّ على الورقة الأخيرة التي حملها إليه توم براك ورفض قراءتها ، وصولاً الى نسفه مسار مفاوضات غزة عبر توجيه ضربة غير مسبوقة للدوحة استهدف فيها "الخصم" والحَكم" معاً ، وهما المعنيان بملف وقف إطلاق النار .
هذا "الغرور" الإسرائيلي ، كما سمّاه ديبلوماسي عربي حضر الى الدوحة للمشاركة في القمة العربية الإسلامية ، دفع عرب الإعتدال الى مراجعة من نوع آخر ، قوامها حشد أكبر مستوى من التضامن مع قطر على قاعدة " كلنا قطر" ، لأن ما جرى في الدوحة يمكن أن يتكرّر في أي عاصمة عربية أخرى . كما فتح الباب أمام قراءة متأنية لطموحات نتنياهو التي بلغت حدود الحديث عن " إسرائيل الكبرى".
لذلك تكتسب القمة الطارئة غداً أهمية كونها تمثّل فاصلاً بين مرحلتين ، أي بين مرحلة إعادة تشكيل المنطقة التي بدأ يخوضها العرب ومعهم دول عظمى بعد ٧ أكتوبر ، وبين محاولة نسف هذا التشكيل الجديد على يد نتنياهو ، ونسف مفاوضات غزة ومستقبلها التي جاء العدوان على الدوحة كرصاصة الرحمة عليها .
ولأن العرب نجحوا في تحقيق إنجاز تاريخي عبر إعلان نيويورك عن حلّ الدولتين ، وفي حشد أكبر دعم دولي لهذا المسار ينبغي الحفاظ عليه ، يتجّه القادة غداً في الدوحة الى تثبيت حدود الموقف ومسلّماته ، مقابل الإكتفاء بالتلويح بإمكانية إعادة النظر في "العلاقات الطبيعية القائمة مع اسرائيل أو المستقبلية " ، على قاعدة أن تبقى العين على "حل الدولتين"، الكفيل بولادة الدولة الفلسطينية التي تبقى الهدف الأول والأخير .
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.