برعاية الجامعة العربية المفتوحة ، نظم اتحاد النحالين العرب وثانوية السفير في حرمها في الغازية، مؤتمر اليوم العالمي للنحل 2025 " التغيرات المناخية وأثرها على تربية النحل: التحديات والحلول" ، تحت شعار "حياة النحل... حياة الأرض".
المؤتمر الذي تمتد أعماله على مدى يومين، يجمع نخبة من الباحثين والأكاديميين والنحالين والمهندسين والمزراعين والخبراء البيئيين وطلاب الثانويات والجامعات. ويتضمن محاضرات وندوات وورش عمل يتحدث فيها نخبة من الخبراء والمتخصصين،ويرافقه معرض لمنتجات النحل، وتخلل افتتاح المؤتمر إطلاق أول نشيد لـ" اتّحاد النّحّالين العرب ".
ويجسّد المؤتمر دعم الجامعة العربية المفتوحة للمبادرات العلمية الهادفة والقضايا البيئية والاقتصادية ذات الصلة بالتنمية المستدامة وتعزيز أواصر التعاون بين التعليم العالي والقطاعات المنتجة والمجتمعية ارساءً لمسارات البحث التطبيقي والحلول المستدامة ، حيث تلاقى هذا التوجه لدى الجامعة مع أهداف اتحاد النحالين العرب في تطوير مهنة تربية النحل في الوطني العربي والارتقاء بها ، ومع تبني ثانوية السفير " الخضراء " ضمن رسالتها التربوية التربية البيئية فكرًا وسلوكًا وجزءًا لا يتجزأ من منهاجها وأنشطتها .
وتنطلق فكرة المؤتمر من التحديات الجسيمة التي تهدد بقاء النحل وأهمية تكاتف الجهود لحمايته والحفاظ على دوره الحيوي في الحفاظ على توازن النظام البيئي وتعزيز التنوع البيولوجي واستدامة الحياة الخضراء على الأرض. وفي هذا السياق يضيء المؤتمر على الأخطار المحدقة بقطاع تربية النحل نتيجة التغيرات المناخية، ويهدف لتحليل تأثير هذه التغيرات على صحة النحل وإنتاجيته، وعلى القطاع والعاملين فيه، وعرض الحلول المناسبة. وتقديم مقترحات لتعزيز التعاون بين العلماء ومربي النحل وصناع السياسات ، ورفع الوعي لدى طلاب الجامعات والمدارس بأهمية النحل في النظام البيئي من خلال العلوم والفنون .
الحضور
حضر افتتاح المؤتمر: مديرة الجامعة العربيّة المفتوحة - فرع لبنان الدكتورة يارا حمدان العبد الله ممثّلة بالدّكتور أحمد ميقاتي، رئيس اتّحاد النّحّالين العرب الدكتور فتحي السّيّد بحيري وأعضاء في الاتحاد، ممثلون عن قطاعات: النحّالين، المهندسين، المزارعين، ونخبة من الباحثين والأكاديميين والناشطين البيئيّين والفنّانين والشعراء والأدباء والرياضيّين والطلّاب ومحبّي النّحل والطّبيعة. وكان في استقبالهم مدير ثانوية السفير الدكتور سلطان ناصر الدين والهيئة المنظّمة .
فقيه
افتتح المؤتمر بالنّشيد الوطني ونشيد السّفير وتقديم من الدكتورة رقية فقيه قالت فيه:" ليس أعذب من كون فاض بنعم الله، سماؤه حكايات المطر العاشق، وأرضه حكايات عطاء وجمال أخضر، وما بين الأرض والسّماء روايات من عالم النّحل، أسرار وخفايا، وحياة مدادها السّماء والأرض، ووحده الإنسان كفيل بحفظ منظومة هذا الكون وحفظ عالم النّحل. والنّحل هديّة الله إلى عباده. ووحده الإنسان يجعل المطر حياة، فيزهو الزّعتر والدّحنون، ويزدهي السّرو والسّنديان ، وتغدو حياة النّحل أسطورة عطاء وشفاء".
