ثانوية الحريري الثانية تحتفل بتخريج طلابها للعام 2025 برعاية نازك رفيق الحريري
وسط أجواء مفعمة بالاعتزاز والفرح، والتحدي للصعوبات الأمنية التي عصفت بلبنان خلال العام الدراسي، احتفلت ثانوية الحريري الثانية في بيروت بتخريج الدفعة التاسعة والثلاثين من طلابها للعام 2025، في حفلٍ أقيم على مسرح الرئيس الشهيد رفيق الحريري للثقافة والفنون، في حرم الثانوية بمنطقة البطريركية، مساء الأربعاء، برعاية رئيسة مؤسسة رفيق الحريري السيدة نازك رفيق الحريري، ممثلةً بالسيدة هدى بهيج طبارة، وبحضور النائب بهية الحريري ممثلةً الرئيس سعد الحريري، والمديرة العامة لمؤسسة رفيق الحريري الدكتورة فرح تميم مكاوي.
لمشاهدة الفيديو اضغط على الرابط الأزرق
/?mibextid=wwXIf
/?mibextid=wwXIfr
شارك في الحفل ممثل رئيس جامعة رفيق الحريري الدكتور سعيد اللادقي، الدكتور محمود حلبلب، وعدد من الشخصيات الأكاديمية والتربوية، إلى جانب أعضاء الهيئتين التعليمية والإدارية، وأهالي الخريجين والخريجات.
وبعد النشيدين الوطني والخاص بالثانوية، قدّمت الحفل الخريجة السابقة لين أبو عمو، فرحّبت بالحضور.
كلمة مؤسسة رفيق الحريري
واستُهلّت المناسبة بكلمة المديرة العامة لمؤسسة رفيق الحريري، الدكتورة فرح تميم مكاوي، فقالت“بكل فخر نلتقي اليوم في رحاب ثانوية الحريري الثانية، لنحتفي بثمرة سنين من الجد والاجتهاد، ولنبارك لخريجينا الأعزّاء هذا الإنجاز الذي طال انتظاره، والذي نراه اليوم مشرقًا، ناصعًا، متوّجًا بالنجاح”.
وأضافت” باسم مؤسسة رفيق الحريري، اسمحوا لي أن أحيّيكم في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعًا، وأن أحيّي رئيسة المؤسسة السيدة نازك رفيق الحريري، التي حملت هذه الرسالة بكل إخلاص ومسؤولية، وواصلت المسيرة التي بدأها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، محافظة على الأمانة، ساهرة على استمراريتها، وراسخة في قناعتها بأن التعليم هو السبيل الحقيقي للنهوض وبناء الإنسان.”
وتابعت تميم مكاوي “أحيّي جميع من ساهم في هذه الرحلة: الهيئة التعليمية والإدارية، وجميع الموظفين، والأهالي الذين كانوا على الدوام الشركاء الأوفياء الذين يحملون تطلعات أبنائنا التلامذة.”
وقالت“في كل تلميذ يتخرج اليوم، تثمر رؤية مؤسسة رفيق الحريري: رؤية تؤمن بأن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان، وأن صناعة المستقبل تبدأ من مقاعد الدراسة. هذه المدرسة، كباقي مؤسسات رفيق الحريري، ليست مجرد صرح تربوي، بل مساحة لصقل المواهب، وتعميق الشعور بالمواطنة، والانفتاح على العالم بروح حرّة ومسؤولة.
ما نراه اليوم هو حصاد لرحلة من الرعاية، والمعرفة، والالتزام، امتدت لتبني مجتمعًا يؤمن بالعلم ويتطلع دائمًا نحو الأفضل. ومثلما كانت الرؤية واضحة منذ البدايات، يبقى الأمل كبيرًا بكل خريج يخرج من تحت راية هذه المؤسسة، حاملًا معه رسالة التغيير الإيجابي والبناء المستدام.”
