فاز فيلم "صوت هند رجب" بـ "الأسد الفضي" في مهرجان البندقية السينمائي للمخرجة التونسية العالمية كوثر بن هنية، والذي يصور مقتل الطفلة الفلسطينية هند على يد الجيش الإسرائيلي.
كما فاز فيلم "صوت هند رجب" بست جوائز موازية مرموقة من أصل ثماني جوائز يمنحها مهرجان البندقية السينمائي الدولي في دورته الثانية والثمانين، التي انطلقت في 27 أوت واختتمت مساء امس السبت 6 سبتمبر 2025.
حزمة جوائز
وتوزعت الجوائز التي نالها العمل على " الشبل الذهبي" و"جائزة الصليب الأحمر الإيطالي" و"جائزة أركا للسينما الشبابية" و"تنويه سينما من أجل اليونيسف" و"Premio Sorriso Diverso" (الابتسامة المختلفة) وكذلك "جائزة إنريكو فولتشينوني (اليونسكو)".
وشهد العرض العالمي الأول للفيلم يوم 3 سبتمبر تفاعلا لافتا من الحاضرين إذ استمر تصفيق الجمهور 24 دقيقة متواصلة، فيما تحولت قاعة السينما إلى فضاء للتعبير عن التضامن مع فلسطين برفع العلم الفلسطيني وترديد شعار "الحرية لفلسطين"، إلى جانب إبراز صورة الطفلة هند رجب.
ويشارك في بطولة الفيلم، المدعوم من أسماء عالمية بارزة مثل براد بيت وخواكين فينيكس وروني مارا وألفونسو كوارون وجوناثان غلايزر، كل من عامر حليحل وكلارا خوري ومعتز ملحيس وسجى كيلاني.
ويُعد "صوت هند رجب" عملا روائيا طويلا مستوحى من قصة الطفلة الفلسطينية هند رجب (6 سنوات)، التي استشهدت خلال الحرب على غزة بعدما علقت داخل سيارة عائلتها عقب قصف للجيش الإسرائيلي حال دون وصول فرق الإنقاذ إليها.
والفيلم الفائز استند إلى واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة مطلع عام 2024، حيث يستعرض قصة الطفلة الفلسطينية هند رجب التي لم يتجاوز عمرها ست سنوات، واستشهدت في يناير الماضي بعدما بقيت عالقة وسط جثث عائلتها في سيارة تعرضت لإطلاق نار مباشر، بينما كانت تستغيث عبر الهاتف بطواقم الهلال الأحمر الفلسطيني.
"تعالوا خدوني.. أنا بخاف من الظلام"
تبدأ أحداث الفيلم من واقعة حقيقية يوم 29 يناير 2024، عندما تلقى الهلال الأحمر الفلسطيني نداءً من الطفلة هند التي قالت بصوت مرتجف عبر الهاتف: "تعالوا خدوني.. أنا بخاف من الظلام.. الدبابة جنبي"، في محاولة يائسة للنجاة. ورغم محاولات طواقم الإسعاف للوصول إليها، فإن قوات الاحتلال استهدفت سيارة الإنقاذ ومنعت المسعفين من التقدم، لينتهي الأمر باستشهاد الطفلة التي تحولت قصتها إلى رمز لمعاناة الطفولة في غزة.
الفيلم لا يوثق فقط قصة هند، بل يعود أيضا إلى مأساة قريبتها الطفلة ليان حمادة، التي كانت قد استشهدت قبلها بأيام قليلة بعدما أطلقت القوات الإسرائيلية النار على السيارة التي كانت تقلها مع عائلتها. المكالمات الصوتية المؤثرة التي بثها الهلال الأحمر عقب استشهاد الطفلتين هزّت الضمير العالمي وأصبحت مادة رئيسية للفيلم.
إنتاج عالمي وتمثيل فلسطيني
الفيلم جاء بلمسة فنية وإنسانية عبر إخراج كوثر بن هنية التي استطاعت أن تقدم المأساة بزاوية درامية تحمل رسائل مؤثرة إلى الرأي العام العالمي. ويشارك في بطولته الممثل الفلسطيني معتز مليس، إلى جانب كلارا خوري، عامر حليحل، وسجى كيلان.
وعلى صعيد الإنتاج، يحظى "صوت هند رجب" بدعم مجموعة من الأسماء العالمية البارزة، حيث يشارك في الإنتاج التنفيذي كل من النجم الأمريكي براد بيت، والنجم خواكين فينيكس، والنجمة روني مارا، ما أضفى على العمل بعدا دوليا وساهم في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية في واحد من أهم المهرجانات السينمائية بالعالم.
وبهذا، نجح "صوت هند رجب" في أن يجمع بين الفن والإنسانية والسياسة، وأن يحول مأساة طفلة صغيرة من غزة إلى صرخة عالمية في وجه الحرب، في واحد من أبرز المحافل السينمائية الدولية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.