28 أيار 2025 | 16:12

أخبار لبنان

عوده يفتتح وحدة الطوارئ في مستشفى مار جاورجيوس بعد ترميمه من مؤسسة "القلب الكبير"

عوده يفتتح وحدة الطوارئ في مستشفى مار جاورجيوس بعد ترميمه من مؤسسة

 إفتتح متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده قسم وحدة الطوارئ والصدمة الجديد في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي في بيروت الذي تم ترميمه بعد إنفجار 4 آب 2020 الذي أصاب المستشفى إصابات مباشرة، بمساهمة من المؤسسة الإنسانية العالمية "القلب الكبير" المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين حول العالم ومقرها الشارقة، من خلال هبة قدمتها لترميم القسم ليصبح أكبر وأكثر شمولية لجهة إجراء الفحوص التشخيصية والعمليات الصغيرة، إضافة إلى قسم للأطفال وقسم للكبار. وتضم الوحدة المجددة أحدث التجهيزات والتقنيات الطبية، إلى جانب توسعة في القدرة الاستيعابية، وتعزيز مرافق رعاية حالات الصدمة، وإنشاء قسم جديد مخصص للأطفال، ما مكن المركز الطبي في المستشفى من استعادة طاقته التشغيلية الكاملة للمرة الأولى منذ وقوع الانفجار. وقد صممت وحدة الطوارئ والصدمة وفق أعلى معايير السلامة والكفاية وسهولة الوصول، لتكون قادرة على مواجهة الأزمات المستقبلية وتعزيز منظومة الرعاية الصحية في بيروت.

حضر الإفتتاح، نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس جامعة القديس جاورجيوس في بيروت الدكتور طارق متري، القائم بالأعمال في سفارة الإمارات العربية المتحدة فهد سالم سعيد محمد الكعبي، عضو المجلس الاستشاري لمؤسسة "القلب الكبير" مريم الحمادي، مديرة المؤسسة علياء المسيبي، المدير العام التنفيذي للمستشفى الدكتور مروان نجار، رئيس هيئة الأطباء ورئيس وحدة الطوارئ والصدمة في المستشفى الدكتور جوزيف وهبي، المدير الطبي الدكتور صلاح الشويري، إلى عدد من الشخصيات البارزة من "القلب الكبير" والمستشفى ونخبة من خبراء الرعاية الصحية والدبلوماسيين والشركاء الإقليميين والأطباء والممرضات والموظفين.

استهل الاحتفال في قسم الطوارئ بإقامة الصلاة وإزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية، ثم جال الجميع في أرجائه، انتقلوا بعدها إلى الطابق السفلي الأول، حيث رحبت مايا حبيقة بالجميع، تلاها عرض فيلم قصير عن قسم الطوارئ بعد إعادة ترميمه.

المسيبي

والقت المسيبي كلمة، أكدت فيها أن "إمارة الشارقة تواصل التزامها الراسخ تجاه لبنان"، مشيدة بصمود شعبه، وقالت: "تحمل هذه المبادرة رسالة محبة وتضامن من إمارة الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينة سموه سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة القلب الكبير، إلى الشعب اللبناني الشقيق الذي واجه الأزمات بالصبر والكرامة والاعتزاز".

وأضافت: "وحدة الطوارئ والصدمة التي أُعيد تأهيلها وتوسعتها ليست مجرد منشأة طبية تم تجديدها، بل تجسيد حقيقي لإيماننا بأن العمل الإنساني لا يكون عابرا، بل مستداما، يعيد للناس حياتهم وكرامتهم. فمنذ اللحظة الأولى لانفجار مرفأ بيروت، لم تكن مشاهد الدمار مجرد صور عابرة، بل كانت نداء إنسانيا استوجب الاستجابة. ومن هذا النداء، ولدت مبادرة "سلام لبيروت" التي أطلقتها سمو الشيخة جواهر القاسمي، لتكون جسرا صادقا يربط بين الواجب والشعور وبين الإمكانات المتاحة والمسؤولية الملقاة على عاتقنا بحس من الالتزام والرغبة الجادة في الاستثمار في أنظمة لا تعيد فقط تقديم الخدمات، بل تمنح الناس شعورا بالاستقرار والكرامة. واليوم، مع افتتاح هذا المشروع، نقف إلى جانب مجتمع بأكمله نعيد إليه نبضه ونستثمر في مستقبله".

