حين يتّجه لبنان بخطوة جريئة نحو مستقبل الذكاء الاصطناعي، فإن المسألة لا تتعلق فقط بمواكبة العالم، بل بإعادة ترسيخ مكانته فيه.
خلف هذا التحول التاريخي يقف الدكتور حكمت البعيني، القوة المحرّكة والعقل المُنظّم لمؤتمر الذكاء الاصطناعي في لبنان 2025. مؤتمر يمتد على مدى ستة أيام، ويجوب خمس مدن لبنانية، جامعاً بين الإبداع، والموهبة، والفرص.
بإيمان راسخ بقدرة لبنان على النهوض، وبثقة لا تتزعزع بإمكانات شعبه، لم يسعَ الدكتور بعيني لتنظيم مؤتمر فحسب، بل لخلق حركة وطنية متكاملة.
“لم يعد يكفينا أن نستخدم الذكاء الاصطناعي، آن الأوان أن ننتجه، ونطوره، ونصدره للعالم”، يقول الدكتور البعيني. “ولا يوجد ما يمنع أن يكون اللبنانيون في طليعة هذه الثورة.”
كاتب، وأكاديمي، واستراتيجي، ورجل أعمال، أمضى الدكتور بعيني سنواته بين الإمارات ولبنان يعمل على تعزيز الحوكمة الرقمية، ودمج الذكاء الاصطناعي في المؤسسات، وتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
لكن المحرك الأعمق لرسالته الحالية هو حبه للبنان. هو الذي عاش الحروب، وشهد المعاناة، وآمن بجيل يستحق فرصة للحياة والكرامة، يرى في الذكاء الاصطناعي أداة تمكين، لا إقصاء.
مؤتمر الذكاء الاصطناعي في لبنان يُجسّد هذه الرؤية. من بيروت إلى طرابلس، صيدا، زحلة، وعاليه، تتنقل الحافلة الذكية في جولة فريدة، تُرافقها جلسات نقاش، عروض حلول، معارض ناشئة، وورش عمل تجمع العقول اللبنانية في الداخل والخارج.
أهداف الدكتور البعيني واضحة:
1. ربط المغتربين بالوطن: استقطاب خبراء الذكاء الاصطناعي اللبنانيين المنتشرين حول العالم للمساهمة بخبراتهم ومشاريعهم.
2. تمكين المواهب المحلية: فتح المنصة أمام المبتكرين اللبنانيين، والطلاب، وأصحاب الشركات الناشئة لعرض أفكارهم وتطويرها.
3. التحول إلى الإنتاج: لم يعد مقبولًا أن نكون مستهلكين للتكنولوجيا فقط، بل يجب أن نصبح منتجين، ومبرمجين، ومصدرين لحلول الذكاء الاصطناعي من لبنان إلى العالم.
لكن ما يتجاوز اللوجستيات والجداول الزمنية، هو الرسالة الأعمق: لبنان يمكنه أن ينهض من جديد، عبر التكنولوجيا، والإبداع، والتعاون.
بصفته الشريك المؤسس لشركة Future 10X، ومهندس مؤتمر الذكاء الاصطناعي في دبي، أثبت الدكتور البعيني أن الرؤية حين تُقترن بالفعل، يمكنها أن تُحدث فرقاً. واليوم، يستثمر هذه التجربة في لبنان، حيث حصد دعم الوزراء، والبلديات، والجامعات، والغرف التجارية، وروّاد الأعمال.
“صناعة الذكاء الاصطناعي ليست امتيازاً محصوراً بالدول الكبرى أو الأثرياء في العالم، بل فرصة متاحة لكل من يملك الإرادة والمعرفة.
يضيف . “هي فرصة لكل طالب يبرمج في زحلة أو صيدا، ولكل مهندس يحلم في طرابلس، ولكل مبتكر في عاليه، ولكل باحث في الجامعات اللبنانية. الروح اللبنانية روح صمود وذكاء. وما ينقصنا هو الجسر، وهذا المؤتمر هو ذلك الجسر.”
وغالباً ما يردد الدكتور البعيني أن المؤتمر ليس سوى البداية. فالرؤية الأبعد تشمل تأسيس معاهد متخصصة، وإطلاق تحالفات إقليمية، وتطوير حلول لبنانية للذكاء الاصطناعي تُنافس عالمياً.
وبإيمان لا يتزعزع، وتفاؤل مُعدٍ، يختم معظم لقاءاته بعبارة واحدة تحمل وعداً كبيراً:
“لن نتوقف يوماً عن الحلم بمستقبل عظيم للبنان… لأنه ممكن، ولأننا نحن من سيبنيه.”
هذا المقال هو جزء من سلسلة حوارات تُعدّها شركة Future 10X في دبي مع المتحدثين والخبراء المشاركين في مؤتمر الذكاء الاصطناعي في لبنان 2025، لتسليط الضوء على الأفكار والرؤى التي تصنع المستقبل.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.