11 تموز 2025 | 17:32

أخبار لبنان

وزير الثقافة يعلن عن عودة "ليلة المتاحف" ويكشف عن اضرار جسيمة في موقع شمع الأثري

تؤدي المتاحف دورًا أساسيًا في صون الذاكرة الجماعية، ونقل الإرث الثقافي والتاريخي إلى الأجيال الجديدة، وتشكّل فضاءً تربويًا وسياحيًا يرسّخ الهوية الوطنية ويعزز الحوار الحضاري. من هنا تأتي أهمية إعادة إحياء فعالية «ليلة المتاحف» في لبنان، بعد انقطاع دام ست سنوات بسبب الأزمات المتتالية.

في خطوة طال انتظارها، أعلن وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة خلال مؤتمر صحفي استعادة الوزارة لهذه الفعالية في 29 تموز الجاري، مشددًا على الجهود الحثيثة لإعادة فتح أبواب المتاحف أمام الجمهور مساءً مجانًا، وبالتعاون مع المؤسسات الداعمة. وأكد سلامة على البعد التربوي والاجتماعي لهذا الحدث، خصوصًا للشباب، مذكّرًا بدور المتاحف في جعل الثقافة في متناول الجميع، حتى في المناطق النائية عبر المكتبات العامة المجهزة للزيارات الافتراضية.

كما كشف الوزير عن أضرار كبيرة لحقت بموقع شمع الأثري قرب صور جرّاء الحرب الأخيرة، مشيرًا إلى تدمير مقام تاريخي داخل القلعة بفعل التخريب المباشر من قبل كتيبة عسكرية إسرائيلية، ما يتطلب أموالًا وجهدًا كبيرًا لإعادة بنائه. هذا الوعي بأهمية حماية التراث وصونه، على الرغم من التحديات المالية، يشكل جزءًا من رؤية الوزارة لإعادة الاعتبار إلى تاريخ لبنان الغني، عبر تطوير المتاحف الحالية وبناء متاحف جديدة في صور وصيدا وبعلبك وجبيل، بما يضمن لامركزية حقيقية للثقافة في كل المناطق.

اعلن وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة استعادة الوزارة لفعالية “ليلة المتاحف” في الـ 29 من تموز يوليو الجاري بدءًا من السابعة مساءً وحتى الساعة الحادية عشرة بعد ان حجبت عن الجمهور لستة اعوام .

وقال سلامة خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الجمعة في مقر المكتبة الوطنية بحضور مدراء المتاحف :”من دواعي سروري ان اعلن استعادة الوزارة لتجربة اثبتت نجاحها الا ان ظروفا استثنائية حجبتها عنا ولاسباب يعرفها الجميع منها جائحة الكوفيد والانهيار المالي … واليوم تعود فعالية ليلة المتاحف الى الحياة، ولا اخفي امراً ان ذلك تطلب جهودًا حثيثة من الوزارة وتطلب مشاركة من عدد من المؤسسات الداعمة ولا سيما مصلحة النقل المشترك الذي سيؤمن الانتقال المجاني لجميع الزوار من والى المتاحف المدرجة للزيارة “.

واضاف سلامة: “لذا نأمل من كل المواطنين مواكبتنا بدءًا من المتحف الوطني مرورا ببقية المتاحف مع الاشارة الى انه سيتواجد في كل متحف مرشد ثقافي لشرح ما يسأل عنه الزائر”.

وتابع سلامة:” اذكر ان ليلة المتاحف ستكون في 29 من الشهر الجاري ومن الساعة السابعة مساءً وحتى الحادية عشرة ليلًا حتى يتمكن اكبر عدد ممكن من المواطنين ولا سيما الشباب من زيارة اكبر عدد ممكن من المتاحف والتنقل في ما بينها على ان تكون نقطة الانطلاق المركزية من امام المتحف الوطني . واعلن سلامة عن المتاحف التي تشارك في هذه الفعالية:

بيروت:

​•​المتحف الوطني في بيروت

​•​متحف سرسق

​•​متحف الجامعة الأميركية في بيروت الأثري

​•​متحف الجيولوجيا في الجامعة الأميركية في بيروت

​•​متحف المعادن – جامعة القديس يوسف

​•​متحف ما قبل التاريخ – جامعة القديس يوسف

​•​متحف المكتبة الشرقية

​•​متحف بنك لبنان

​•​المعهد الفرنسي في لبنان – معرض للفنان سيرج بلوخ

​•​فيلا أودي – مجموعة فسيفساء خاصة

​•​جناح نهاد السعيد

جونيه:

​•​متحف جامعة الروح القدس الكسليك

جبيل:

​•​متحف آرام بيزيكيان لأيتام الإبادة الجماعية الأرمنية

​•​متحف موقع جبيل – المديرية العامة للآثار

​•​ذاكرة الزمن – متحف الحفريات البحرية

​•​مؤسسة بيبي عابد

​•​متحف MACAM

​•​الجامعة اللبنانية الأميركية – مؤسسة لويس قرداحي

طرابلس:

​•​متحف قلعة سان جيل – المديرية العامة للآثار

وأردف وزير الثقافة قائلًا: هذا ما اردت ان اؤكد عليه انطلاق ليلة المتاحف بعد توقف ست سنوات على امل ان يكون هناك المزيد من المتاحف في السنة المقبلة ونحن نحضر لمن سيخلفنا في الوزارة لادخال متاحف جديدة ضمن هذه الفعالية حيث ان الوزارة تعمل حاليًا على بناء عدد من المتاحف ولست متأكدا انها ستكون جاهزة العام المقبل لكن في العامين المقبلين سيكون هناك متحف اثري كبير في صور ونحن على بعد اقل من عام سيتم استكماله وفي صيدا وبعد توقف سنوات سنبدأ العمل في متحف صيدا الاثري الذي انفق عليه ما يقارب الـ 6 مليون دولار حتى الساعة ونحن نبحث عن هبة لاستكماله وقد يحتاج الى عامين لانتهاء العمل فيه. وهناك مشروع لمتحف اكبر في جبيل حيث تم إكتشافات اثرية في غاية الاهمية في العامين الماضيين نريد ان نسلط الضوء عليها اكثر واكثر .

اذا فان عدد المتاحف كبير هذا العام مع التمني لان نشهد في العامين المقبلين المزيد من المتاحف في كل المدن الاثرية في وطننا.

اسئلة الصحافيين

وردا على سؤال حول امكانية تطبيق الشراكة مع القطاع الخاص مع بعض المتاحف والتي اثبتتت نجاحها في المتحف الوطني أجاب سلامة : “نعم تجربة ناجحة وسنعممها ونحن لا يمكننا ان نضغط على القطاع الخاص انما نشجعه للمساهمة وكما تعلمون فان مالية الدولة في حال صعبة وهناك عجز لتطوير قطاع المتاحف دون الحصول على هبات خارجية

والتوجه لاشراك القطاع الخاص موجود ، التوجه نحو اعادة النظر في سعر بطاقات الدخول الى المتاحف موجود التوجه نحو تكرار ليلة المتاحف خلال العام موجود ، فالوزارة تعمل على كل هذا وهي بصدد التعاون مع متاحف عالمية لكن من ناحية ثانية تعمل على تأهيل المكتبات العامة في مختلف المناطق اللبنانية حوالي 80 مكتبة لزيارة متاحف العالم افتراضياً لكي يتمكن الشباب اللبناني زيارة المتاحف وهو في قراهم .

*وسئل الوزير سلامة هل سببت الحرب الاخيرة أضرارا محددة في المتاحف في مناطق محددة وأيضا في المواقع الاثرية؟

الوزير سلامة: ليس في المتاحف، ولكن هذه الحرب تزيد في تعثرنا المالي من حيث إعادة الاعمار في لبنان، ووفق تقديرات البنك الدولي فإن الكلفة تبلغ 11 مليار دولار أميركي، والدمار الذي حصل في الحرب الاخيرة على لبنان حصل في وقت صعب اقليميا يوجد فيه دمار شامل في غزة حيث اعادة الاعمار تبلغ كلفتها هناك بين 70 و80 مليار دولار أميركي.