وهبي

من جهته، رأى الدكتور وهبي، أن "اعادة تأهيل وترميم وتوسعة وحدة الطوارئ والصدمة تمثل لحظة فخر واعتزاز لجميع العاملين في المستشفى الذي كان من بين أكثر المؤسسات تضررا جراء الانفجار المأسوي الذي هز مرفأ بيروت في الرابع من آب عام 2020، مما أدى إلى توقفه الكامل عن العمل لأول مرة منذ تأسيسه عام 1878. ورغم حجم الكارثة، لم نفقد العزيمة. إذ بفضل التفاني والإصرار من جميع أفراد الطاقم الطبي والإداري، تمكنا من استئناف العمل عبر وحدة طوارئ موقتة خلال فترة زمنية قياسية لم تتجاوز أسبوعين. واليوم، بفضل الدعم الكريم الذي قدمته مؤسسة "القلب الكبير"، وبدعم وتوجيه من رئيستها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، نفتتح وحدة طوارئ متقدمة ومتكاملة، مجهزة بأحدث المعايير الطبية والتقنية، لتستأنف دورها الحيوي في خدمة أكثر من 40 ألف مريض سنويا".

وختم معتبرا أن "هذا المشروع لا يقتصر على إعادة بناء مرفق طبي، بل يجسد رسالة إنسانية نبيلة ويعيد الأمل إلى قلوب أهل بيروت".

عوده

وفي الختام، القى المتروبوليت عودة كلمة توجه فيها الى الحاضرين وقال: "يا أحبة، ما أجمل أن يجتمع الإخوة معا، خصوصا عندما تكون المحبة عنوان الإجتماع. لقد صنع الرب بقيامته كل شيء جديدا، ذلك من أجل خلاص الإنسان من آلامه الروحية وقيامه منها، وأوصى البشر أن يعتنوا بعضهم ببعض اعتناءهم بأنفسهم، مدفوعين بالمحبة التي "لا تسقط أبدا" كما قال بولس الرسول. من هنا، يأتي عمل الطبيب والممرض وكل عامل في المستشفى إتماما لوصية المحبة العظمى التي جعلها الرب يسوع في عهدتنا عندما قال: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب، بل المرضى". الضعيف هو المحتاج إلى العناية والرعاية اللتين هما من أوجه المحبة المتعددة. لهذا السبب أنشئت المستشفيات، خدمة للإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله، وتطورت مع مرور الزمن لكي تواكب معركة الإنسان مع الأمراض. التعامل مع المريض ومع كل إنسان على وجه الأرض، يجب أن يكون كالتعامل مع الرب نفسه، حتى نسمع في يوم الدينونة كلام سيدنا القائل: "تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم"".

اضاف: "أي تقصير في خدمة أي إنسان ضعيف سنحاسب عليه أمام العرش الإلهي، فكم بالحري إذا كان التقصير في مؤسسة تابعة للكنيسة، مستشفى النفوس؟ العمل في مستشفى لا يمكن أن يؤسس لمجد شخصي، ولا يبحث عن مجد عندما يكون العمل خلاصيا كالطب والتمريض. المجد يرفع دوما لله الذي يمنح المواهب والقدرة على الإنجاز. القديس الروسي المعاصر لوقا المعترف الذي كان جراحا، لم يكن يدخل غرفة العمليات إلا وأيقونة والدة الإله معه، ليتقوى بها، وكان يرجع نعمة الشفاء والخلاص من الأمراض إلى الرب يسوع ووالدته القديسة، فتقدس هو بدوره".

وتابع: "اليوم نجتمع لتكريس قسم الطوارئ في مستشفى يحمل اسم القديس العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر، شفيع مدينتنا بيروت. هذا القسم هو مرآة المستشفى لأن المريض يأتي إليه عندما يزوره مرض فجائي. فإن لم تكن الخبرة جيدة يكون الإنطباع حول كل خبرة الإستشفاء سيئا".