ناصر الدين
كلمة ثانويّة السّفير ألقاها مديرها الدكتور سلطان ناصر الدّين فاعتبر أننا" نجتمع اليوم لنعلن أنّ حماية النّحل ليست ترفًا بيئيًّا، بل فريضة وجوديّة"، وقال:" نثمّن جهود اتّحاد النّحّالين العرب، الجهود العلميّة والجهود الميدانيّة، ونقدّر التزامه الدّؤوب في وجه تحديّات تزداد تعقيدًا. أنتم حرّاس النّحل. يا من جعلتم من النّحل هويّة عربيّة جامعة، لكم منّا تحيّة نقيّة كأجنحة النّحل طيّبة كعطر البساتين. هذا المؤتمر العطر يزهو برعاية الجامعة العربيّة المفتوحة الّتي تفتح أبوابها للعلم كما تفتح الزّهرة قلبها للشّمس. رعايتكم تأكيد بأنّ الجامعة ليست مكانًا للتّعليم فحسب، بل شريك حقيقيّ في قضايا الإنسان، والتزام بمدّ جسر حيّ بين المعرفة والواقع ، إذ إنّ المعرفة الأصيلة تكون في خدمة الإنسان والبيئة والأرض. لكم منّا تحيّة ملؤها مودّة خالصة كعسل نحل الزّعتر والخزامى والنّارنج وإكليل الجبل".
واعتبر ناصر الدين أن "المدارس والجامعات مدعوّةٌ ، اليوم ، لأن تتجاوز وظيفتها التّقليديّة، لأنّها سفن التّغيير في هذا المدّ العاتي، ولأن تُخرّج أجيالًا يصغون لرسائل الطّبيعة، في قلوبهم حسّ بيئيّ، وفي عقولهم تفكير سامٍ في كائنات الأرض والحفاظ عليها" . ورأى أنّ "تربية الوعي مسؤوليّة توازي تربية النّحل، وأنّ حماية هذا الكائن النّبيل جزء من رسالتنا التّربويّة ومن رؤيتنا لبناء إنسان متصالح مع الطّبيعة".
واقترح ناصر الدين في معرض كلمته أن "تدخل النّحلة إلى المناهج التّعليميّة لا كمعلومة بل كقيمة، وأن ننشئ حدائق وحقولًا صديقة للنّحل، وأن نعمل على الحدّ من السّموم الصّامتة القاتلة وأن نعزّز البحث العلميّ المتعلّق بالنّحل في المدارس والجامعات، وأن ننظّم حملات توعويّة مجتمعيّة تحت شعار"حياة النّحل... حياة الأرض" . وختم بالقول : "إنّ النّحل ينادينا بلغة الطّبيعة :" احفظوني تحفظوا توازن الحياة ". فَلْنُصغِ إلى هذا النّداء بقلوبنا وعقولنا . وَلْنحمِ طنين النّحل كي نحميَ نبض الأرض" .
نشيد اتّحاد النّحّالين العرب
ثم جرى اطلاق أول نشيدَ لـ"اتّحاد النّحّالين العرب" من تأليف الشّاعر محمّد ترحيني، ألحان أحمد ناصر، تسجيل دار البنان ، وإنتاج ثانويّة السّفير.
بحيري
وتحدث رئيس اتّحاد النّحّالين العرب الدّكتور فتحي السّيّد بحيري فاعتبر أنه " في عالمنا العربي، حيث ازدهرت ثقافة تربية النحل منذ آلاف السنين، تتجلى أهمية هذا الكائن في دعم الزراعة المستدامة، وتعزيز الاقتصاد الريفي، والمحافظة على تراثنا الطبيعي والثقافي". وقال : لكن، ورغم كل هذا العطاء، يواجه النحل اليوم تحديات غير مسبوقة؛ من فقدان الموائل الطبيعية، إلى الاستخدام المكثف للمبيدات، مرورًا بآثار التغيرات المناخية التي تؤثر على دورة الإزهار، وتُربك مواسم الإنتاج، بل وتُهدد بقاء سلالات بأكملها. لقد بات واضحًا للعالم أجمع أن نحل العسل لم يعد مجرد عنصر في البيئة، بل هو مرآة تعكس صحة النظم البيئية برمتها. فإن ازدهر النحل، ازدهرت معه الحياة، وإن اختفى، دقّ ناقوس الخطر على مستقبل التنوع البيولوجي".
وأضاف: نحن بحاجة إلى سياسات عربية موحّدة تدعم النحالين، وتُعزز البحث العلمي، وتُشجع على الزراعة الصديقة للنحل، وتُواجه آثار التغير المناخي بمنهج علمي متكامل.كما أننا نؤمن بضرورة تمكين الأجيال الجديدة من أدوات المعرفة البيئية، وتعزيز دور المدارس والجامعات في خلق وعي جماهيري يتبنى حماية النحل كجزء من الهوية البيئية للمجتمعات العربي".
ودعا بحيري " لنجعل من هذا اليوم العالمي وقفة وعي وعهد جديد مع الطبيعة، نجدد فيه التزامنا كأفراد ومؤسسات، بأن نكون معاً صوتًا عربيًا رائدًا في حماية النحل، وداعمًا حقيقيًا للتنمية المستدامة". وختم : كونوا أبطال النحل في حقولكم ومدنكم وبيئتكم..ازرعوا زهرة، تحيوا نحلة، وتُنقذوا نظامًا بيئيًا بأكمله".
