لم تعرف أوضاع الجنوب اللبنانيّ تطوّرات مغايرة عن السائد في الأسابيع الماضية من أنماط النزاع الناشب تحت رماد نتائج مشاركة "حزب الله" في جبهة "إسناد" قطاع غزة والخسائر التي طاولته وأبقت على "جمرٍ" في تربة النقاط الخمس التي تتشبّث إسرائيل المكوث فيها من دون أن تتوانى عن مهاجمة مواقع تابعة لـ"حزب الله". ليس من السهل استنباط طريقة تلقائية في سبيل إنهاء حال التشرذم وإعادة استتباب استقرار غير هشّ على الحدود الجنوبية. ولقد أشار المبعوث الأميركي توماس باراك إلى صعوبة المهمّة في قوله إنّ لو كان لديه حلّ للنزاع لما أتى إلى لبنان. لكن، هل في استطاعة جولة باراك المساعدة في تسريع العثور على الحلّ المنتظر؟
إن الملفّ اللبناني الجنوبيّ الذي أخذ المتّسع الأهم من المشاورات في القصر الجمهوريّ، تمثّل في إطلاع عون ضيفه على أولوية التجديد لقوات حفظ السلام في جنوب لبنان وأن تكون الولايات المتحدة الأميركية من الدول المحبّذة لهذا المطلب اللبنانيّ الذي تعتبر أروقة الرئاسة الأولى أنه يأتي لمصلحة لبنان ومواطنيه. في معطيات لـ"النهار" أيضاً، شملت فلفشة الملفات طلب رئيس الجمهورية من باراك المساعدة في الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس في الجنوب اللبناني، فكانت نصيحة الأخير أهمية الإسراع في تنفيذ الترتيبات الخاصة بإزالة كلّ مخازن أسلحة "حزب الله" في جنوب الليطاني وتفكيك منشآته التي استطاع الجيش اللبناني إنجاز غالبية منها جنوب الليطاني. والجدير ذكره أن باراك أعطى انطباعاً للرئاسة الأولى في أن واشنطن يمكن أن تدخل في وساطة هادفة لانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس، إذا أنجز الجيش اللبناني كلّ مهمّاته في جنوب الليطاني. وإذ أكّد أهمية أن يبقى لبنان على تحييد نفسه عن الحرب يين إسرائيل وإيران كانت النصيحة الأكثر تجذّراً التي قدّمها للداخل اللبناني في أهمية متابعة مهمة نزع سلاح "حزب الله". واتضح أنّ المطلب الأميركي الأكثر إلحاحاً يتمثل في انسحاب "حزب الله" تماماً بخاصة من منطقة جنوب الليطاني، فيما أكّد رئيس الجمهورية أنّ الجيش اللبناني يقوم بواجباته مع تطويعه جنوداً إضافيين لإرسالهم إلى الجنوب اللبناني. وحصل تفكيك عدد من المراكز العسكرية الفلسطينية شمال الليطاني.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.