23 آب 2025 | 11:28

عرب وعالم

تصريحات ترمب بشأن عدد الرهائن الإسرائيليين الأحياء تصدم عائلاتهم… وإسرائيل ترد

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مؤتمر صحافي في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، أمس (الجمعة)، والتي قال فيها إن أقل من 20 رهينة محتجزين لدى «حماس» في غزة ما زالوا على قيد الحياة، الجدل في إسرائيل.

وفي وقت أثارت فيه تلك التصريحات اليأس لدى عائلات الأسرى، نفى مسؤول الرهائن الإسرائيلي كلام ترمب، مؤكداً أن لا تغيير في عدد الرهائن الأحياء، بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» العبرية.

«أقل من 20 رهينة على قيد الحياة»

وفي حديثه للصحافيين بالبيت الأبيض، نسب ترمب لنفسه الفضل في إطلاق سراح الرهائن خلال اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار)، وتحدث عن الجهود المبذولة لإعادة المجموعة الأخيرة من الأسرى إلى ديارهم.

وقال: «إذا لديهم الآن 20، لكن هذا العدد ربما لا يكون 20 لأن اثنين منهم لم يعودا موجودين».

وفي بيانه، لم يُفصّل ترمب تأكيده على أن أقل من 20 رهينة على قيد الحياة، وقال: «إننا نبذل قصارى جهدنا لإطلاق سراح الرهائن، الأمر ليس سهلاً».

وأضاف: «يجب أن ينتهي هذا الوضع، إنه ابتزاز ويجب أن ينتهي»، في إشارة إلى احتجاز «حماس» للرهائن ومفاوضاتها.

وأعرب عن اعتقاده أن تحرير الرهائن يجب أن يتم عسكرياً، بدلاً من التوصل إلى اتفاق مع «حماس»، لأنه سيكون «أكثر أماناً من نواحٍ عديدة».

ولدى سؤال ترمب أيضاً عن سبب دعم الولايات المتحدة للقرار الإسرائيلي بالاستيلاء على مدينة غزة، في حين أن عائلات الرهائن تعارضه وتخشى أن يُحكم على أبنائهم بالموت، أجاب: «ليس جميعهم»، في إشارة إلى أن أقلية من أقارب الرهائن يدعمون عملية غزة الموسعة.

عائلات الرهائن ترد

تعليقاً على تصريحات ترمب، أصدر منتدى الرهائن وعائلات المفقودين بياناً جاء فيه: «سيدي الرئيس، هناك 50 رهينة. بالنسبة لنا، كل واحد منهم عالم بحد ذاته».

وقالت العائلات: «إذا كان (وزير الشؤون الاستراتيجية رون) ديرمر، الذي يتحدث فقط مع الأميركيين ولا يكلف نفسه عناء التحدث إلى عائلات الرهائن أو مقابلتهم، يعرف شيئاً مختلفاً، فكان عليه إبلاغ العائلات أولاً».

أقارب وأنصار الرهائن المحتجزين لدى «حماس» يشاركون في احتجاج يطالب بالإفراج الفوري عنهم ويطالبون بإنهاء الحرب في قطاع غزة - القدس (أ.ف.ب)

أقارب وأنصار الرهائن المحتجزين لدى «حماس» يشاركون في احتجاج يطالب بالإفراج الفوري عنهم ويطالبون بإنهاء الحرب في قطاع غزة - القدس (أ.ف.ب)

نفي رسمي إسرائيلي

عقب بيان العائلات، أصدر غال هيرش، المسؤول الحكومي عن الرهائن، بياناً قال فيه: «وفقاً للمعلومات المتوفرة لدينا، لا يوجد أي تغيير في عدد الرهائن الأحياء».

وكتب هيرش إلى عائلات الرهائن: «عشرون من الرهائن على قيد الحياة، واثنان آخران في خطر شديد على حياتهما، و28 توفوا وأُعلن عن وفاتهم».

