17 آذار 2025 | 12:03

عرب وعالم

هل ينتقل عنف ازقة سوريا إلى المحيط؟

هل ينتقل عنف ازقة سوريا إلى المحيط؟

APاشارت الى انّ العنف الطائفي الذي حصل مؤخرا في سوريا هو من بين أكثر 72 ساعة دموية في تاريخها الحديث. وتخوّفت من دوامة لا نهاية لها من الانتقام. المسيحيون الذين يقيمون في احياء العلويين لم يسلموا. عنف يوّظف في صراعات جيو-استراتيجية. تجارب الطفولة القاسية، والجينات، والثقافات القاتلة تولد عنفا. العنف ينتجه تحويل ساحات لعب الأطفال الى ساحات وغى (Felitti, 1998). فالبشر يتعلمون العنف بالملاحظة والتقليد (باندورا،1977). عنف في الشارع، وفي الاعلام، وفي الألعاب الالكترونية، وفي المنزل. جعلت مجتمعاتنا العنف آلية لحل المشكلات! قد يتولد العنف بحسب وبيكيت (2009) من تفاوت الدخل. الإحباط والعدوان ونقص التعليم والتوظيف والرعاية الصحية، عوامل تنتج الجريمة والتطرف (فاينزيلبر، وليديرمان، ولويزا، 2002). ثمة عنف هيكلي في سوريا يهدد هويتها واقتصاداها. عنفها لا يلتزم بالحدود وقابل للتسرب الى لبنان والأردن والعراق... العنف الهيكلي وفق غالتونغ (1969) ينتج عن التمييز المؤسسي، وتقلص العدالة، والإقصاء السياسي. والنتيجة كانت الحرب السورية باستثمار خارجي. تحتاج سوريا الى عدالة اجتماعية تنتج فرصا اقتصادية. عنف سوري انتجته ساحات اللعب المغدورة. وعنف رقمي تنتجه ساحات لعب افتراضية. اولادنا "عصافير في منجم فحم". يكبرون حاملين القلق والاكتئاب والعنف والانتحار. عالم أطفال ما بعد 1995 ممن حرموا اللعب الحيّ في الازقة والطبيعة عنيف. فلتقلص ساحات اللعب الحيّ تداعيات. أطفال الثدييات يحتاجون إلى اللعب لاكتشاف العالم، فتتطوّر أدمغتهم (هايت،2024). المطلوب " ثورة روحية هادئة" تفضي الى "عودة قوة الروح الساكنة في دماغنا". فلتهميش وتشويه الدماغ الأيمن الذي هو مصدر الإلهام والحدس والخيال ومقاربة الروحانيات تداعيات (يعقوب وعبيد،2025). حضارة اليوم تنتج تفاواتا وعنفا. تنتج وحوشا هنا و"انسانا مأزوما تقنيا" يوظفه. تحدي البشرية "علم غير معياري" وتفاوت. تحدينا صيانة ساحات اللعب. فيبقى الاقتصاد للجميع وتبقى بيئتنا محفزة له. أترى من يحمي وجودنا من الوحشية، من سيحمي أودلانا من الشركات التكنولوجية ومنتجاتها العنفية الإدمانية؟

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

17 آذار 2025 12:03