تترقّب الأوساط السياسية الزيارة المُرتقبة للمبعوث الأميركي توم برّاك إلى بيروت وما ستحمله من دلالات وانعكاسات بارزة على الساحة الداخلية بانتظار الردّ الرسمي اللّبناني على الورقة الأميركية، في ظلّ المعلومات عن إنجاز الصيغة النهائية بالتنسيق مع "حزب الله"، بينما أنَّ الأخير لم يسلّم جوابًا خطيًّا بل كانت المناقشات شفهيّة.
توازيًا، أشارت مصادر سياسية متابعة إلى اتجاه حكوميّ لعقد جلسة في الأيام المُقبلة لإصدار قرار يتعلّق بموضوع السلاح وحصريته لتحدد وفقه التفاصيل كافة، لافتةً إلى أنَّ "الحزب" لن يسير على المواعيد الأميركية والإسرائيلية بل وفق أجندات داخلية.
في السياق، ذكر الصحافي علي حمادة أنَّ النقطة الأساس في الورقة الأميركية مرتبطة بسحب السلاح، فيما أنَّ النقاط المتبقية تتعلّق بالإصلاحات الاقتصادية وبالتالي بدور الدولة اللّبنانية بشكلٍ مباشر.
حمادة أشار في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى أنَّ "حزب الله" لا يُقارب الموضوع على قاعدة القول بإنه يرفض جملةً وتفصيلًا المناقشة بسلاحه، إنما يلتف على الموضوع بجملة شروط ومطالب لضمانات مالية تتعلّق بإعادة الإعمار، بالإضافة إلى عدم التعرّض لناشطيه وقادته العسكريين ومقاتليه، إنما مسائل أخرى مرتبطة بالعلاقات اللبنانية السورية، إذ إنَّ الحديث داخل أروقة "الحزب" يتمحور في سياق أن الخطر يكمن في مكانين، تحسبًا من أيّ محاولات لدخول لبنان من الجانب السوري.
وإذ لفتَ حمادة إلى أنّ "حزب الله" لا يتحدث عن نزع سلاحه، بل تسليم بعض الأسلحة والبنى التحتية، كما الانسحاب من بعض النقاط في إطار تقليص تمدده، غير أنه ليس واردًا في الجواب تسليم السلاح والانخراط في المعادلة السياسية.
لا حديث عن تفكيك المنظومة الداخلية والهيكلة الأمنية والعسكرية للحزب، وفق ما يلفت حمادة، معتبرًا أننا على ضوء هذه التطوّرات، فنحنُ أمام حائط مسدود تحت وطأة وضع متحرك وخطير، واحتمالات إلى تصعيد متدرج في المرحلة المُقبلة بعد أن يغادر برّاك لبنان، وسط استمرار الضغط الإسرائيلي - الأميركي في ظلّ غموضٍ حول ما إذا كان هذا التصعيد سيتحوّل إلى حدّ الحرب.
في السياق، اعتبرَ حمادة أنَّ الدولة اللبنانية حائرة وواقعة بين ناري المطالب الدولية وعناد "حزب الله"، متطرّقًا إلى ما حصل في الخندق الغميق واصفًأ اياه بأنه نوع من التلويح وإن كان خجولًا بأنَّ "الحزب" لا يزال موجودًا، وباستطاعته التواجد في كلّ مكان بأسلحته حتى لو كان على مسافة مئة متر من السراي الحكومي، ما يُعد إشارة بإمكانية إشعال الشارع في أيّ وقت.
تزامنًا، شكلت زيارة مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان على رأس وفد لبناني إلى سوريا ولقائه الرئيس السوري أحمد الشرع الحدث الأبرز، خصوصًا وأنها تعد استثنائية كونها الزيارة الأولى من نوعها في توقيتٍ حسّاس تمرّ به المنطقة.
في السياق، أفادت مصادر متابعة لـ"الأنباء"الإلكترونية إلى أنّ النقاش بين المفتي دريان والشرع كان صريحًا، وكان لافتاً أن يقدم المفتي دريان شهادة وسام دار الفتوى الذهبي للرئيس السوري أحمد الشرع، مع ما تحمله هذه الخطوة من دلالة.
المصدر - الأنباء الالكترونية
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.