8 آب 2025 | 14:13

أخبار لبنان

الخطيب يحذر من الانجرار للاستفزاز بعد قرار الحكومة "الخاطئ": لدينا الامل في ايجاد مخرج يحفظ ماء الوجه

الخطيب يحذر من الانجرار للاستفزاز بعد قرار الحكومة

أدى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس في طريق المطار، وألقى خطبة الجمعة التي قال فيها:" بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا ومولانا ابي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين والشهداء والصالحين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

وقال:" تجتاز اليوم امتنا العربية والإسلامية، ومن جملتها بلدنا لبنان، أخطر مرحلة من مراحل وجودها، في ظل ظروف داخلية وخارجية غاية في التعقيد والالتباسات، بعد سلسلة من التراجعات والاخفاقات لفترة طويلة من التجارب الفاشلة لمحاولات النهوض من حالة الشعور بالتخلف والانهزام امام القوى العالمية المهيمنة التي وقعت فريسة لها لعقود من الزمن، اذا اخرجنا من حسابنا خمسة قرون من حكم الخلافة العثمانية التي تتحمل مسؤولية كبرى في ما آل اليه مصير الامة في وقوعها فريسة الاستعمار الغربي، بسبب العقلية المتخلفة التي ادارت بها شؤون القسم الاكبر من الامة الذي كان تحت سلطتها، وبالأخص في العقود الاخيرة وتعاطيها مع الاقاليم خارج المركز والناطق بغير التركية، ثم لغير المنتمين لها مذهبيا او طائفيا بنحو من التمييز والعنصرية والتخلف والإهمال، واثقالهم بالضرائب بعد اطلاق يد الولاة في التصرف، وبما ارتكب من مظالم بحقهم، ما ولّد شعورا لديهم بالكراهية والانتقام، ودفع البعض منهم للتآمر والارتباط بالدول المعادية طلبا للتحرر والانعتاق وبعد محاولات التتريك، ضنا منهم ان الارتباط بالغرب الذي كان يغريهم بالاستعانة به لتحقيق الاستقلال والتخلص من التبعية والتخلف سيحقق لهم الخلاص، من دون ان يدركوا ان ما يخطط له الغرب الخبيث ليس الا ان يكون البديل، وانهم في ما يقومون به كالمستجير من الرمضاء بالنار، وحمّلوا ثقافتهم ودينهم مسؤولية ما آلت اليه امورهم من المظالم والتخلف، فاستبدلوا اسيادا باسياد أسوأ، في خديعة تاريخية يحصدون اليوم اسوأ نتائجها في تخريب بنيانهم الثقافي ثم الاجتماعي والأخلاقي، يتجلى اليوم في التطرف الديني والمذهبي والانقسامات السياسية الخطيرة لخدمة اهداف الغرب الجيوسياسية والاقتصادية واستخدامها في ضرب حركات الوعي التي تقف في وجهه، وتهدد مصالحه عبر اتهامها بالإرهاب لتبرير القضاء عليها بادواته الداخلية".

اضاف:" كما ان الحركات المناهضة للاستعمار وتوعية الأمة على اخطار السياسات الغربية التي تبنت الايديولوجيات الإسلامية، اسهمت عن غير قصد في ادخال المجتمعات العربية والاسلامية في صراعات داخلية بين بعضها تارة، وبينها وبين الانظمة الحاكمة تارة أخرى، كانت بلادنا بغنى عنها، لأن المرحلة كانت تستدعي تجميع كل الطاقات لمواجهة الخطر الذي يتهدد الامة وجوديا".

ورأى انه"من الضروري اعادة قراءة المرحلة ووضع استراتيجية جديدة تتجاوز فيها كل الشعارات المطروحة التي اثبتت الاحداث والتطورات انها لم تكن في وقتها، وذلك للحفاظ على التماسك الداخلي للمجتمعات العربية والاسلامية التي بدأت بالتفكك محققة الهدف الغربي مستفيدة من الاخطاء التي ارتكبت، بعضها عن قصد وبسوء نية وبتخطيط من القوى الصهيونية المعادية، وبعضها عن غير قصد وعن حسن نية".