بالنسبة الى المواقع الاثرية، الى حد علمنا فإن الضرر الاساسي حصل في موقع “شمع”، وهو موقع قريب من صور وهو مهم نظرا الى طابعه الديني لأكثر من ديانة، يوجد في الموقع مقام وقد زرته أنا شخصيا فور تسلمي الوزارة، لأنه الموقع الاكثر تضررا. يتألف المقام من أربع قبب جميلة، وثمة قبة واحدة قد دمّرت وباستطاعة المديرية العامة للآثار اعادة ترميمها ولكن هذا المقام موجود داخل القلعة والقلعة دمّرت بشكل كامل وهي تتطلب الكثير من المال والوقت لإعادة بنائها. المؤسف، أن هذا الدمار لم يكن نتيجة قصف عن بعد، بل جاء نتيجة تخريب من خلال وجود كتيبة عسكرية اسرائيلية داخل الموقع ودمرته.

*وسئل سلامة إن كان من نية لإعادة مبنى المنشية الذي تمّ تدميره في الحرب الاخيرة فقال:” طبعا، ثمة قرار بذلك، وأشار الى أن المبالغ التي تتطلبها مشاريع مماثلة هي كبيرة جدا ولكن لن يوقفنا غياب المال، ولن توقفنا الصعوبات التي تواجهها مالية الدولة، الآن وفي السنوات القادمة، ولسنا نحن من السذاجة لكي نعتبر بأن بناء المتاحف يجب أن يكون قبل اعادة بناء مساكن الناس او المستوصفات او المستشفيات، ولكن نحن نصر على الاستمرار في العمل على اعادة بناء المتاحف الجديدة ولا سيما في بعلبك وجبيل وقبل ذلك في الانتهاء من بناء متحفي صور وصيدا اللذين أنفق عليهما حتى الساعة اكثر من 12 مليون دولار ويجب الانتهاء منهما في اسرع وقت لكي نبدأ التفكير بمتاحف اخرى. أنا سررت، لأنه يوجد اليوم في داخل قلعة طرابلس متحف جيد ويمكن ترقيته بقطع أخرى، واعتقد بأن لامركزية المتاحف هي قيد التحقيق.

*وسئل سلامة عن مدى امكانية أن تكون المتاحف دامجة أي مجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة سواء في الحركة أو في السمع، فأجاب سلامة:” لقد أسسنا منذ 22 عاما هيئة عليا للمتاحف، لدى هذه الهيئة مراسيم لم يتم تطبيقها، وأنا أتعهد أنه قبل مغادرتي منصبي بعد اشهر بأن اكون قد حركت هذه الهيئة والتي تعتبر أن وظيفتها الاولى عندما تبدأ في العمل هي أن تقول ما هو المتحف الحقيقي وما هو المتحف المزعوم؟ ليس كل من لديه شرفة قديمة يسميها متحفا! ثانيا، ما هي الشروط الحقيقية لاعتبار المتحف متحفا حقيقيا؟ الآن بفضل المعدات الالكترونية الحديثة سنحاول الحصول على التجهيزات الضرورية البصرية والسمعية التي تساعد ذوي الصعوبات في السنوات القادمة.

ونحن نريد رفع المتاحف الى المستوى العالمي الذي وصلنا اليه، نحن نريد أن يصبح المتحف مكانا يذهب اليه المواطن بصورة طبيعية من دون أن يقصده. وهذا ما اعتدت اليه في المدن التي عشت فيها حيث كنت اخصص نصف يوم في الشهر لزيارة المتاحف. نريد أن يصبح دخول المتاحف امرا عاديا، وهذا الامر مهم بالنسبة للمدارس، إن افضل مشهد في متحف بيروت الوطني وهو رؤية صفوف متعددة من طلاب المدارس يزورون المتحف.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

11 تموز 2025 17:32