2 حزيران 2025 | 08:32

أخبار لبنان

الانتخابات مختبر العقد الاجتماعي وامتحان الدولة

مازن عبود 


بدأت الدولة تستعيد اهداب وجودها وبعض تحصينات  وثقتها

وتتصدى بالانتخابات البلدية والاختيارية للانهيار.

Manor (لامركزية الديمقراطية، 1999) اعتبر البلديات مؤسسات

ديمقراطية حقيقية، وليس مجرّد امتداد إداري للدولة المركزية.

عملها يتطلب صلاحيات وموارد. لكنّ البلديات عندنا غالبا

امتداد للسلطة.

لا قيمة للبلديات ان لم تنتج مساءلة محلية فعّالة. أهميتها

بقربها من الناس، وان تكون أكثر تجاوباً مع مطالبهم. يفترض

بها ان تكون أكثر كفاءة وملاءمة، لإنها تفهم السياقات المحلية.

مما يجعل مشاريعها الإنمائية أقل كلفة وأكثر تأثيراً.

غير ذلك يحوّلها وسائلا للتطويع وعدة للفساد المحلي المتصل

بالوطني.

النكاف الوطني الزائد حولها في وسط محيط إقليمي يغلي وتحديات

وجودية يطرح علامات تساؤل.

الانتخابات اعادت تحريك المياه الراكدة. فعّلت الماكينات

المكبّلة استعدادا للمبارزة الكبرى. يفهمها الساسة بانها

مازة ما قبل طبقهم الرئيس (الاستحقاق النيابي)، لكنها ابعد

من ذلك!

البلديات قوام اللامركزية، وتقرب الناس من السلطة.

تعزيز صلاحياتها ضرورة تمسي ثقلا، ان لم يتم تفعيل آليات

محاسبتها. يلزمها موارد مالية لتعمل ومجتمعات سليمة.

خوفنا على البلديات ومن البلديات. على البلديات ان تبقى

رافعة تنمية وإصلاح...

سلّط Putnam (جعل الديمقراطية تعمل، 1993) على البعد

الثقافي والاجتماعي للحكم المحلي. ربط نجاحه بجودة رأس المال

الاجتماعي (ثقافة المشاركة والتفاعل)، والثقة، والشبكات

الأفقية. تنجح البلديات حيث المساءلة والبيئة المدنية.

وتتفلت وتضحي وبالا في غير ذلك. الزبائنية والتراتبية تضربها.

فحين تنتفي الشفافية والوضوح تنحسر الثقة، وتُفسد المؤسسات.

مهمتها صون مساحات الخير العام التي ليست بالضرورة مجموع

مساحات الخير الخاص.

ما يعيق عملها وجودتها تداعي رأس مالنا الاجتماعي. فهل انّ

الناس على دين ملوكها ام انّ الحكام على دينها؟

الانتخابات أرسلت رسائلا غير مطمئنة. ابلغتنا انّ تأثير

النخب ضروري كي لا تزال التلوينات المهددة. ابلغتنا انّ

الشعبوية والتطرف على تزايد ويهددان البلد، وبانّ الشوارع

ممسوكة. ومعادلة "الضدّ يغذي عكسه الضدّ" ضمان ذلك.

نتائج يتوجب الارتكاز عليها لفهم الأرض لمعالجة الوضع.

أخيرا، تبقى الانتخابات المساحة الأخيرة التي تجمع الدولة

والمواطن. فشكرا للحكومة على اجرائها وتخطيها لكل الصعاب

والتهديدات.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

2 حزيران 2025 08:32