ولطالما صرّحت إسرائيل بأن «حماس» تحتجز 50 رهينة، من بينهم 49 من أصل 251 رهينة احتجزتهم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ويشمل العدد ما لا يقل عن 28 جثماناً أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم. ويُعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة، وهناك مخاوف بالغة على سلامة اثنين آخرين، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين. وتحتجز «حماس» أيضاً جثمان جندي إسرائيلي قُتل في غزة عام 2014.

إسرائيل تتحضّر لاجتياح مدينة غزة

وجاءت تصريحات ترمب في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لشن عملية واسعة النطاق للسيطرة على مدينة غزة، ووسط جهود دولية مكثفة لإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات.

ومن المتوقع أن تشن إسرائيل هجومها الجديد على مدينة غزة في منتصف سبتمبر (أيلول)، بعد نحو أسبوعين من الموعد المقرر لعودة جنود الاحتياط المُستدعين حديثاً إلى الخدمة في 2 سبتمبر، وفقاً لما ذكرته «القناة 12» أمس (الجمعة).

وأضافت القناة أنه سيُطلب من نحو مليون فلسطيني موجودين حالياً في مدينة غزة إخلاء منازلهم بحلول يوم الأحد.

ووفقاً للتقرير، يضغط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والقيادة السياسية لتسريع إطلاق العملية، بينما يريد الجيش أولاً اتخاذ خطوات لحماية الرهائن والجنود، وكذلك إجلاء الفلسطينيين من مدينة غزة وضمان وجود شرعية دولية للعملية.

ونقلت القناة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه من المُلحّ إخراج الرهائن في أسرع وقت ممكن، نظراً لحالتهم المزرية. وأضافت مصادر نقلتها القناة أنه لا توجد حالياً خلافات جوهرية بين إسرائيل و«حماس» بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وتحرير الأسرى، لكن «الأمر كله يعتمد على نتنياهو».

وصرحت «حماس» مؤخراً بقبولها اتفاقاً تدريجياً لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، وافقت عليه إسرائيل سابقاً، بينما تعهد نتنياهو بالمضي قدماً في مدينة غزة والتفاوض فقط على اتفاق يُطلق سراح جميع الأسرى.

وقال مصدر نقلته القناة 12 إن الاتفاق الجزئي لم يكن مطروحاً على الطاولة، وإن إسرائيل سعت فقط إلى اتفاق شامل على مرحلتين.

وعلى الرغم من الجمود الواضح في محادثات وقف إطلاق النار، من المتوقع أن ترسل إسرائيل مفاوضين لاستئناف المحادثات في الأيام المقبلة، وفقاً لما ذكرته القناة 12، مضيفةً أن المحادثات بدأت بالفعل لتحديد زمان ومكان المفاوضات، التي توقفت منذ أن استدعت إسرائيل والولايات المتحدة مفاوضيهما من الدوحة الشهر الماضي. وأضافت الشبكة أنه من غير الواضح مكان انعقاد المحادثات المُستأنفة، وأنها ستبدأ في مكان آخر غير الدوحة أو القاهرة، حيث جرت حتى الآن.

وتُفيد التقارير بأن إسرائيل تُقدّر أن العملية الوشيكة في مدينة غزة تُشكّل ضغطاً كبيراً على «حماس»، مما قد يُؤدي إلى مرونة أكبر في المحادثات.

ووفقاً للشبكة، يسعى نتنياهو إلى إيصال هذه النقطة بإعادة تسمية العملية «القبضة الحديدية» بدلاً من «عربات جدعون 2»، بعد عملية «عربات جدعون» التي أُطلقت في مايو (أيار).

وتُواصل إسرائيل، التي استدعت عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، خطتها للسيطرة على أكبر مركز حضري في غزة، على الرغم من الانتقادات الدولية لعملية من المُرجح أن تُجبر مزيداً من الفلسطينيين على النزوح، وعلى الرغم من مخاوف كبار مسؤولي الأمن من أنها قد تُعرّض الرهائن للخطر.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

23 آب 2025 11:28