أكد أمين فتوى طرابلس والشمال الشيخ بلال بارودي في خطبه الجمعة التي القاها في مسجد السلام، ان "الهجرة موقف ينبغي ان يعيش عليه الانسان طيله حياته"، مذكرا بأن "النبي عليه الصلاة والسلام عندما أمر اصحابه بالهجرة انما أمرهم الى بلاد الحبشة، قائلا لهم ان فيها ملكا لا يظلم في ملكه احد، وهو نصراني مسيحي"، لافتا الى ان "الملك الذي لا يظلم فيه احد هو المطلب الاساس الذي يهاجر من اجله الانسان، ويطلب العدالة والامن ولو كانا من غير مسلم".
وقال: "المسيحية في بلاد المشرق عندنا وجودها متجذر قبل المسلمين، وقد ساءنا حقا ما حصل منذ ايام في الشام من خلال التفجير الاثم الذي تعودنا نحن عليه، تعودنا بأكثرية مسلمة في العالم ان نطعن في ظهرنا بالرماح والخناجر، وان تنصب الفخاخ في طريقنا من القريب والبعيد، تعودنا ان تتخلى عنا مرجعيتنا في القريب والمستقبل والماضي، ولكن يؤسفنا كل الاسف ان المسيحيين يستهدفون، في وقت يهاجم العالم الغربي وتعربد اسرائيل في غزة، تصل يد الفتنة الى المتجذرين في الارض وفي البلاد، فيصيبونهم بمقتل".
اضاف: "علينا ان نسجل ملاحظتين: اولا، ليست الجريمة الاولى التي حصلت في حق المسيحيين، فالجريمة في حقهم في الشام ليست التقتيل بل الهجرة والتهجير، وهي كانت اشد فتكا بهم وقد فرغت في النظام البائد من اهم العقول والمثقفين. وثانيا، العلاقة بين المسلمين والمسيحيين خلال 15 قرنا لم تكن ملتهبة انما كانت آمنة، والدليل على ذلك ما سمعناه من اهل الشام من المسيحيين الذين يعتبرون ان ذلك فتنة وان المسلمين غير متهمين بذلك".
وتابع: "إننا نعيش في هذه البلاد اقليات واكثريات، واهم الاكثريات واعظمها شأنا المسلمون، واهم الاقليات الاكثر حضورا تاريخيا في البلد المسيحيون، ويتلاعب بالاثنين الباطنيون الذين ليسوا اقليات بل هم فطريات وبكتيريات يعيشون على زرع الفتن بين هذه الاكثريات الاقليات حتى تشعر الاخيرة أنها في خطر كبير من الاكثرية، وتشعر الأكثرية انه ينبغي ان تقدم الكثير للاقلية حتى لا تعيش في خوف ووهن" .
وقال: "على ذلك حكم النظام البائد سوريا وحكم لبنان بتعزيز هذه الطريقة في النظر الى الاقلية والاكثرية، وعاشت الأكثرية بلباس الاقليات يطالبون بحقوقهم، وعاشت الاقليات بلباس الأكثرية، هذا ما حصل وما تريده كل البكتيريات والطفيليات الباطنية التي تعيش على صراع بين الأكثرية المسلمة والاقلية المسيحية. وهذا ما ينبغي ان نضع له حدا".
وقال: "ما يعنينا في بلادنا ممن يعيشون فيها من مسلمين ومسيحيين لاي كنيسة انتموا، ألا يبيعوا ذممهم الى متواطئ غربي ولا الى متواطئ باطني داخلي، فهذا ما نخشاه. لذلك ينبغي وأد الفتنة في جحرها ومهدها، وهذا ما نتمنى أن تفعله الادارة السورية الجديدة وقد عودتنا عليه".
أضاف: "ألم تفجر دور العبادة بالمسلمين والمصلين؟ نعم، صحيح ان القضاء سمى لنا القتلة ولكنه لم ينصفنا بإلقاء القبض عليهم".
وتابع: "لقد مضىت ستة أشهر على العهد الجديد في لبنان وكلنا طربنا بسماع خطاب القسم وأملنا منه خيرا، ولكننا لم نر الكثير، فما السبب في أننا بالتزامن مع التغيير في سوريا لم نشهد عندنا منه الكثير. رأينا العرب ما نزلوا لأخذ الصور بل لينشئوا المعامل ويسلموا مطارات ويستخرجوا نفطا ويتولوا المهن الحرة والزراعة والصناعة، اما نحن فما رأينا الا وعودا. هنا نسأل هل ما زال العرب يثقون بجدية العهد؟ وهل ما زالوا يخافون من الدويلة التي تحكم الدولة خصوصا أننا لم نر التغيير في الشخصيات بل في المستشارين الذين عينوا في ادارة البلد وهم من العهد البائد ومن الفاسدين الذين ينبغي ان يزجوا في السجون".
وقال: "رسالتنا في الهجرة أننا متمسكون ببلادنا ولن نهاجر، كما ان اهل غزة لن يهاجروا وهم متمسكون ببلادهم لان لا هجرة بعد الفتح انما جهاد ونية، فما يقوم به اهل غزة هو الجهاد بعينه ولا يجوز لهم ان يخرجوا. رسالتنا الى اللبنانيين جميعا والى اهل الحكم خصوصا، اننا لم نر تغييرا في الاداء بالسياسة ولا بالاداء في المجلس النيابي ومجلس الوزراء، لم نر تغييرا في الكهرباء او الماء او الدواء او التعليم ولا في التعيينات".
اضاف: "أيها العهد الجديد ما زلنا على ثقة بأنك تستطيع ان تغير شيئا شرط ألا تضع مستشاريك من المستفيدين من الفساد. نحن لم نر الكثير في موضوع السلاح وما زلنا نسمع المسؤولين يتوعدون ويهددون ولم نسمع شيئا. ان الامن لا يكون بالتراضي".
وسأل: "أين المحكومون الذين لا يزالون في السجون منذ اكثر من 10 سنوات ولماذا لم تحل قضيتهم في ستة اشهر، السوريون منهم واللبنانيون، الدولة السورية انتعشت فلماذا لم يسلم السوريون الى بلادهم؟".
وقال: "نحن السنة لا نستطيع ان نعيش في دويلة وعندما نوجه النقد والنصح للدولة نفعل ذلك لاننا صادقون. نعم لا نستطيع ان نعيش ضمن الدويلة التي ترتاح في فساد الدولة، اما هؤلاء فينتعشون. لذلك نحن من موقع مسؤوليتنا كسنة، ينبغي ان نصحح المسار لان لبنان لكل اللبنانيين، رئيس الجمهورية لكل اللبنانيين، رئيس الحكومة لكل اللبنانيين ورئيس مجلس النواب لكل اللبنانيين، وعندما يشعر المواطن فعلا بذلك يرتاح. ينبغي ان يعاد التوازن، الاقلية تعيش بكرامة والاكثرية تعيش بكرامة حتى يبنى البلد بكرامة".
وختم: "ان هدفنا تقويم الاعوجاج والوصول الى تغيير حقيقي على كل المستويات، لذلك نسعى دائما لان تعمل الدولة على تطبيق القوانين المرعية الاجراء".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.