نظّمت كلية الطب والعلوم الطبية في جامعة الروح القدس – الكسليك "حفل ارتداء الثوب الأبيض لعام 2025"، الذي يشكّل محطة ملهمة تُجسّد انتقال طلاب السنة الثانية في الطب (MED2) إلى قسم التدريب السريري (MED3-Clerkship Training)، حيث يرتدون معاطفهم البيضاء ويستعدّون لحمل رسالة الرعاية الصحية، محتفلين بانطلاق رحلتهم نحو خدمة الإنسان بكل إخلاص، ونزاهة، وأيادٍ تُداوي، ومسترشدين بقيم جامعة الروح القدس – الكسليك: الرحمة، والأخلاق، والتميّز.
أقيم الحفل في مبنى الكليّة في جبيل، في حضور رئيس جامعة الروح القدس - الكسليك الأب الدكتور طلال هاشم، رئيس مجلس إدارة مستشفى سيدة المعونات الجامعي وعميد كلية الحقوق في جامعة الروح القدس - الكسليك الأب الدكتور وسام الخوري ، رئيس دير سيدة المعونات الأب الدكتور فريد المجبر، نائب رئيس جامعة الروح القدس للشؤون المالية الأب الدكتور جورج قزّي، رئيسة مستشفى الصليب للأمراض العقلية والنفسية الأخت روز حنّا، رئيس مجلس إدارة مستشفى العين والأذن الدولي البروفسور ألكسندر الجلخ، نائب رئيس مجلس إدارة ومدير عام مستشفى العين والأذن الدولي السيد بيار الجلخ، مدير عام مستشفى سان لويس السيد مروان سمعان، عميد كلية الطب والعلوم الطبية في جامعة الروح القدس- الكسليك الدكتور بيار إده، والمدير الطبي التنفيذي في مستشفى سيدة المعونات الجامعي الدكتور زياد الخوري، إضافة إلى عدد من الآباء والمدراء والأطباء والأساتذة والطلاب وأهاليهم.
فرح باسيل
استُهلّ الحفل بالنشيد الوطني، تلاه كلمة ترحيبية لعريفة الحفل الإعلامية إليز فرح باسيل، التي شددت على "أن ارتداء الثوب الأبيض ليس مجرد طقس أكاديمي، بل يمثل انطلاقًا لمسيرة التزام ومسؤولية"، مؤكدة "أن التعليم في جامعة الروح القدس – الكسليك، وتحديدًا في كلية الطب والعلوم الطبية، لا يقتصر على نقل المعرفة، بل يهدف إلى إعداد قادة متميزين في المجال الطبي محليًا وعالميًا".
الدكتور إده
ثم ألقى عميد كلية الطب والعلوم الطبية الدكتور بيار إده، كلمة شدد فيها على أهمية المرحلة التي ينتقل فيها الطلاب من الدراسة النظرية إلى الممارسة العملية، ليتحولوا إلى مقدمي رعاية صحية حقيقيين.
وأوضح "أن التدريب السريري سيمنحهم فرصة للتعامل المباشر مع المرضى، وتعلّم مهارات التواصل الطبي، وتوثيق المعلومات بدقة، وتطوير الشخصية المهنية، إلى جانب اكتساب خبرة في البحث العلمي".
واختتم بالتأكيد على "القيم الأساسية في ممارسة الطب، وهي: النزاهة، التعاطف، الخدمة، والاحترام، مع الالتزام بسرية المرضى وخصوصيتهم".
الدكتور الخوري
وأكد المدير الطبي في مستشفى سيدة المعونات الجامعي الدكتور زياد الخوري "أن الثوب الأبيض يكتسب اليوم معنًى أعمق، إذ يرمز إلى الالتزام والمسؤولية الفعلية تجاه المرضى"، مشيرًا إلى "أن الطلاب باتوا يشاركون فعليًا في الرعاية الطبية، إلى جانب المرضى وعائلاتهم والفريق الطبي".
وشكر أهالي الطلاب على دعمهم، مشددًا على "أن أبناءهم لم يختاروا مجرد مهنة، بل رسالة إنسانية". وذكّر الطلاب بأهمية التزامهم في ظل التحديات الصحية في الوطن، قائلاً: "العلم يعالج، لكن الاهتمام يشفي، والتقنية تثير الإعجاب، لكن التعاطف هو ما يلمس القلوب".
وختم متمنيًا لهم تدريبًا غنيًا بالخبرات، مؤكدًا "أن جوهر الطب لا يكمن فقط في الشفاء، بل في التخفيف من الألم ومساندة المريض".
الأب الخوري
وفي كلمته، عبّر رئيس مجلس إدارة مستشفى سيدة المعونات الجامعي العميد الأب وسام الخوري، عن عمق التحديات التي تواجه المهنة الطبية في عالم تهيمن عليه التقنيات والآلات، مؤكدًا "أن إنسانية الطبيب هي القيمة الوحيدة التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستبدلها".
وقال الأب الخوري "إن ارتداء الثوب الأبيض لا يمنح الحكمة بحد ذاته، بل هو رمز لمكانة تُصنع بالمسؤولية والرحمة"، مشيرًا إلى "أن "الحكيم" هو من يدمج العلم بالعاطفة، وهو ما سيمنح الأطباء الجدد التميز في المستقبل".
وأضاف: "العلم وحده لا يشفي، بل الحب والاهتمام، وهذا ما نحتاج إليه في زمن كثرت فيه المعرفة وقلّت فيه الإنسانية".
كما توجه بكلمة إلى الطلاب قائلاً: "أنتم تدخلون اليوم مرحلة جديدة ستمنحكم دورًا مؤثرًا في حياة الآخرين. فكونوا أكثر من أطباء... كونوا حكماء". وختم بدعائه لهم بأن "يحملوا العاطفة في عيونهم، وأن يخففوا بقلوبهم آلام الناس، لأن ذلك وحده ما يصنع الطبيب الحقيقي، لا الثوب الأبيض ولا التكنولوجيا"
ارتداء الثوب الأبيض
وفي ختام الحفل، ارتدى الطلاب الثوب الأبيض، معلنين التزامهم خلال سنوات التدريب القادمة بـ "تعهد الثوب الأبيض" الذي من خلاله يتعهّدون أن يكونوا: صادقين، جادّين، رُحماء، صبورين، ودودين، محترمين، طموحين، متحمّسين، متعاطفين، متفهّمين، محافظين على الخصوصية، ومتاحين لرعاية المرضى. ثم شرب الحضور نخب المناسبة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.