واوضح ان "هذا القسم أصيب كسائر أقسام المستشفى، في بشره وحجره، جراء الإنفجار الذي طعن قلب عاصمتنا الحبيبة بيروت وخلف ضحايا ما زلنا نبكيهم، ومصابين ما زالوا يصارعون الموت، ودمارا هائلا أزال شيئا من تاريخ بيروت وذاكرتها. مستشفى القديس جاورجيوس كان بين أكبر ضحايا الإنفجار الذي أتى على كامل أقسامه، وقد خسرنا عددا كبيرا من العاملين فيه وزواره وممرضيه، وتعطل العمل فيه لفترة، عمل خلالها المعنيون على لملمة الجراح وبناء ما قد هدم. وفيما غاب المسؤولون في الدولة ليس فقط عن مد يد العون، بل أيضا عن السؤال، وتجاهلت الدولة الدمار الهائل والخسارة الكبيرة، هب جميع الإداريين والأطباء والممرضين والعاملين في المستشفى إلى العمل الدؤوب من أجل إرجاعه إلى الخدمة التي نذر نفسه لها منذ ما يقارب المئة والخمسين سنة".

واكد ان "هذا المستشفى ليس له إلا ربنا وشفاعة القديس جاورجيوس، بالإضافة إلى جهود القيمين عليه، وصلوات قاصديه والمؤمنين برسالته، ومنهم مؤسسة القلب الكبيرBig Heart Foundation التي شاءت المساهمة في تطوير قسم الطوارئ وتحديثه، بغية تقديم الأفضل، ليتلاءم مع الحالات الواردة إليه من أجل تأمين أفضل خدمة للإنسان".

واردف: "لذلك، لا بد أولا من تقديم الشكر لله المعطي، ثم لطاقم العمل من أطباء وممرضين وإداريين الذين يكدون لينتصر المريض على آلامه بشفاعات القديس العظيم جاورجيوس. كما لا بد من شكر جميع الذين قدموا من مالهم ووقتهم وجهدهم في سبيل إبصار هذا القسم النور بحلته الجديدة، وعلى رأسهم مؤسسة القلب الكبير التي نشكر القيمين عليها ونرحب بهم. ألا بارك الرب الجميع، وشفى المرضى من أمراضهم الجسدية والروحية، حتى يسبحوا اسمه القدوس ويمجدوه بسبب كل من اعتنى بهم كملاك رحمة".

وبعد المراسم الرسمية للافتتاح، تجول الضيوف في مرافق الوحدة، وشاهدوا فيلما وثائقيا يستعرض رحلة التحول من الدمار إلى التعافي. كما شملت فعاليات الاحتفال الكشف عن لوحة تذكارية تحمل اسم مؤسسة "القلب الكبير"، تقديراً لمساهمتها وتعبيرا عن امتنان المركز الطبي لشراكتها المستمرة.

واختتم الافتتاح بحفل استقبال حضره نخبة من قياديي قطاع الرعاية الصحية والدبلوماسيين والشركاء الإقليميين الذين وحدوا جهودهم والتزامهم المشترك لإعادة بناء لبنان.

يشار الى انه "تم الإعلان عن مشروع إعادة تأهيل وحدة الطوارئ والصدمة في كانون الاول عام 2020، ضمن حملة "سلام لبيروت"، وكان من المخطط إنجازه خلال بضعة أشهر، إلا أن تداعيات انفجار مرفأ بيروت، وتزامنها مع أزمة كورونا العالمية، تسبّبت في تأخير التنفيذ، حيث جرى إعادة توظيف أجزاء من المستشفى للاستجابة الفورية للحالات الطارئة خلال الأزمة. وعلى الرغم من التحديات، واصل المركز الطبي تقديم خدماته للمجتمع عبر إنشاء مرفق مؤقت للطوارئ، ساهم في إنقاذ حياة العديد من المرضى والمصابين".

عن مؤسسة القلب الكبير

انطلقت مؤسسة "القلب الكبير" عام 2015 بتوجيهات قرينة حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وأثرت في حياة أكثر من 5 مليون شخص في أكثر من 35 دولة من خلال برامج متنوعة في قطاعات الرعاية الصحية والتعليم والتنمية المستدامة، وتجسد وحدة الطوارئ والصدمة في المركز الطبي بمستشفى جاورجيوس الجامعي في بيروت رسالة المؤسسة الرامية إلى معالجة أسباب العجز من جذوره، من خلال الجمع بين الاستجابة للطوارئ وبناء القدرات طويلة الأمد، وتشكل هذه الوحدة تجسيدا حقيقيا للتضامن الإقليمي العابر للحدود، ما يضمن للمستشفى استمرار إرثه الممتد على مدى 147 عاما في إنقاذ حياة المرضى، ومن خلال تعزيز الاستعداد للطوارئ، تؤكد مؤسسة "القلب الكبير" والمركز الطبي في المستشفى التزامهما المشترك بالكرامة الإنسانية".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

28 أيار 2025 16:12