إحتفلت اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام والمركز الكاثوليكي للإعلام باليوم العالمي التاسع والخمسين لشبكات التواصل الاجتماعي، بقداس أقيم في كنيسة مارتقلا في بكاسين -قضاء جزين، ترأسه رئيس اللجنة المطران انطوان نبيل العنداري وعاونه مدير المركز المونسنيور عبده أبوكسم والنائب القضائي الخوري هنري كرم وحضره النائب شربل مسعد والنائبان السابقان " بهية الحريري وسليم خوري " وممثل النائب أسامة سعد طلاب ارقدان ، وحشد من الفعاليات والإعلاميين .
والقى المطران العنداري كلمة خلال القداس استحضر فيها الرسالة التي وجهها قَداسَةُ البابا فرنسيس الراحِل، بالمُناسَبَة، ودعا فيها" العامِلينَ في مَجالِ الإِتِّصالات، في زَمَنِنَا الذي تَتَكاثَرُ فيه مَوجاتٍ مِنَ المَعلوماتَ الخاطِئَة والتَطَرُّفِ والإستِقطاب، إلى رَفضِ مَنطِقِ الخَوفِ واليَأسِ والتَحّيُزِ والإِستِفزازِ والإستِياء والتَعَصُّب والكَراهِيَّة". وأَن يَكونوا " حاملينَ الرَجاءَ بِشَجاعة، ويُجَدِّدوا رِسالَتَهُم بِحَسَبِ روحِ الإنجيل". و"يَشعُرُ قَداسَتُهُ بِالقَلَقِ أَيضاً في عَصرِ شَبَكاتِ التَواصُل الإجتماعي إزاءَ تَحويلِ الإنتِباه المُبَرمَج مِن خِلالِ الأنظِمَة الرَقَمِيَّة التي تُؤَثِّرُ على العَقلِ البَشَري وِفقَاً لِمَنطِقِ السوقِ والصَفَقات".
وأضاف: من هُنا تَأتي الحاجَة التي كَرَّرَها الأَبُ الأَقدَس مِراراً وتَكراراً، إلى نَزعِ سِلاحِ التَواصُلِ وتَطهيرِه مِن كُلِّ عُدوانِيَّة. ويُذّكِّرُ برِسالَةِ البابا الراحل بندكتوس السادس عَشَر، " خُلِّصنا بِالرَجاء"، لأَنَّ الرَجاءَ لَيسَ تَفاؤلاً سَلبِيّاً، بَل هُو فَضِيلَةٌ فِعلِيَّة قادِرَة على تَغييرِ الحَياة.. ثُمَّ يُسَلِّطُ قَداسَتُهُ الضَؤَ على الجَمالِ والرَجاء. فَهوَ يَحلُمُ بِتَواصُلٍ لا يَبيعُ الأَوهامَ أو المَخاوِف، بَل تَواصُلٍ قادِرٍ على التَحَدُّثِ إِلى القَلب وإِثارَةِ الإلتِزامِ والتَعاطُفِ والإِهتِمامِ بِالآخَرين، والإِعتِرافِ بِكَرامَةِ الإِنسان.
وقال: يُشَكِّلُ الرَجاءُ دائمَاً بِالنِسبَةِ لِلبابا فرَنسيس" مَشروعاً مُجتَمَعِيّاً ".. ويَنصَحُ قَداسَته العامِلينَ في وسائلِ التَواصُل الإجتِماعي والمُتَواصِلين بِتَوجيهِ اتِّصالاتِهِم إلى شِفاءِ جُروحاتِ الإِنسانِيَّة. أَي أَن يَكونوا شُهوداً وَمُرَوّجين لِتَواصُلٍ غَيرِ عِدائي، وعدمِ السَماحِ لِلرُدودِ الغَرائزِيَّة، ونَشرِ ثَقافَةِ الإهتمامِ، وبناءِ الجُسور، وكَسرِ الجُدران المَرئيَّةِ وغَير المَرئيَّة في عَصرِنَا. أمّا الدَعوَةُ الأَخيرَة فَيَختَصِرُهَا بِوَصِيَّتِه المُفَضَّلَة: " لا تَنسوا القَلب". أُروُوا قِصَصاً مِن طيبِ القَلب مَليئَةً بِالرَجاء، مُهتَمّينَ لِمَصيرِنَا المُشتَرَك، ولنَكتُب قِصَّةَ مُستَقبَلِنَا مَعاً.
وتوجه المطران العنداري الى الإعلاميين بالقول : أنتُم حُجّاجُ الرَجاء في رِسالَتِكُم ألإعلامِيّة، في أَيِّ مَوقِعٍ كُنتُم، إن في المَرئي والمَقرؤ والمَسموع أو على شَبكاتِ التَواصُل الإجتِماعي. أنتُم حُجّاجُ الإِعلام الإِيجابي. فَلتَكُن هذِهِ السَنَةِ اليوبيلِيَّة دافِعَاً إِلى مَزيدٍ من بناءِ ثَقافَةِ السَلام وتَعزيزِ الدور الإيجابي لِلإِعلام. إعلامٌ يَدعَمُ حُقوقَ الإِنسانِ وكَرامَتَهُ. إِعلامٌ حُرٌّ غَيرُ مُرتَهَن ومَسؤولٌ دونَ تَهوّرٍ أو تَفَلُّت. إِعلامٌ أمينٌ لِلحَقيقَة دونَ تَشويه بَعيداً عَنِ المُغالاتِ والشَائعات. إِعلامٌ يَبني المُواطَنَة ويُحَصِّنُ المُجتَمَع عَبرَ تَعزيزِ الأخلاقِ والقِيَم. إِعلامٌ يَحتَرِمُ الرَأيَ الآخَر. إِعلامٌ يَستَخدِمُ وسائلَ التَواصُل الإجتِماعي كَرِسالَةٍ لِلبِناءِ والتفاعُلِ الإِيجابي، لا لِلهَدمِ والتَشهيرِ والتَجريح. إِعلامٌ غَنِيٌّ يَستَخدِمُ الذَكاءَ الإِصطناعي بِتِقَنِيَّةٍ عالِيَة وأخلاقِيَّةٍ مَوصوفَة، حَيثُ تَكونُ السَيطَرَة فيهِ لِلإِنسانِ لا لِلآلَة.
وختم : اَللَّهُمَّ إحفَظنا حُجَّاجَ رَجاءٍ في إعلامَنا بِإِيجابِيَّة، لِنَكونَ في وَرشَةِ بِناءِ مُجتَمَعاتِنَا في إصغاءٍ إِلى إِلهاماتِكَ، نُشارِكُ بِوَداعَةٍ الرجاءَ الذي في قُلوبِنَا .
وتلى القدّاس لقاء في صالون الكنيسة.
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.