أقامت "ثانوية السفير" احتفالًا موسيقيًا أحيته "أوركسترا " طلاب الثانوية تحت عنوان " نغمة أمل " برعاية الأستاذ أحمد همداني ( المتخصّص في علوم وتأليف الموسيقى والتربية الموسيقيّة ومؤسّس وصاحب مركز أطوار للموسيقى) ، وذلك في قاعة مسرح الثانوية بحضور الهيئتين الإدارية والتعلمية وأهالي الطلاب .
خازم
افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد "السّفير"، ثم باستقبال أفراد "الأوركسترا " الطلاب ، فتقديم من الأستاذ حسن خازم فاعتبر أن" الموسيقى لغة الكون، وبصمةٌ من بصمات الفخر البشريّ في إيقاع التّاريخ. وعازفو الموسيقى شعراء النغم المحلّق خلف أبعاد الأبجديّة! الموسيقى فنّ بيت، وبيت البيت ثانوية السّفير" . وقال: "أوركسترا السّفير لوحة فسيفساء، أعضاؤها إبداعٌ مكثّف، نُثر في معاقل الإبداع أنغامًا.
ناصر الدين
كلمة ثانوية السفير ألقاها مديرها الدكتور سلطان ناصر الدين، فرأى أن "الموسيقى هي بوح الرّوح بلغة عالميّة لا تحتاج إلى ترجمة ، لأنّ القلوب تفهمها بالفطرة" . وقال:" دقّات القلب إيقاع ، وما نسمع من ألحان إيقاع ؛ فبين القلب واللّحن علاقة فطريّة طبيعيّة . دقّات الإيقاع انسجام وسكينة ودعاء على هيئة لحن ، إذ إنّ كلّ آلة في يد عازف نبضٌ حيّ ، وكلّ لحن حكاية ، حكاية شغف تهمس: إنّ الموسيقى الجميلة إنسان ، إنّ الموسيقى الجميلة وطن. فماذا تفعل فينا الموسيقى الجميلة ؟ . ربّت على أوجاعنا من دون أن نسأل ، تبكينا من دون أن تجرح ، تروي قلوبنا وتُسعدها من دون أن تطلب شيئًا بالمقابل ، تحفّز أدمغتنا وتفتح لها آفاقًا من نور. فرقة أوركسترا السّفير ، أنتم لستم عازفين فحسب ، بل رسل جمال. فامضوا عزفًا بعد عزف، ونعمة بعد نعمة ، تزرعون الأمل، وامضوا صوتًا شبابيًّا يخطّ بموسيقاه ملامح وطن أجمل".
همداني
والقى راعي الاحتفال الأستاذ أحمد همداني كلمة قال فيها: " نحن منذ وجدنا على هذه الأرض منذ مئات السنين ، أهل جبل عامل، كتب علينا أن نواجه التحديات. بشكل وجودي واجهنا الحصار واجهنا الأعداء والمحتلين والغاصبين ، وكنا دائمًا نفكر ولا زلنا نحمل هذا السؤال لليوم " كيف نواجه التحديات التي نعيشها في هذه الأرض" . حتى مرة من المرات قالت إحدى شخصيات العدوّ إن " لبنان لا يستحق منا أكثر من أن نرسل له فرقة موسيقية تحتله" . كانت تحكي باستهزاء عن الموسيقى، ولكن أنا اليوم أقول: نعم، الفرقة الموسيقية تستطيع أن تحتل بلدانًا وشعوبًا بخطابها الحضاري والجمالي وبمنطلقاتها الفكرية . نعم نريد اليوم أن نواجه بالموسيقى. من ضمن أسلحتنا في المواجهة على هذه الأرض أن ننتج فكرًا موسيقيًّا . لكن كم لدينا أناس تتنبه لهذا الأمر او تتبصر وتعي أنه، نعم اليوم هو يوم المواجهة عبر المشروع الحضاري الذي تشكل الموسيقى قلبه. ربما يكون غريبًا أن نبدأ نفكر بأن تكون واحدة من أهم استراتيجياتنا للمقاومة هي إنتاج خطاب حضاري فني جمالي".
وختم :" نحن نمتلك فكرًا أصيلًا قويًّا متينًا ، ويمكننا أن نظهره للناس بأفضل شكل عبر الفنون وعبر الموسيقى ، هذا دوركم ودور الأجيال القادمة ، خصوصًا عندما يكون لديكم خيمة ترعاكم تفهم وتعي هذا الأمر . كنت أقول دائمًا إنه اذا أردتم أن تحموا أولادكم علموهم الموسيقى . اليوم أستطيع القول بكل جرأة : إذا أردنا أن نحمي أوطاننا فلنتعلم الموسيقى جميعًا.
برنامج العرض الموسيقي
بعد ذلك قدمت "أوركسترا ثانوية السفير" عرضًا موسيقيًّا ممتعًا بقيادة المايسترو الأستاذ أحمد المحمد، تضمن معزوفات " eine Kleine nakhtmuzic " ، “ ode to joy” ، “polyushko pole”، “spring”، “conquest of paradise” ، "صلاة الله سلام الله" و"اللي مكتوب". وعزفًا على البيانو للطلاب "فيرا الحايك، كريستينا التركي، علي خليفة، و محمود الشامي".
على مدى ساعة من الزمن ، أبدعت " أوركسترا السفير" في تقديم أروع المعزوفات العالمية والشرقية، وبدا الطلاب- بثقة، بفرح ، بحُبّ – يعزفون قصة عشق للموسيقى على أوتار القلب والروح ، وينثرون بأنامل الشغف، بوح آلات بأعذب الألحان، تتراقص على سلم أحلامهم ... نغمة أمل .
وواكب الأهالي كما أسرة الثانوية الطلاب العازفين، بعيون ملؤها الفخر والاعتزاز بإبداعات أبنائهم وتلامذتهم، والتي كان لها في آن، وقع الإطراب والإبهار في آذان ونفوس الجميع، تفاعلوا معها بكثير من الثناء والتصفيق.
"أوركسترا استثنائية"
وبعد العرض ، علّق الأستاذ أحمد همداني على أداء " الأوركسترا" معتبرًا أنه " ليس سهلًا ان نرى هذا المنتج الموسيقي الذي قدمه طلاب لا يدرسون في " كونسرفتوار" متخصص، بل في مدرسة يتابعون فيها كماً هائلًا من المواد". وقال: " ما رأيناه عظيم جدًّا بالنسبة لطلاب يدرسون موسيقى في مدرسة وفي عام دراسي واحد. إن هذا يؤكد على ما تتميز به إدارة ثانوية السفير باهتمامها بالموسيقى وبجهود الأستاذ أحمد محمد. ولم تكتفِ ثانوية السفير و" الأوركسترا" باستعمال الآلات الموسيقية المدرسية السهلة ، بل أصرت أن تكون لديها خطوة ريادية مميزة بتفوقها أيضًا على مستوى الآلات ونوعيتها. وأنا أعرف أن الدكتور سلطان أصرّ أن يأتي بها ولو من الصين".
وفي الختام، كرمت ثانوية السفير راعي الاحتفال الأستاذ همداني حيث قدم له الدكتور ناصر الدين هدية تذكارية.
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.