يواصل النبيذ اللبناني ترسيخ موقعه ومكانته المتميّزة، ليرسّخ مجدّدًا إسم لبنان على الخارطة العالمية للقطاع، إذ تمكن مؤخرًا من تحقيق ريادة استثنائية في مسابقة بروكسل الدولية للنبيذ لعام 2025 (Concours Mondial de Bruxelles - CMB)، حيث حصدت "شاتو كفريا (Château Kefraya)" ميدالية ذهبية كبرى "Grand Gold" عن منتجها للعام 2021، وذلك ضمن فئة النبيذ الأحمر والأبيض.
يُعتبر هذا التقدير العالميّ، الذي مُنح لأقل من 1% فقط من كلّ أنواع النبيذ المشاركة في المسابقة الدولية، تتويجًا لجهود "شاتو كفريا"، أحد أبرز وأقدم الشركات المنتجة للنبيذ في لبنان منذ العام 1951، والتي تحرص على المواءمة بين أصناف العنب المحلية والعالمية، وضمان الزراعة المستدامة، وإتقان طرق المزج الدقيق والمبتكر بين أصناف العنب على تنوّعها واختلافها.
الجائزة المرموقة مُنحت للبنان في ختام جلسات تقييم النبيذ الأبيض والأحمر، وذلك ضمن فعاليات المسابقة الدولية التي أقيمت بنسختها الثانية والثلاثين (32) بمدينة ينتشوان الصينية، الواقعة في قلب منطقة نينغشيا المتخصّصة بإنتاج النبيذ. وعلى مدى ثلاثة أيام، تذوّق375 خبيرًا دوليًّا مخضرمًا من 56 جنسية حول العالم، بما في ذلك لبنان، أنواعًا مختلفة من النبيذ وصل مجموعها إلى 7,165 نوعًا من 49 دولة. تألّفت لجنة التحكيم من هؤلاء الخبراء الذين تذوّقوا النبيذ من زجاجات مغلّفة بالقماش، حفاظًا على مصداقية النتائج. وهم مجموعة من المهنيّين والمتخصّصين المحترفين في قطاع النبيذ، ومن خبراء في التصنيع وتجّار ومستهلكين عالميّين وصحافيّين ونقّاد وباحثين وممثلي الشركات المرموقة في إنتاج النبيذ.
هذا، وتكتسب مسابقة "CMB" شهرة عالمية ذائعة الصيت، بحيث تُعدّ إحدى أهم وأعرق مسابقات النبيذ الدولية، وتُعتبر معيارًا ومرجعيّة أساسيّة لتصنيف النبيذ منذ أكثر من 30 عامًا. وهي تُنظّم كل مرة في دولة مختلفة، وتنقسم إلى أربع جلسات تشمل جلسة النبيذ الوردي/الروزيه (Rosé)، جلسة النبيذ الأحمر والأبيض، جلسة النبيذ الفوّار/الغازي (Sparkling)، وجلسة النبيذ الحلو والمدعّم (Sweet and Fortified). وقد انطلقت فعاليات المسابقة هذه السنة من منطقة كونستانزا (دوبروجيا) في رومانيا بجلسات تقييم نبيذ الروزيه، ومن ثم عُقدت جلسات النبيذ الأحمر والأبيض بمدينة ينتشوان في الصين، على أن تُستكمل بجلسة النبيذ الفوّار في كيشيناو عاصمة مولدوفا، وتُختتم بجلسة النبيذ الحلو والمدعّم في مدينة كاتانيا جنوب إيطاليا، خلال شهر أيلول/سبتمبر المقبل، على أن تُنظّم السنة المقبلة في أرمينيا.
ميداليات ذهبيّة لكبار المنتجين وتميّز إسبانيا وفرنسا والمجر
أتاحت المسابقة التنافسية للمتخصصين وعشّاق النبيذ تذوّق أنواع استثنائية، باستخدام أدوات دقيقة لاكتشاف الخصائص الحسّية المختلفة وتصنيف الرائحة ووصف النكهة واللون وأدقّ التفاصيل. وحافظت الدول الرائدة في إنتاج وتصنيع النبيذ على مواقعها التاريخية، غير أنها حقّقت هذه السنة جودةً متميّزة، مثل إسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال، حيث جاء الترتيب كالآتي؛ إسبانيا (361 ميدالية - 16 ميدالية ذهبية كبرى)، فرنسا (377 ميدالية - 15 ميدالية ذهبية كبرى)، إيطاليا (343 ميدالية - 15 ميدالية ذهبية كبرى) والبرتغال (290 ميدالية - 14 ميدالية ذهبية كبرى).
وإلى جانب الريادة التي حققها لبنان، مُنحت الميداليات التقديرية لشركات متنوّعة من كازاخستان، ألمانيا، بوليفيا، بلغاريا، موريشيوس، المجر (هنغاريا)، المكسيك، رومانيا، سلوفينيا، تركيا وغيرها من الدول. كما فاز النبيذ الإسباني "Les Sorts Vinyes Velles 2020" بلقب أفضل نبيذ أحمر، وقد صنّعه شاب إسباني - فرنسي شغوف بعنب الغريناش (Grenache). أمّا لقب أفضل نبيذ أبيض، فكان من نصيب المجر مع نبيذ "Kancellár SomlAI Cuvée 2021"، وهو مزيج مبتكر من إنتاج شركة "Kancellár Birtok" في منطقة سوملو، لاقى إعجاب لجنة التحكيم لتميّزه بنكهاتٍ تتراوح بين الحمضيات والعسل، ما يعكس التربة البركانية في المجر.
فرنسا...ريادة في ابتكار بدائل خالية من الكحول
من جهتها، أثبتت فرنسا مكانتها كمنتجة للنبيذ العريق والفريد من نوعه، حيث أحرزت مدينة بوردو ومنطقة لانغدوك - روسيون أكثر من 60% من الميداليات الفرنسية (377 ميدالية)، تليهما منطقة وادي الرون، كما تميّزت منطقة لالاند دي بوميرول، ناهيك عن الميداليات الذهبية الكبرى التي حصدتها15 زجاجة نبيذ فرنسي، من بينها "Château Franc La Rose 2022" من إنتاج "سانت إيميليون (Saint-Émilion)"، الحائز على لقب Révélation الفرنسي. وللعام الثاني على التوالي، حصدت فرنسا لقب أفضل نبيذ خالٍ من الكحول، وكان من نصيب نبيذ "Mallette Blanc 0%" من إنتاج "Bordeaux Families". كما حازت تسعة (9) أنواع نبيذ فرنسي خالية من الكحول أو منخفضة الكحول على ميداليات، ما يمثل ثلث النبيذ في هذه الفئة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.