30 أيار 2025 | 23:02

عرب وعالم

القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي: الفدرالية لا تعني التقسيم... ومستعد للقاء أردوغان


 

رحب القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي برفع العقوبات عن الشعب السوري لأنه كان يعاني من نتائجها. وقال "رفع العقوبات سيكون له نتيجة إيجابية جداً على الوضع الاقتصادي ويساعد على إرساء الاستقرار السياسي والأمني".

وأشار في لقاء خاص مع قناة "شمس" التي تبث من أربيل عاصمة إقليم كوردستان العراق، مع الإعلامي إيلي ناكوزي، أن "النظام السابق كان السبب الرئيسي وراء مآسي الشعب السوري، والآن لدينا فرصة لبناء سوريا الجديدة".

وفي سياق شكل النظام المقبل قال عبدي "نريد سوريا لامركزية وتعيش فيها جميع المكونات بكامل حقوقها وألا يتم إقصاء أحد". لكنه أشار إلى أن "من يتسلم الحكم الآن يريد سوريا المركزية وغير جاهز لأن يعيش الجميع في سوريا"، وأضاف أن الشعب السوري عاش تجربة مريرة في السنوات الأخيرة و"تأكد للجميع ان الحكم الشمولي غير قابل لإدارة سوريا".

ودعا إلى استخلاص العبر من التجارب السابقة ومن حكم النظام الشمولي والحزب الواحد.

 

الاتفاق مع حكومة دمشق

فيما يتعلق بالاتفاقية التي وقعت بين قسد والحكومة السورية في 10 مارس/آذار الماضي قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي "في حال تم تثبيت الحلّ الذي نريده في الدستور السوري المقبل عندها نكون مرتاحين ويزول قلقنا وسوف ننخرط في العملية السياسية... نحن ملتزمون بما اتفقتا عليه مع دمشق ونعمل حاليا على تنفيذ هذه الاتفاقية من خلال لجان تطبيقية سوف تجتمع قريباً لدراسة الخطوات التي يجب اتباعها لتطبيق ما اتفق عليه".  

ورأى ان التحدي الأساسي هو حول "رؤية الطرفان لبعض مواد الاتفاقية لاسيما لناحية دمج المنطقة مع الدولة السورية" منوها أن قسد تحاول "الحفاظ على المكتسبات التي تم تحقيقها بالدماء وأن يكون للمنطقة (شرقي سوريا) دور أساسي في بناء سوريا". وأوضح عبدي "ما نقصده باللامركزية هو أن شعب هذه المنطقة يريد أن يدير المؤسسات الموجودة".

وتطرق عبدي إلى مقررات مؤتمر "كونفرانس وحدة الموقف الكوردي" الذي عقد في 26 أبريل/نيسان الماضي في مدينة القامشلي في سوريا، مشدّداً على أن "الفدرالية تم إقرارها في مؤتمر كونفرانس لكن الاتفاقية التي توصلنا إليها مع دمشق لم تنص على موضوع الفدرالية أو على الحكم المستقبلي لسوريا... ونحن ملتزمون تطبيق بنود الاتفاقية والوفد الذي سيتم تشكيله سيبحث بهذا الموضع مع حكومة دمشق".

وأوضح مطالب كورد سوريا "نريد أن يكون هناك إدارة ذاتية لحكم محلي وأن يدير شعب المنطقة المؤسسات أمنياً وسياسياً... والفدرالية لا تعني التقسيم ونحن قلنا مراراً أننا ضد التقسيم وندعم وحدة الأراضي السورية وملتزمون بما اتفقنا عليه".

واعتبر أن "رد فعل (الرئيس السوري) الشرع حول مؤتمر القامشلي كان متسرعاً ولم يتم فهم محتوى المؤتمر السياسي ولا نية لدينا للتقسيم أو لمشاريع انفصالية".

وكشف أن لقاءه بالرئيس السوري أحمد الشرع كان إيجابياً، "انطباعي بعد لقائي الشرع إيجابي ويمكننا سويا تجاوز التحديات للتوصل إلى حلّ دائم".

