21 نيسان 2025 | 12:30

عرب وعالم

مَن يخلف البابا فرنسيس.. وكيف يُنتخب؟

بعد ظهوره أمس الأحد في قداس عيد الفصح بكاتدرائية القديس بطرس، في الفاتيكان، وقد حيّا المؤمنين المتشوّقين للقائه، ودّع البابا فرنسيس العالم اليوم، عن عمر 88 عاماً.

وترددت أسماء عدد من الكرادلة المعروفين لتولي منصب البابا. وفي عام 2020، أصدر إدوارد بنتين كتابًا موثوقًا حول هذا الموضوع بعنوان: "البابا المقبل: أبرز الكرادلة المرشحين لشغل هذا المنصب".

بعد وفاة البابا، أو في حالات نادرة من الاستقالة كما حصل مع البابا بنديكتوس السادس عشر، يعقد الفاتيكان مجمعاً بابوياً مغلقاً يجتمع فيه مجمع الكرادلة لانتخاب رأس الكنيسة القادم.

وتنص قواعد المجمع على أن هناك 138 ناخباً من أصل 252 كاردينالاً. ويحق لمن هم دون سن الثمانين فقط المشاركة في الاقتراع السريّ في كنيسة سيستين.

وتجرى أربع جولات من التصويت كلّ يوم حتى يحصل المرشح على ثلثي الأصوات، في عملية تستغرق عادةً من 15 إلى 20 يومًا، وفقًا لموقع مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة.

كيف يُختار البابا القادم؟

ويتبع انتخاب البابا تقاليد الفاتيكان العريقة، حيث يُصوّت مجمع الكرادلة، الذي يتألف من أشخاص تقل أعمارهم عن 80 عاماً، في اقتراع سري داخل كنيسة سيستين. فيما يتطلب انتخاب بابا جديد غالبية الثلثين. وفي حال عدم التوصل إلى توافق، تستمر جولات تصويت إضافية حتى يظهر مرشح يحظى بالدعم اللازم.

وعندما لا تتوصل جولة تصويت إلى توافق، تُحرق بطاقات الاقتراع، ويتصاعد الدخان الأسود من مدخنة كنيسة سيستين، مُشيرًا إلى استمرار اجتماع الكرادلة.

لكن عندما يظهر الدخان الأبيض، يُعلن عن اختيار بابا جديد.

من هم أبرز المرشحين؟

مع تزايد التكهنات، برز عدد من الكرادلة رفيعي المستوى كأبرز المرشحين. ووفقاً لمراقبين، فإن المرشحين الآتين لديهم أقوى حظوظ للفوز.

وإليكم نظرة على كل واحد منهم، وفقاً لتقرير نشرته "نيوزويك".

1- الفيليبيني لويس أنطونيو تاجلي

يُعتبر الكاردينال لويس أنطونيو تاجلي، البالغ من العمر 67 عاماً، المرشح الأوفر حظاً حالياً في المراهنات بنسبة 3:1، وهو مرشح قوي لمواصلة أجندة البابا فرنسيس التقدمية. فيما يتمتع تاجلي وهو من الفلبين، بخبرة واسعة في قيادة مجمع تبشير الشعوب، وكان شخصية موثوقة في الدائرة المقربة للبابا فرنسيس.

2- الإيطالي بييترو بارولين

وبفارق أربعة أصوات، يُعدّ الكاردينال بييترو بارولين، البالغ من العمر 70 عامًا، أحد أكثر مسؤولي الفاتيكان خبرة. فقد لعب، بصفته وزير خارجية الفاتيكان منذ عام 2013، دورا محوريا في الشؤون الدبلوماسية، بما في ذلك مفاوضات حساسة مع الصين وحكومات الشرق الأوسط. ويُنظر إلى بارولين على أنه مرشح لاهوتي معتدل، قادر على توفير الاستقرار مع الحفاظ على بعض إصلاحات البابا فرنسيس. كما أن علاقاته الوثيقة ببيروقراطية الفاتيكان تجعله منافسا قويا لمن يفضلون الاستمرارية.

إشارة إلى أنّ بارولين زار لبنان موفداً من الفاتيكان.

3- الغاني بيتر توركسون

في موازاة ذلك يُعدّ الكاردينال بيتر توركسون، البالغ من العمر 76 عامًا، والذي تبلغ احتمالات فوزه حاليا 5:1، شخصيةً بارزةً في دوائر العدالة الاجتماعية بالكنيسة.

وبصفته الرئيس السابق لدائرة تعزيز التنمية البشرية المتكاملة، كان توركسون صريحا في قضايا مثل تغير المناخ والفقر والعدالة الاقتصادية.

في حين سيُمثّل انتخاب توركسون لحظةً تاريخيةً كأول بابا أفريقي منذ قرون حيث كان آخر بابا أفريقي هو البابا جيلاسيوس، الذي خدم من عام 492 إلى عام 496 ميلادية.

ووُلد جيلاسيوس في روما لأبوين أفريقيين، واشتهر بكتاباته اللاهوتية الواسعة ودفاعه القوي عن الأعمال الخيرية والعدالة للفقراء.

4- المجري بيتر إردو

إلى ذلك يُعد الكاردينال بيتر إردو، البالغ من العمر 72 عامًا، مرشحا محافظا بارزا، وتبلغ نسبة فوزه حاليًا 6:1.

وهو باحث مرموق في القانون الكنسي، وكان من أشد المدافعين عن التعاليم والعقائد الكاثوليكية التقليدية. وشغل سابقا منصب رئيس مجلس مؤتمرات الأساقفة الأوروبيين، وشدد على الأرثوذكسية اللاهوتية.

بالنسبة للساعين إلى العودة إلى النهج المحافظ الذي انتهجه البابا يوحنا بولس الثاني والبابا بنديكتوس السادس عشر، سيمثل إردو تحولًا جذريًا عن نهج البابا فرنسيس.

5- الإيطالي أنجيلو سكولا

وبنسبة 8:1، يُعد الكاردينال أنجيلو سكولا، البالغ من العمر 82 عاما، مرشحا بابويا بارزا.

كما كان من بين المرشحين الأوفر حظا في اجتماع عام 2013 الذي انتخب البابا فرنسيس. يتمتع سكولا، رئيس أساقفة ميلانو السابق، بجذور لاهوتية عميقة، ويحظى بقبول واسع من أنصار كنيسة أكثر مركزية وتسلسلًا هرميا.

وموقفه التقليدي يجعله مرشحا قويا لأولئك الذين يتطلعون إلى الابتعاد عن إصلاحات فرانسيس، ولكن عمره قد يعمل ضده.

ماذا بعد؟

ويبدأ المجمع البابوي عادةً بعد 15 إلى 20 يومًا من وفاة البابا. ويسمح هذا الوقت بمراسم الجنازة، وفترة حداد لمدة تسعة أيام تُعرف باسم "النوفيميال"، ويتيح للكرادلة من جميع أنحاء العالم السفر إلى مدينة الفاتيكان.

في حين ستبقى النتيجة غير مؤكدة حتى يتم اختيار البابا خلف أبواب كنيسة سيستين المغلقة، حيث ستُقيّم الفصائل الأيديولوجية داخل الكنيسة خياراتها بين الاستمرارية والتحول الأكثر تحفظًا.

وسيرث البابا القادم كنيسةً على مفترق طرق، كنيسة تُصارع تراجع نفوذها في أوروبا وأميركا الشمالية، ونموها في جنوب العالم، ونقاشات داخلية مستمرة حول مستقبلها، وفق مراقبين.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

21 نيسان 2025 12:30