وتابعت” لم يكن هذا العام الدراسي سهلًا في بداياته، فقد فُرض على المدرسة أن تواجه واقعًا استثنائيًا، نتيجة استيعاب الأهالي النازحين في مبناها، مما تطلّب جهودًا جبارة، من تعليم عن بُعد، إلى إعادة تنظيم البرامج، إلى ضبط المسار التعليمي ولكن، في ثانوية الحريري الثانية، التحديات تتحوّل إلى فرص، وتصبح الدافع الأساسي للإصرار والاستمرار.
وها نحن اليوم نقطف الثمار، ونشهد تخرج دفعة مميّزة من طلابنا وطالباتنا، دفعة 2025، التي وعَت جيدًا أن النجاح لا يأتي إلا لمن يستحقّه، وأن التميز لا يُمنح، بل يُنتزع بالاجتهاد والمثابرة والانتماء
واوضحت أن “ثانوية الحريري الثانية تنفرد في موقعها الأكاديمي الراقي، وقد حازت على الاعتماد العالمي من مؤسسة Middle States، كما تتميّز باعتمادها برنامج البكالوريا الدولية IB، إيمانًا منها بضرورة إعداد جيل منفتح على العالم ومشبَع بالقيم الإنسانية.”
ثم خاطبت تميم مكاوي الخريجين فقالت” أنتم اليوم لا تغادرون جدران المدرسة فقط، بل تفتحون أبواب المستقبل. وقد أثبتم، على مدى سنوات، أنكم أهل للمسؤولية، وأنكم تملكون العزيمة والفكر والإرادة اللازمة للوصول إلى النجاح.
وأنتم اليوم امتداد لمسيرة مشرّفة، تنتمون بها إلى خريجي ثانوية الحريري الثانية، الذين سطع نجمهم في لبنان والعالم، وبرَزوا في ميادين الطب والهندسة والتكنولوجيا والاقتصاد”.
وختمت” أنتم حملة إرث نبيل، ورافعو راية التميز التي أرادها لكم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، رجل العلم والفكر والنهوض.
فامضوا واثقين، مؤمنين بأنفسكم.”
تابعت” أنتم الاستثناء… أنتم من سيكمل الطريق ويواصل الحلم ،التهنئة لكم من القلب، وأسأل الله أن يوفقكم في كل خطوة، وأن يكون مستقبلكم مشرقًا، ومسيرتكم زاخرة بالنجاحات، لما فيه خيركم وخير مجتمعكم ووطنكم، ولتبقى ثانويتكم فخورة بكم، اليوم، وغدًا، ودائمًا.”
كلمة مديرة الثانوية
كما ألقت مديرة الثانوية ندى السبع أعين عاكوم كلمة استعرضت فيها أبرز التحديات التي واجهت المدرسة خلال العام الدراسي، مشيدة بجهود الهيئة التعليمية وقدرة المدرسة على النهوض من جديد بروح التغيير والتجديد، مؤكدة أن الرهان كان ولا يزال على الإنسان، وهو ما أثمر اليوم هذا الإنجاز التربوي الوطني.
وأضافت“في هذا العام، طال التغيير دور ثانويتنا، فتأرجحت جدرانها بين حرب وسلم، وتبدّلت أحوال معلميها كما متعلميها، بين التعلم من بُعد والتعلّم الحضوري. ولأننا شعب عظيم، تلوّنا مع هذه التغيّرات وتنقّلنا بين المرونة والصلابة لنستمر.
وثانويتنا مثلنا، سعت لتحقيق رؤيتها في تنشئة متعلم دائم وشامل، متسلّح بالمهارات المطلوبة لإحداث التجديد، يتحلّى بالنزاهة والإبداع ومواكبة كل جديد.
والحقيقة أن إنجازاتنا كانت في المحافظة على اتزاننا وصلابتنا في وجه ما مررنا به. فكان علينا إعادة النظر في التزاماتنا، والتعلم من أخطائنا، والبناء على قصص نجاحاتنا. وكانت الريادة مفهومًا تبنيناه على امتداد العام.”