كلمة الجامعة العربية المفتوحة
وبعد عرض فيديو بعنوان " تأمّلات على لسان نحلة" من إعداد "ثانوية السفير" ، كانت كلمة راعية المؤتمر، مديرة الجامعة العربيّة المفتوحة الدكتورة يارا حمدان العبد الله ممثّلة بالعميد الدكتور أحمد ميقاتي الذي أعرب عن اعتزاز الجامعة بأن تشارك في رعاية هذا المؤتمر العلمي البيئي المتخصص، إيمانًا منها بالدور الحيوي الذي تضطلع به الجامعات في مواكبة التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وتقديرًا منها لأهمية قطاع النحل في استدامة النظم البيئية، وصون التنوع البيولوجي، وتعزيز الأمن الغذائي، ودعم الاقتصاد الزراعي المحلي. وقال: لقد تأسست الجامعة العربية المفتوحة على رؤية تنموية وإنسانية رائدة، وضع أسسها صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز (رحمه الله)، قائمة على مبدأ إتاحة التعليم العالي النوعي للجميع، بجودة عالية وكلفة ميسّرة، مع التزام واضح بقيم التنمية المستدامة، وتمكين الأفراد بالمعرفة المستمرة لخدمة مجتمعاتهم.
وأضاف: "يأتي انعقاد هذا المؤتمر في مرحلة دقيقة يمرّ بها العالم بأسره، تتجلى فيها آثار التغيرات المناخية بصورة غير مسبوقة، لا سيما في منطقتنا العربية ولبنان، الذي يعاني في هذه المرحلة من العدوان الإسرائيلي الغاشم والمتواصل، خاصة على الجنوب، ما تسبب بأضرار بيئية خطيرة، لحِقت بالتربة والهواء والتنوع البيولوجي وقضت على مساحات شاسعة من الغابات، وأثّرت بشكل مباشرة على النحل كمؤشر بيئي حساس، وعلى إنتاج العسل، وبالتالي على الأمن الغذائي برمّته. وإن رعاية الجامعة لهذا المؤتمر تأتي انسجاماً مع سياستها في دعم مبادرات التنمية المستدامة، وتعزيز الشراكة بين القطاعين الأكاديمي والمجتمعي، وتكريس ثقافة بيئية مسؤولة".
واعتبر ميقاتي، أن هذا المؤتمر " يكتسب أهميته من غنى محاوره العلمية وتنوعها وتكاملها ومن هذه العلاقة المتجانسة والمتناغمة بين الفنون والبيئة، حيث نجد مقاربات إنسانية تُترجم صوت النحل بريشة الفنان وقصيدة الشاعر. وقال: نُثمّن هذه المقاربة التي تجمع بين العلم والعمل، إذ نؤمن أن هذه المؤتمرات تشكّل منابر نوعية لبناء جسور المعرفة وصياغة سياسات بيئية متطورة انطلاقاً من البحث العلمي والتطبيق العملي. نجدّد عهدنا في الجامعة العربية المفتوحة والتزامنا الراسخ بدعم كل مبادرة علمية وإنسانية تضع البيئة في قلب اهتمامها، ونؤمن أن تفعيل دور الجامعات في قضايا الساعة، هو ركيزة أساسية لصناعة التغيير الإيجابي للمجتمعات . متمنين أن يُسهم هذا المؤتمر في فتح آفاق جديدة للحوار والحلول والعمل المشترك".
تكريم
بعد ذلك كرمت ثانوية السفير ممثلة بمديرها الدكتور ناصر الدين الجامعة العربيّة المفتوحة ممثلة بالعميد الدّكتور أحمد ميقاتي، واتّحاد النّحّالين العرب ممثلاً بالدّكتور فتحي بحيري. وقدم ناصر الدين هديّة إلى كل من كاتب نشيد اتّحاد النّحالين العرب الشّاعر محمّد ترحيني ومقدّمة الاحتفال الدكتورة رقيّة فقيه.
معرض "من خيرات الخلية"
وفي ختام الجلسة الافتتاحية ، قام ممثل راعية المؤتمر الدكتور ميقاتي والدكتور بحيري والدكتور ناصر الدين بمشاركة الحضور بافتتاح معرض "من خيرات الخليّة " وجالوا على أجنحته ، حيث تضمن المعرض منتجات النحل من "عسل وطلع ازهار وغذاء ملكي ومراهم ومستحضرات تجميل وأدوات نحالين".
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.