أكد شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى "رفضه المطلق حصول أية تداعيات لأحداث السويداء على الساحة اللبنانية، او أي عامل يسهم في تفتيت الساحة وانتقال الفتنة اليها، قائلا: "نرفض ذلك رفضا قاطعا ونحن ودار الفتوى والشخصيات السنية والمسؤولون جميعا موقفنا واحد".
واعتبر في حديث لقناة ال mtv انه "إذا كان ثمة شباب تعدّوا على إخوانهم من الطائفة السنية الكريمة، او العكس بتعدّي شباب متطرّفين من الطائفة السنية على شباب من الطائفة الدرزية فالأمر مستنكر في الحالتين ومرفوض، وعلى الأجهزة الأمنية مقاضاة المخلّين بالأمن، وإننا على تواصل وتفاهم دائم مع شخصيات سنية، ومع سماحة مفتي الجمهورية بالدرجة الاولى، وعلينا ان نقف بمثل هذه الظروف الصعبة الموقف الموحد، لدرء الفتنة ومنع التطرّف، الذي لا يدل أساسا على حقيقة الطائفتين السنية والدرزية".
وردا على سؤال حول التدخل الإسرائيلي، قال: "إننا نرفض التدخل الإسرائيلي او الحماية الإسرائيلية، لكن على الدولة السورية تحمل مسؤولياتها. ما حصل في السويداء أمر مشين ومهين، وقد زاد الشرخ بين جبل العرب والدولة. الاتفاق ربما يرمّم ما حصل لكنه يحتاج الى رعاية، وقد تكلمت مع السفير السعودي اليوم، وأطالب برعاية عربية على الأقل او إسلامية من اجل تعزيز الثقة فيما بين الناس ودولتهم".
ورأى ان "وجود متطرّفين يتستّرون تحت عباءة الدولة، فان مسؤوليتهم تقع على الدولة، أكانوا طابورا خامسا او مسلمين متطرّفين، فان الدولة السورية هي المسؤولة وعليها ضبط الشارع، اما أبناء طائفتنا فلم يعتدوا ولم يذهبوا الى منطقة أخرى وانما يدافعون عن مناطقهم، وهم أيضا مدعوون الى التعقّل والحكمة والتصرّف برويّة، لأنهم في النهاية شركاء في هذا الوطن ويجب ان يساعدوا في بنائه".
واعتبر الشيخ ابي المنى في سلسلة تصاريح إعلامية لعدد من القنوات العربية والأجنبية أيضا، ان "ما حصل في السويداء وصمة عار على جبين الانسانية من عمليات انتقام وتشفٍّ تجاه جماعة ما كانت الا متمسكة بجذورها العربية والاسلامية ونضالها الوطني عبر التاريخ، وليس هناك ما يبرر تلك الجريمة النكراء بحق الإنسانية. هناك انتهاكات مفضوحة لا يقبلها عقل ولا ضمير! هل الدولة السورية غير قادرة على ضبط هؤلاء الناس المتطرّفين وتلك الجماعات المتفلّتة ام ان هناك امر آخر لا سمح الله؟ فوضع السويداء كان سليما وكان هناك مسعى لاتفاق يقضي ببسط سلطة الدولة مع ضمانات تعطى لأبناء السويداء، لكن ما حصل أظهر ما في صدور هؤلاء المتطرّفين من غلّ واساءات واحقاد وكراهية".
أضاف: "هم منضوون في لواء الأمن وقد تبيّن انهم مجرمون، وما حصل سيبقى وصمة عار وجرحا عميقا في ذاكرة ابناء الجبل، جبل العروبة والإسلام، جبل سلطان باشا الأطرش والثورة السورية الكبرى والاستقلال، وكان يجب على الدولة ألاّ تسمح بذلك الأسى الذي سيُحفر عميقاً في الوجدان، آملين عودة الامور الى نصابها ان شاء الله وترميم الأمر، ولكن هذا يحتاج الى جهد كبير من الدولة أولا ومن المشايخ وأبناء الجبل ومن الأخوة العرب والمسلمين، الذين يجب عليهم ان يرعو اي اتفاق سيحصل، لكي يعززوا الثقة عند الناس، ولكي يعيدوا الاطمئنان الى ابناء الجبل، فأبناء الجبل مجروحون اليوم ونساؤهم وشيوخهم وأطفالهم وقاماتهم الدينية مجروحة ومألومة، وعلى الدولة ان تسعى جهدها لكي ترمم هذا الأمر".