وتابعت” شركاؤنا في الريادة والقيادة، معلمونا ومعلماتنا المهتمون والمتفانون، أقول لكم: افتخروا بما حققتم، فالإنجاز الأهم ها هو أمام أعينكم. فلنخرّج معًا الدفعة التاسعة والثلاثين من طلابنا المثابرين والمتفرّدين والمختلفين.هذه الدفعة التي شهدت الأزمات السياسية كالثورات العربية، والأزمات الاقتصادية والانهيار المالي، والأزمات الصحية كجائحة كورونا، والحروب النفسية والتهجيرية… وغيرها من الأزمات الصعبة.ولكن طلابنا وطالباتنا، وعلى الرغم من كل الصعوبات، وفي الأشهر القليلة التي أمضوها في الثانوية، استطاعوا أن يبعثوا فينا الأمل بإصرارهم على تحقيق نجاحات متتالية.”
وسردت المديرة أبرز هذه النجاحات، ومنها:
• فوز الطالبة جنى النقري بالمرتبة الثانية في مسابقة الخطابة (Prepared Speech) من جامعة رفيق الحريري.
• فوز الطالبة ماريه صعب بالمرتبة الثالثة في مسابقة الخطابة المرتجلة (Impromptu Speech) من الجامعة نفسها.
• حصول فريق كرة القدم في الثانوية على المرتبة الثالثة في مباريات “AUST Sports School Olympiad”، بمساهمة فعّالة من ناي البنا وشذا نور الدين.
• فوز ناي البنا بجائزة أفضل لاعبة.
واختتمت قائلة“أيها الخريجون والخريجات،
إن التعليم هو الركيزة الأساسية في بناء الإنسان، فهو الذي يصقل شخصية الفرد، ويمنحه أدوات التعامل مع الحياة، ويعزّز لديه القيم والمبادئ التي تُبنى عليها المجتمعات”.
ختمت “نحن نؤمن أن الإنسان لا يُبنى إلا على أُسس قوية من الأخلاق، والصدق، والإتقان، والاحترام، وهذه هي القيم التي حرصت ثانويتنا على غرسها في نفوسكم.”
كلمة جمعية الخريجين
ألقى الدكتور أحمد الأبيض، خريج دفعة 2009، كلمة مؤثّرة لجمعية الخريجين، استذكر فيها سنواته في الثانوية، وأشاد بتميّز خريجيها، قائلاً”تخرّجتُ من مدرسةِ الحريري الثانيةِ في العامِ 2009، أي منذ ستةَ عشرَ عامًا. مرّتْ هذه السنينُ كسرعةِ البرق. فماذا حملَتِ الستةُ عشرَ سنةً ماضيةً، لي ولأصدقائي من خريجي عامِ 2009، وغيرِهم؟
باختصار، حملت تجاربَ، خبراتٍ، ذكرياتٍ، والأهمّ: الكثيرَ من النجاحات.”
اضاف” لقد تميّزَ خريجو مدرسةِ الحريري الثانيةِ في كافةِ مجالاتِ تخصّصِهم، فمنهم من تبوّأَ المراكزَ العليا في مؤسساتٍ وشركاتٍ عالميةٍ، ومنهم من برعَ في عملِه الخاصِّ، والكثيرُ منهم أصبحَ له عائلةً جميلةً. لقد نجحَ الجميعُ، وكانَ لهم شأنٌ عالٍ في كلِّ مجالٍ.أعلمُ أنكم اليومَ على مفترقِ طرقٍ، وربما يشعرُ بعضُكم بالقلقِ، بعدمِ اليقينِ، بالخوفِ من الغدِ، وهذا طبيعيٌّ. فالمستقبلُ مكانٌ مجهولٌ، أنتم لم تذهبوا إليه بعدُ، لكنّني ذهبتُ إليه، وها أنا آتٍ إليكم منْه، لأقولَ لكم: إنّ كلَّ شيءٍ سيكونُ على ما يُرامُ.”
وتابع الابيض” لقد قالَها لي أحدُهم عندما كنتُ في الثامنةِ عشرةَ من عمرِي، وسأكرّرها لكم:
عندما تقودُ سيارتكَ في طريقٍ معتمٍ، إنّكَ لا ترى نهايةَ الطريق، ولا تُبصر وجهتَكَ بعينيك، يكفي أن تُنيرَ مصابيحَ سيارتكَ بضعَ أمتارٍ أمامَك، لتمضي. وستصلُ حتمًا إلى وجهتِك.