 

انضمام قسد إلى الحكومة المركزية

وعن توحيد الفصائل السورية قال عبدي "لابد أن يكون لسوريا جيش واحد ويجب أن تتوحد المؤسسات العسكرية ومن ضمنها قسد". وشدّد على أن "مستقبل مقاتلي قسد هو أولوية بالنسبة لنا ويجب أن يكون لهم دور أساسي في سوريا المستقبل... والمقاتلات الكورديات لهن الحق في إنشاء مؤسسات عسكرية وأمنية خاصة بهن ضمن التشكيلات السورية الجديدة". وتابع "إذا تمكنا من تطبيق الاتفاقية مع دمشق بشكل صحيح سنتمكن من ملئ الفراغ ودمشق بحاجة إلى خبرات قسد". وأبدى خشيته من أن "إمكانية نشوب حرب أهلية في سوريا يبقى قائما طالما هناك فراغ أمني"

 

سجون داعش

وعن السجون الموجودة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية حيث يوجد مقاتلي تنتظيم "داعش" كشف عبدي أن "المحادثات حول السجون لم تبدأ بعد وسيكون هناك لجان مشتركة للبحث بالأمر. والأولوية بالنسبة لنا هي لأمن هذه السجون، ولدينا ما يقارب من 10 آلاف سجين من داعش وتنظيمات إرهابية أخرى".

في سياق آخر قال إن عدد المقاتلين الأجانب إلى جانب الحكومة السورية يبلغ الآلاف "هناك الآلاف من المقاتلين الأجانب وهذه إشكالية يجب حلها".

 

العلاقة مع تركيا وواشنطن

في مسألة إسرائيل نفى عبدي وجود أي علاقة وقال "ليس لدينا أي علاقة مع إسرائيل ونحن مع حسن الجوار مع الجميع وسوريا عانت الكثير جراء الحروب".

وعن تركيا أشار إلى دورها في الحرب واحتلالها أجزاء من المناطق الكوردية "حاليا لدينا وقف إطلاق نار موقت ومشروط... ولدينا قنوات تواصل مباشرة مع تركيا وعبر وسطاء ونأمل أن تتطور هذه العلاقة ولا أمانع لقاء (الرئيس التركي) أردوغان ونحن منفتحون على إقامة علاقة جيدة مع تركيا". وأضاف رحبنا بقرار حلّ حزب العمال وكان للأمر "تداعيات إيجابية على منطقتنا والهدنة إحدى ثمار ذلك".

أمّا عن العلاقة مع واشنطن فقد أكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية أنها "لم تتغير، وإعادة تموضع القوات الأميركية لا يؤثر على عملنا المشترك ضد داعش"، وأن الأميركيين وباقي الحلفاء في التحالف الدولي "يساعدوننا في التفاوض مع دمشق".

لكنه في الوقت نفسه حذّر من أن "خطر داعش حقيقي وازداد في الفترة الأخيرة، وتعرضت قواتنا لهجمات دفعنا فيها شهداء... وداعش استفادت من الفراغ الأمني الحالي في سوريا وهم ينظمون أنفسهم في المدن الكبرى".

 

النفط السوري

بما يخص النفط شرقي سوريا وفي المناطق التي تقع تحت سيطرة قسد قال عبدي "النفط السوري لكل السوريين وللجميع الحق في الاستفادة منه".

وأوضح ان الحرب "فرضت على الكورد وأردنا حماية مناطقنا، وقد كلفت هذه الحرب الكثير من الدماء ويجب ألّا تتكرر". وناشد السوريين إلى "التعلم من التجارب السابقة واستخلاص الدروس وبناء سوريا الجديدة". معرباً عن تفاؤله بمستقبل الكورد في المرحلة المقبلة سياسياً، وقال إن "عدو الكورد هو العقلية العنصرية والطائفية والجاهلة بحقيقة الشعب الكوردي".  


 

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 أيار 2025 23:02