17 آذار 2025 | 09:29

عرب وعالم

ضربات أميركا للحوثيّين... بماذا تختلف عن سابقاتها؟

ضربات جوية وصاروخية مكثّفة شنتها الولايات المتحدة، السبت، استهدفت مواقع تابعة للحوثيين في اليمن، مركّزة على أنظمة الدفاع الجوي، ومنصات الصواريخ، والطائرات المسيرة.


وطالت الهجمات مناطق عدّة، منها صنعاء، وصعدة، والبيضاء، وذمار، ومأرب، وحجة. ووفقاً لوزارة الصحة التابعة لحكومة صنعاء غير المعترف بها، أسفرت الضربات عن مقتل 31 شخصاً وإصابة 101 آخرين، بينهم نساء وأطفال.

تحوّل استراتيجي في التعامل

وعلى عكس العمليات السابقة التي استهدفت مواقع محدودة، جاءت هذه الضربة أكثر اتساعاً وشمولية، مع تركيز واضح على البنية العسكرية للحوثيين.
وشاركت في العملية مقاتلات من حاملة الطائرات "هاري إس. ترومان"، إلى جانب طائرات من دون طيار وصواريخ بعيدة المدى، ما يعكس تحوّلاً استراتيجياً في التعامل الأميركي مع الجماعة.


ويرى رئيس مركز صنعاء للدراسات والبحوث ماجد المذحجي، في حديث إلى "النهار"، أنّ هذه الضربات "تمثّل مرحلة جديدة من الاشتباك الأميركي - الحوثي، خصوصاً مع اعتبار صنعاء آخر ساحة يمكن لمحور إيران أن يحاول التعويض من خلالها".

 


ويضيف: "الحوثيون الآن تحت ضغط قواعد اشتباك جديدة تهدف إلى رفع كلفة استمرارهم في القتال، عبر استهداف بنيتهم العسكرية مباشرة".


رسالة إلى إيران 

ويشير المذحجي إلى أنّ القرار الأميركي "لم يصل بعد إلى تقويض الحوثيين بالكامل، لكنّه يهدف إلى إضعافهم بشكل منهجي". ويؤكد أنّ التطورات في صنعاء ستكون مرتبطة ليس فقط بحسابات الجماعة الداخلية، بل أيضاً بـ"مصالح طهران التي تدعمهم".


ويرى أنّ الضربات الأميركية قد تؤدّي إلى "كبح تصعيد الحوثيين، خاصّة في مأرب حيث ستضطرّ الجماعة إلى إعادة النظر في خياراتها العسكرية خشية التورّط في مواجهة أوسع مع الولايات المتحدة".

 


ويعرب المذحجي عن اعتقاده بأنّ "الضربات الأميركية ليست مجرّد ردّ على الهجمات في البحر الأحمر، بل هي أيضاً رسالة واضحة إلى إيران، الحليف الأساسي للحوثيين، وكيفية استجابة الجماعة لهذه الضربات ستعكس موقف طهران أكثر من موقف صنعاء".


نهج جديد

من جانبه، يرى رئيس مركز دار المعارف للبحوث والإحصاء سعيد بكران، في حديث إلى "النهار"، أنّ الضربات الأخيرة تعكس نهجاً أميركياً جديداً يجمع بين الضغوط الاقتصادية والعسكرية.

ويلفت بكران إلى أنّ هذه العمليات العسكرية "تتزامن مع إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية"، ما يزيد من الضغوط عليهم.
ويضيف: "الولايات المتحدة باتت ترى أنّ تحييد الحوثيين هو أولوية في استراتيجيتها تجاه إيران، وهو ما يفسّر شمولية الضربات الأخيرة".


ردّ على تهديد المصالح الدولية

من جهته، يرى وكيل وزارة الإعلام في الحكومة الشرعية فياض النعمان، في حديث إلى "النهار"، أنّ الضربات الأميركية تعكس "تحوّلاً في الموقف الدولي تجاه الحوثيين"، مشيراً إلى أنّها "المرة الأولى التي تستهدف فيها مقرّات سياسية ومناطق سكنية لقادة الحوثيين في الضاحية الشمالية لصنعاء".
ويؤكّد النعمان أنّ "هذه العمليات العسكرية جاءت ردّاً مباشراً على التصعيد الحوثي في البحر الأحمر واستهداف الجماعة لخطوط الملاحة الدولية، وتحمل رسالة واضحة بأنّ استهداف المصالح الدولية لن يمرّ دون ردّ".


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

17 آذار 2025 09:29