في العامِ 2009، وقبلَها، عانى جيلُنا من الكثيرِ من الصعوباتِ وعدمِ الاستقرارِ، وأنتم أيضًا عانيتم من الكثيرِ من الصعوباتِ، والمشاكلِ، وحتى الكوارثِ. على سبيلِ الذكرِ: كورونا، انهيارٌ ماليٌّ، أزمةُ كهرباءِ، طوابيرُ المحروقاتِ، زلازلُ، و حروبٌ ”
وختم “قد يقولُ لي أحدُكم إنّ المشاكلَ والصعوباتِ التي عاناها جيلُكم كانت أكثرَ تعقيدًا من تلكَ التي عاناها جيلُنافأقولُ لذلك: إنّها ليست مسابقةً. لا يهمُّ من عانى أكثرَ. ما أريدُ قولَه هو أنّ دفعةَ 2009، وغيرها من دفعاتِ مدرسةِ الحريري الثانيةِ، وبالرغمِ من الصعوباتِ، ومن أنّ كلًّا منّا أتى من منطقةٍ مختلفةٍ، وعقليّةٍ مختلفةٍ، وثقافةٍ مختلفةٍ، وطائفةٍ مختلفةٍ، وقد ارتدينا جامعاتٍ مختلفةٍ، وسافرنا إلى بلادٍ مختلفةٍ، وعملنا أعمالًا مختلفةً، إلا أنّ جميعَ الخريجينَ قد نجحوا نجاحًا مبهرًا. فمع كلّ هذه الاختلافاتِ، ما هو العاملُ المشتركُ بيننا؟
إنّها المدرسةُ. جميعُنا خريجو مدرسةِ الحريري الثانيةِ. وأنتم، خريجو سنةِ 2025، سيكونُ لكم نفسُ المستقبل.
كلمات الخريجين
ثم ألقت الطالبة ماريا صعب كلمة باللغة الإنجليزية، تلتها كلمة الخريجين باللغة العربية ألقتها جنى نقري، ثم ألقت الطالبة حب حسن كلمة بالفرنسية، فيما قدمت فريال شيباني ونانسي حمدان كلمتين باللغة الإنجليزية. وأكدوا جميعًا حفظهم لعهد الرئيس الشهيد في قلوبهم، شاكرين للسيدة الحريري ولمؤسسة رفيق الحريري رعايتها الدائمة، ومعبّرين عن مشاعر الوداع لهذا الصرح الذي ترعرعوا فيه، وموجهين الشكر للهيئة التعليمية وللأهل، متمنّين للوطن مستقبلًا زاهرًا.
فقرة ثقافية وفنية
تضمّن الحفل عرض فيلم قصير من إعداد الخريجين، وثّق ذكرياتهم خلال سنوات الدراسة، تلاه أداء فني لطالبات من المرحلة المتوسطة، من بينهن دينا الزعيم ويارا حمدان.
توزيع الشهادات والجوائز
بعد ذلك، جرى توزيع الشهادات على الخريجين والخريجات، قدّمتها السيدة هدى طبارة ممثلة السيدة الحريري، والدكتورة فرح تميم مكاوي، ومديرة الثانوية ندى السبع أعين عاكوم.
ثم أُعلن عن أسماء الطلاب الفائزين بجائزة الرئيس الشهيد رفيق الحريري للتميّز:
• عن البكالوريا الدولية: رنا صندقلي
• عن البكالوريا اللبنانية – فرع علوم الحياة: ناي البنا
• عن فرع العلوم العامة: ليان شعبان
• عن فرع الاقتصاد والاجتماع: نانسي حمدان
• جائزة الشخصية المتميزة عن البكالوريا الدولية: عمر ياسين
• جائزة التميز للبكالوريا اللبنانية: لين الهرش وعمر الحصري
اختُتم الحفل بالتقاط الصور التذكارية التي جمعت الخريجين بذويهم وأعضاء الهيئتين التعليمية والإدارية، في أجواء تغمرها مشاعر الفخر والفرح والامتنان
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.