25 آذار 2025 | 14:57

عرب وعالم

زيارة ماكرون المرتقبة لمصر... زخم أوروبي للخطة العربية؟

حظي إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن زيارته المرتقبة إلى مصر، باهتمام كبير في الأوساط السياسية والإعلامية، وخصوصاً أن الإعلان جاء خلال القمة الأوروبية في بروكسل، وهي قمة وصفتها وسائل إعلام فرنسية بأنّها لرصّ الصفوف الأوروبية.

وقال ماكرون الخميس الماضي: "سأتوجه إلى مصر  في السابع والثامن من نيسان/أبريل (المقبل)"، مشيراً إلى أن ثمة جلسة مخصصة ستُعقد لبحث الخطة العربية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة من دون تهجير سكانه.

وتكتسب زيارة الرئيس الفرنسي أهمية إضافية، لأنها تأتي في توقيت بالغ الحساسية من عمر القضية الفلسطينية، إذ تصعّد إسرائيل هجماتها على قطاع غزة لتحويله إلى منطقة غير قابلة للحياة، كما أن الدولة العبرية أعلنت إنشاء إدارة لتسهيل تهجير فلسطينيي القطاع طواعية، ما يشكل تحدياً للخطة العربية لإعمار غزة.

ويقول مصدر  مصري، لـ"النهار"، إن "القاهرة تعمل على وقف التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، بالتوازي مع بذل جهود مضنية لكسب المزيد من الدعم للخطة العربية، وتشكّل زيارة ماكرون فرصة جيّدة لإطلاع باريس على التطوّرات".

 

دعم أوروبا
ويتوقع السياسي والديبلوماسي الفلسطيني بركات الفرا أن تترك زيارة ماكرون "أثراً إيجابياً يساهم في إكساب الخطة العربية المزيد من الدعم الأوروبي".

ويتحدث سفير فلسطين السابق في القاهرة لـ"النهار" عن "أهمية الترويج للخطة دولياً حتى لدى الإدارة الأميركية". ويقول إنّ الأوروبيين يدعمون الخطة.

ويضيف الفرا: "فرنسا دولة كبيرة وأساسية في الاتحاد الأوروبي، وبحث ماكرون للخطة خلال زيارته إلى مصر سيتبعها نقل لأفكاره أمام مجلس الاتحاد"، مشيراً إلى أنّ "الزيارة تكتسب أهمية خاصة في إطار دعوة مصر لمؤتمر دولي لإعمار غزة، سيحضره عدد كبير من الدول، وإذا حضر  10 من الاتحاد الأوروبي من أصل 27 سيكون أمراً جيداً".

وتسعى مصر لتوفير موازنة تقدّر بنحو 53 مليار دولار لإعادة إعمار القطاع الذي دمرته الحرب التي اندلعت بين إسرائيل و"حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

 

تحرّك إيجابي
ويقول الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو الشوبكي لـ"النهار" إنّ زيارة ماكرون "تشكّل خطوة إيجابية في مسار حصول الخطة العربية على دعم أكبر عدد من الدول، لا سيّما دولة كبيرة مثل فرنسا".


ويضيف أنّ "تحرّكات ماكرون في الشرق الأوسط، في كثير من الأحيان، تكون إيجابية، ولكن المهم هو أن تسفر عن نتائج ملموسة على أرض الواقع".

ورغم تأكيد الخبير السياسي على أهمية الدور الفرنسي، إلا أنه يعتقد أن "وقف إطلاق النار في غزة، وإعادة إعمارها، سيكون في حاجة لموافقة الولايات المتحدة".


موقف رمزي
ويعتقد الكاتب والباحث السياسي محمد الطماوي أن "الموقف الفرنسي تجاه القضية الفلسطينية يعاني من تناقضات واضحة، فمن جهة تؤكد باريس ضرورة احترام القانون الدولي وحماية المدنيين، ومن جهة أخرى لم تتخذ أيّ خطوات عملية تلزم إسرائيل بوقف انتهاكاتها رغم كونها عضواً دائماً في مجلس الأمن، ما يجعل الدعم الفرنسي للخطة العربية في إطار المواقف الرمزية أكثر من كونه تحركاً سياسياً فاعلاً".

ويقول الطماوي لـ"النهار" إنّه "لا يمكن فصل الزيارة عن مناكفات القوى الدولية، إذ تشهد العلاقات الأميركية - الروسية تحولات لافتة نحو التفاهم ما يضع أوروبا في مأزق. فرنسا وألمانيا هما الأكثر تمسكاً بدعم أوكرانيا، في حين أن واشنطن باتت تفضل إعادة توجيه اهتمامها نحو آسيا والشرق الأوسط".

ويرى أن "هذا التحوّل قد يفسّر جزءاً من الحراك الفرنسي في المنطقة، إذ تحاول باريس تعزيز دورها في ملفات الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، لتعويض تراجع مكانتها في الساحة الدولية، بعدما فقدت الكثير من نفوذها في أفريقيا لصالح روسيا والصين".

 

مزيد من الدعم 
الخطة التي طرحتها مصر، وباتت تحظى بدعم عربي - إسلامي بعدما تبنتها القمة العربية الطارئة في القاهرة، وأقرها الاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة خلال آذار/مارس الحالي، تسعى لطرح تصوّر بديل للمقترح الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في شباط/فبراير الماضي، والذي يقضي بتهجير سكان غزة، وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".

ومع التصعيد العسكري الإسرائيلي في القطاع الفلسطيني، ومساعي حكومة بنيامين نتنياهو لتهجير سكان غزة، تواصل القاهرة مساعيها لإقناع المجتمع الدولي بالخطة العربية التي تهدف لتحقيق سلام دائم في المنطقة، وتشكّل زيارة ماكرون فرصة للحصول على دعم فرنسي - أوروبي قد يساهم في تغيير الموقف الأميركي، ويساعد على إقناع الرئيس ترامب بالخطة التي يطرحها العرب.


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

25 آذار 2025 14:57