كتب جورج بكاسيني
قبل الدخول في شؤون البلاد الداخلية وشجونها، ينقل رئيس مجلس النواب نبيه بري راداراته اللاقطة الى مسقط، التي تحتضن اليوم المفاوضات الأميركية الإيرانية النووية . يُقلّب أثناء "تمشايته" اليومية مقدمات الحوار بدلالاتها ليكوّن انطباعاً مفعماً بالأمل :"تطور نوعي وبالغ الأهمية ، ومن دون شك ستكون له في حال بلوغه الخواتيم المرجوة نتائج إيجابية على المنطقة ولبنان". لكنه في المقابل لا يُخفي خشيته من حظوظ المفاوضات "غير الكبيرة" رغم وجودها .
ربما يكون لهذا القلق أسبابه التي لم يُفصح رئيس المجلس عنها، أو مجرد خشية مبدئية تواكب كل لقاء بهذا الحجم أو الأهمية، أو نتيجة التباعد الكبير بين عقلين وثقافتين هما على طرفي نقيض . لكن الأخطر هو القناعة بأن البديل عن نجاح هذه المفاوضات هو العودة الى الحرب، وما يعني ذلك من مآلات على لبنان والإقليم برمته.
لذلك يبقى رهان رئيس المجلس وتعويله على نجاح حوار مسقط كبيراً، لأنه الوسيلة الوحيدة لوقف الحرب في كل مسارحها، تماماً كرهانه على الحوار الداخلي من أجل معالجة مسألة السلاح، مع العلم أنه لو طُبّق قرار وقف اطلاق النار لما كان اللبنانيون في حاجة الى حوار : "عندما سمعت خطاب سامي الجميل فاتحت على الفور رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بوجوب الدعوة الى حوار .ذكّرته أنني في مراحل الفراغ الرئاسي كنت أبادر الى الدعوة الى الحوار كلما لاحت أمامي فرصة لنجاحه. أما اليوم وبوجوده على رأس الجمهورية تمنيت عليه الدعوة الى هذا الحوار، وهو أبدى ايجابية إزاء هذه النصيحة، ويعود له توقيت هذه الدعوة وشكلها".
ربما من المبكر الحكم على آفاق المرحلة القادمة، لكن نجاح الجمهورية الجديدة الواعدة يبقى معلّقاً بين حوارين خارجي وداخلي، مقروناً بمجموعة من الأسئلة : إذا فشل حوار مسقط هل ينعكس سلباً على حوار بعبدا؟ أم أن لكل منهما مسار مستقلّ عن الآخر؟ وفي حال نجاح الحوارين الأول والثاني هل يتلقف اللبنانيون فرصة قد لا تتكرر في المدى المنظور.. لإعادة بناء الدولة؟
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.