وتابع: "لا نطالب بالتدخل الإسرائيلي، بل على العكس، إننا نرفض هذا التدخل، لأننا متمسكون بوحدة وكرامة واستقلال سوريا، كما لا نطالب بأي تدخل او حماية أجنبية، كي لا نترك لإسرائيل مبررات للتدخل. نطالب برعاية عربية لاتفاق يحصل بين الدروز وبين الدولة، وهذا الاتفاق يكون مبني على ضمانات وأسس، تعيد هيبة الدولة للجبل ويكون الجبل تحت جناح الدولة وليس مستقلا، ومن حق الجبل المطالبة بتلك الضمانات والحقوق التي تحفظ كرامته خاصة بعد الذي جرى أخيرا".
واردف: "الوضع صعب جدا، وتهدئة الأمور تحتاج الى جهد كبير، فهناك غليان في الشارع وأخشى أن تنتقل الفتنة الى لبنان، لذلك أننا نحذّر من ذلك ونطالب القيادات السنية خاصة في لبنان وفي سوريا الذين تواصلت وأتواصل معهم دائماً وهم أخوة لنا بأن يتحركوا، فالأمر ليس بين الدروز والدولة السورية والبدو وجيرانهم فحسب، الأمر يتعلق بفتنة مذهبية. وثمة أمور حصلت وأساءت الى الرموز الدينية والمقدّسات ورجال الدين والنساء، وهذا الأمر لن نسكت عنه ونطالب بالتحقيق به، ولكننا ندعو الى التهدئة واخذ الأمور بعقلانية ورويّة ولكن بموقف صارم".
واضاف: "بين مشهد الهوية البصرية وبين مشهد القتل والذبح والإساءة الى الرموز الدينية والدوس على صورة سلطان باشا الأطرش وعلى علم الموحدين الدروز فالأمر مختلف تماما، اين هذا من ذاك؟!، ولذلك أقول، بان المسؤولين السوريين معنيون بترميم ما جرى".
وقال: "تواصلت مع المشايخ الهجري وجربوع والحناوي وننسق مع وليد "بك"، حيث نحاول احتواء المشكلة، توصّلنا الى وقف لإطلاق النار، لكنه خُرق ليلا، نتواصل مع الجميع وندعوهم أن يكونوا مدركّين حساسية اللحظة ومشايخ الجبل حكماء ورسالاتهم الحكمة والتعقل".
اتصالات
وتلقى شيخ العقل بخصوص أحداث السويداء سلسلة اتصالات تضامنية، وتنويه بمواقفه الساعية لدرء الفتنة، أبرزها من: نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلاّمة الشيخ علي الخطيب، بطريرك الروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، النائب أشرف ريفي وأرسل بيانا أيضا، الشيخ احمد درويش الكردي، الشيخ احمد المصري، الشيخ حسن مرعب، المطران دانيال كورية، رئيس حزب البيئة العالمي الدكتور دوميط كامل، الشيخ عبد الله ناصر جبري والعديد من رجال الدين والفاعليات والشخصيات السياسية والإعلامية والثقافية والاجتماعية من داخل لبنان وخارجه.
بدوره أجرى شيخ العقل اتصالات بعدد من المسؤولين والسفراء، وأوفد القاضي الشيخ غاندي مكارم للقاء السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، حاملا اليه رسالة الى المملكة العربية السعودية بهذا الخصوص، وكذلك الى السفارة الاميركية في عوكر، كما كرر الاتصال عبر مستشاريه بالسفير التركي للغاية نفسها.
لقاءات
والتقى شيخ العقل في دار الطائفة في بيروت اليوم وزير الاشغال العامة والنقل فايز الرسامني، وتناول اللقاء عددا من المواضيع العامة والمطروحة.
كما استقبل رئيس مجلس ادارة الإسكان الاستاذ أنطوان حبيب يرافقه الأمير مالك أرسلان، لاطلاعه على واقع المؤسسة.
واستقبل المرشح لعضوية مجلس نقابة المحامين في بيروت الأستاذ نديم حمادة، ترافقه مفوض العدل في الحزب التقدمي الاشتراكي المحامية سوزان إسماعيل زهر، بحضور المحامين من أعضاء المجلس المذهبي: حمادة حمادة رئيس لجنة الأوقاف في المجلس المذهبي والدكتور طلال جابر رئيس اللجنة القانونية في المجلس، وماهر الاحمدية وتوفيق المهتار، وجرى عرض للقضايا النقابية عامة والاستحقاق الانتخابي المقبل في نقابة المحامين خصوصاً، ووضعوا الشيخ ابي المنى في اجواء تبنيّهم لترشيح الاستاذ نديم زياد حمادة لعضوية مجلس النقابة.
ومن زوّاره وفد من عائلة المرحوم زياد حسين ذبيان العميد المتقاعد في قوى الامن الداخلي المتوفي في المهجر، والذي قدّم سماحته التعازي بوفاته، بحضور عضو المجلس المذهبي الاستاذ أسامة ذبيان.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.