23 حزيران 2025 | 08:37

أخبار لبنان

اميركا تعزز سطوتها

مازن عبّود -النهار

الحرب على إيران جعلت الصين، تتظهر في الشرق الاوسط. وزير خارجيتها قدم دولته كمسؤولة عن صيانة العالم، وحارسة لميثاق الأمم المتحدة. فهي مرتبطة بايران باتفاقية تعاون و400 مليار دولار استثمارات. وتمدها إيران ب90% من حاجتها النفطية بأسعار زهيدة.

الحرب ابعد من النووي، تستهدف اقتران "الحداثة البديلة" بثورة 1979 التي خارج اطر الحضارة الغربية. مما ينتج بنية تصنع نووي سياسي.

إيران تعتبر نفسها بمهمات أخلاقية ودينية عالمية، خارجة عن القواعد. المادة154 من دستورها تجعل من سعادة الإنسان في المجتمع البشري كله هدفًها. تلزمها بدعم نضالات الشعوب وتصدير الثورات. تعادي إسرائيل التي بلا دستور وحدود وبمهمة دينية ايضا.

اطل نتنياهو من خنادق الاقصى باحثا عن الهيكل. الشاه ظهر عند حائط المبكى، وصواريخ الامام المغيّب تتساقط. فالحرب تهدف لإلغاء مفاعيل "ثورة الميتافيزيقيا بمواجهة الحداثة الغربية" (فوكو،1978)، فكأنها حرب استعادة فارس لقورش وتعزيز الريادة الامريكية للمنطقة.

حرب لن تطول، وستبدل وجه إيران، وستجعل نتنياهو يتملّك على المنطقة. ستلجم تمدد ونمو الصين، لكن ماذا بعدها، أسلام وتنمية ام تفكك واسلحة سيبرانية وجاهلية؟

توراتيا، اليهود والفرس اخوة. المشكلة بولاية الفقيه التي تتعارض والمشروع الالهي اليهودي. ينتظر اليهود قورشا. ذاك الذي اعتبره اشعياء مسيحا لإنه حقق إرادة الرب برد اليهود من سبيهم وأعاد بناء الهيكل. دخلنا عصر الهيكل الثالث والشركات والنسخة الجديدة من اميركا.

المنطقة في نقطة تقاطع الميتافيزيقيا بالاقتصاد، والمصالح بالنهم، والامبريالية بالتطرف. لن يسمح للاقتصاد العالمي ان يختنق بمضيق هرمز.

لكن من سيعالج النقمة فلا تعود تنتج عنفا جديدا بوسائل العصر؟

هل يتحرك الخليج بقوة التنمية والتربية والدبلوماسية لتشكيل المنطقة، بما يتلاءم مع أدواره المنتظرة، فيجد حلا للازمة الفلسطينية؟

إيران تمددت باستثمارها في الدين. شهرت نقمة الشعوب سلاحا. فتقوّض الاستقرار والنمو. العقوبات جعلتها تطور اقتصادات ميتافيزيقية موازية بشبكات عابرة للحدود. سنكون امام إيران جديدة ومنطقة جديدة وعالم جديد. وستعود الى المفاوضات متشظية. لكن من سيوقف مشروعات الحروب النووية المستقبلية، من سيعيد الأديان الى روحانياتها، والسياسة والتكنولوجيا الى ضوابطها لتنتفي السيناريوهات المرعبة؟

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

23 حزيران 2025 08:37