وتابع:"ايها الاخوة ، ان الحفاظ والعمل على وحدة مجتمعاتنا اليوم تتقدم على اي اولوية أخرى، وان نأخذ العبرة من تجارب الماضي التي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه، حتى نستطيع دفع الاخطار الوجودية المحدقة بالأمة على نحو وجودي، وان تتخلى الحركات الاسلامية عن اساليبها السياسية في الصراع على السلطة، وان يقتصر نشاطها الاسلامي على العمل الثقافي ، واما في الميدان السياسي فمن الضروري ان تكون الاولوية في العمل على وحدة المجتمع والسلم الاهلي الداخلي وعدم التصادم السياسي الايديولوجي ، وهو ما نسعى اليه ونعمل له بطرحنا لقيام الدولة على اساس المواطنة وليس على اساس ايديولوجي او طائفي، نُبقي فيه على وحدة المجتمع اللبناني بعيدا من الانقسامات الطائفية التي يستغلها الغرب ويستفيد منها في اشعال حروب طائفية ومذهبية تكاد تأتي على وجودنا من أساسه".

وقال:" رأينا بعض مخاطر هذه الانقسامات التي تضعنا جميعا في وجه بعضنا البعض، لتنسينا الخطر الداهم، وهو خطر المشروع الصهيوني التوسعي التفتيتي، لأن مشروعه لن يكتب له الوجود في ظل وحدتنا التي تتسع للجميع وتضع حدا لطموحات الافراد او المجموعات التي تحمل مشاريع يغريها المشروع العنصري التلمودي الصهيوني ".

واردف:"ان المشكلة في الانقسام السياسي الطائفي الداخلي اللبناني الذي يقف اليوم وراء ما حدث في مجلس الوزراء من تلبية الطلب الاميركي الإسرائيلي، لضرب وحدة الموقف اللبناني الوطني بسبب الحسابات الطائفية والتي تغفل بسببه عن الخطر الحقيقي على لبنان، ممهدا الطريق امام تحقيق المشروع الاسرائيلي الطامع بلبنان ارضا ودورا، والذي يريد الانتقام لهزائمه المتكررة على يد ابطال الشعب اللبناني من المقاومين، والذي مازال يشكل اقوى قوة في وجه مشروعه".

ورأى ان "قرار مجلس الوزراء اللبناني حقق للعدو الاسرائيلي ما لم يكن يحلم به بدون اي سبب منطقي مفهوم، بتخليه عن اهم عوامل قوته التي كانت كفيلة بتحقيق المصلحة الوطنية بإجبار العدو على الرضوخ لمطالبه المحقة"، مشيرا الى انه "ما زال لدينا رغم الاصرار على المضي قدما في السير بقراره الخاطئ في الجلسة الأخيرة التي انسحب منها الوزراء الأربعة، وافتقاد الجلسة بذلك للشرعية الدستورية، ما زال رغم ذلك لدينا الامل في ايجاد المخرج الذي يحفظ ماء الوجه وعدم وضع البلد في حالة من عدم الانتظام الدستوري".

وقال:"اوجه كلامي الى اهلنا ومجتمعنا جمهور المقاومة بعدم القيام باي رد فعل يريد البعض ان يستفزكم به. لذلك نحن من يريد الحفاظ على السلم الأهلي، فهو يعنينا كما المقاومة، الم ندفع الاثمان الكبيرة من اجل ذلك؟.. واللبنانيون جميعا هم اهلنا ونحن اكيدون ان الكثير منهم متألم مثلكم، لأنهم يريدون مثلكم ان يكون وطنهم عزيزا ويشعرون خصوصا في هذه الظروف التي يهدد فيها العدو والإرهاب لبنان، كما ان البلد بلدنا ونحن من دفعنا الثمن الغالي من اجله".

وختم مؤكدا ان" معالجة القرار الحكومي الخاطىء له اساليبه الاخرى ، لذلك فلا ينبغي ان تستفزوا والإنجرار الى حيث يريدكم الخبثاء، حماكم الله وحمى الله لبنان. حمى الله لبنان وشعبه العزيز والرحمة لشهداء لبنان جيشا ومقاومة، والتحية الكبيرة لهم ولأسرهم ولآبائهم ولامهاتهم الذين طعنهم من اتخذ القرار الجهنمي.

(قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آب 2025 14:13