رعى شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى حفل توقيع كتاب "دليل الموحّدين الدروز في لبنان"، من تأليف خبير الإحصائيات الأستاذ مجدي الدنف، وذلك بدعوة من الملتقى الثقافي والاجتماعي لجرد عاليه والجوار، في قاعة جمعية النهضة الاجتماعية – شانيه، في حضور عدد من الشخصيات والفاعليات الثقافية والفكرية والاجتماعية والاهلية، ورؤساء لجان وأعضاء من المجلس المذهبي ومشايخ وجمع من أبناء المنطقة.
النشيد الوطني اللبناني استهلالا، ألقى بعده الشيخ كمال أبي المنى، كلمة ترحيبية ومقدّماً الحفل، والقيت عدة كلمات لكل من، المحامي ماهر الأحمدية باسم الملتقى والشاعرين نبيل نصر وعادل خداج، ثم الدكتور محمد شيّا الذي أسهب في شرح بعض المحطات المفصلية في تاريخ الموحدين الدروز ودورهم الوطني والقومي، ثم تحدث المؤلف الأستاذ مجدي الدنف، عارضاً أبرز مضامين الكتاب وأهدافه، ومؤكداً على "أهمية التوثيق لحفظ الذاكرة الجماعية، ولتثبيت الهوية الاجتماعية والديموغرافية لطائفة الموحّدين".
شيخ العقل
واختُتم الحفل بكلمة صاحب الرعاية الشيخ أبي المنى، منوها بالكتاب والجهد المبذول من قبل المؤلف، ورأى أن "علم الإحصاء هو علم جمع وتحليل وتفسير البيانات، كما ان التخطيط يبدأ بمعرفة الواقع. والإحصاء يشير إلى الواقع ويسلّط الضوء على مكامن القوة ومكامن الضعف في المجتمعات والمؤسسات، فبقدر ما يكون هناك إحصاء في معظم المجالات بقدر ما يمكن للمؤسسات والمجتمعات والدول أن تطور حالها".
واعتبر انّه، "من خلال هذا العمل الإحصائي الذي بين أيدينا نتعرّف أكثر وأكثر على العائلات الدرزية وتوزُّعها في القرى والبلدات اللبنانية، ونتعرف على الأعداد وبعض المعلومات الأخرى المفيدة، ويمكننا استنتاج بعض الملاحظات، ومنها: ان بعض العائلات الكبيرة تمّت تجزأتها لعائلات صغيرة - أجباب وأفخاذ، ولم يتطرّق الكتاب إلى أسبابها، فهل هي نتيجة عوامل عائلية ضيّقة، أم لأسباب سياسية، أم نتيجة خطأ مادي من المختار، أم غير ذلك؟! ثم ان بعض العائلات تتوزّع في عدة قرى، بينما هناك عائلات مجتمِعة بمعظمها في قرية واحدة، وعليه، فان الكتاب يفتح آفاقاً جديدة للتفكير بتطوير الإحصاءات التي بين أيدينا، على سبيل المثال: إحصاء عدد أبناء الطوائف الأخرى في البلدان المختلطة، وعلى الأخصّ العائلات المسيحية، واستنتاج نسبة عدد الدروز الى المجموع العام، وربما هذا الأمر يكون مادة لبحث آخر يوثِّق حجم الاختلاط الدرزي مع الطوائف الأخرى وخاصةً المسيحية منها. إجراء دراسة مقارنة بين اليوم والأمس، مثلاً ما بين الأعوام 2025 و1925 و1825... لنكتشف حجم التغيير الحاصل ونستنتج الملاحظات: متى حصلت الزيادات ومتى حصل النقص، وربما بين العام 2000 والعام 2025، لندرك مدى التراجع منذ ربع قرنٍ في نسب الزواج والولادات ونتحرّى أسبابها ونبحث في أساليب معالجة هذا التراجع. دراسة العوامل المؤثّرة في عدد الدروز: الهجرة، مستلزمات العمل، دخول المرأة إلى سوق العمل، تبدُّل الأولويات، تطوُّر الحياة وتنوُّع متطلبات الزواج و"فتح البيوت"، كلفة المدارس والمستشفيات، الحريات والخروج على التقاليد العائلية والاجتماعية وغير ذلك من العوامل".
وتابع الشيخ ابي المنى: "صحيح أن الموحدين الدروز يُقاسون بالدور لا بالعدد، ويقاسون بالتاريخ والتراث والتضحيات والحضور المعنوي لا بالنسبة المئوية، ولكن علينا ألّا نستخفَّ بالحضور العددي، فالطائفة كما هي مصانةٌ بالتمسك بالثوابت الوجودية وبالتماسك العائلي والاجتماعي، لكنها في بلدٍ كلبنان تحتاج كذلك إلى مراعاة التوازنات الطائفية وإلى تحصين الدور والحضور بالأعداد والكفاءات. ولكي نواكب تلك الحاجة، أنشأنا في المجلس المذهبي هيئة رصد الوظائف والاختصاصات، علَّنا نستطيع إحصاء ما لدى أبنائنا الموحدين الدروز من وظائف، ونتعرّف على حجم الشغور في الوظائف العامة العليا، والتعاون على متابعتها وملئها، مع ما يحتاج ذلك العمل إلى تدريبٍ وتأهيلٍ وإصرار. كما علينا أن نُحصي الطاقات الموجودة لدينا في مختلف الاختصاصات، والشركات والمؤسسات في الداخل والخارج التي تعود بملكيتها أو إدارتها إلى أشخاص نافذين من الطائفة أو من الأصدقاء اللبنانيين للتمكن من توظيف الخرّيجين ومساعدتهم في الانخراط بسوق العمل. يُضاف إلى ذلك ضرورة إحصاء المؤسسات والجمعيات وأصحاب المواهب والحرفيين والفنانين والشعراء والمؤلفين والمبدعين وما إلى ذلك من كفاءات".
وختم: "لم نكن لنهتمّ بإحصاءاتٍ طائفية لو لم يكن هذا هو واقع لبنان المتنوّع طائفيّاً، ونأمل أن يكون هناك إحصاءٌ وطني عام في يوم من الأيام يتجاوز الحالة الطائفية، لكننا في مطلق الأحوال ننطلق من مبدأ الشراكة الروحية الوطنية، التي تحتّم علينا أن نقوّي تماسكنا وحضورنا لنكون شركاء فاعلين وأقوياء، لا هامشيين وضعفاء".
وفي ختام اللقاء، وقّع المؤلف نسخاً من الكتاب للحضور.
==============
لقاءات
من جهة ثانية استقبل شيخ العقل في دار الطائفة في بيروت اليوم وفدا من بلدة الجاهلية ضم، رئيس البلدية المهندس عصام بو ذياب، رئيس جمعية "كهف الفنون" الفنان غاندي بو ذياب والفنان منير بو ذياب، وتناول اللقاء قضايا ثقافية عامة، كذلك قدم الفنان غاندي بو ذياب دعوة لسماحته الى العشاء السنوي للكهف بهدف انشاء مركز ثقافي فكري تراثي وأدبي وسياحي يكون مكمّلا للكهف.
كما استقبل كلّا من: المهندس ايمن حسن، الأستاذان مالك بركات وراجح نعيم، وعقد اجتماعاً اداريا مع لجنة الاوقاف في المجلس المذهبي، بحضور رئيسها المحامي حمادة حمادة ومدير عام المجلس الاستاذ مازن فياض ومدير الاوقاف المهندس نزيه زيعور.
شانيه
وفي منزله في شانيه التقى شيخ العقل برؤساء واعضاء بلديات من منطقة جرد عاليه، كما أجرى اتصالاً هاتفيا بوزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.