15 آذار 2025 | 13:00

عرب وعالم

ستارمر: بوتين سيُفاوض عاجلاً أن آجلاً

اعتبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستامر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيحضر إلى طاولة المفاوضات بشأن أوكرانيا "عاجلاً أم آجلاً"، وذلك في افتتاح اجتماع افتراضي يستضيفه لدول حليفة لكييف.

وجاء في كلمة ستارمر "إذا كان بوتين فعلاً يريد السلام، الأمر بسيط جدّاً: عليه وقف هجماته الهمجية ضد أوكرانيا والموافقة على وقف إطلاق النار".

وأضاف "انطباعي هو أنّه عاجلاً أم آجلاً، سيكون عليه أن يحضر إلى طاولة المفاوضات والانخراط في نقاش جدّي".

ويجمع رئيس الوزراء البريطاني قادة دول داعمة لأوكرانيا في الاجتماع سعياً إرساء أسس تحالف لحماية أي اتّفاق محتمل لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، بعد تحذيره من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "غير جادّ" بشأن السلام.

وتشارك دول أوروبية عدّة إلى جانب أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي والمفوضية الأوروبية وكندا وأستراليا في هذا الاجتماع من أجل تحديد الخطوط العريضة لتحالف الدول المستعدة "لدعم سلام عادل ودائم" في أوكرانيا، وفقاً لبيان أصدره داونينغ ستريت.

يأتي الاجتماع مع تقديم واشنطن اقتراحاً بهدنة مدتّهاً 30 يوماً وافقت عليها كييف، بينما لم تعطِ موسكو جواباً حاسماً بشأنها.

ونقل بيان دوانينغ ستريت عن ستارمر قوله "لا يمكننا السماح للرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين بأن يمارس الألاعيب بتسوية الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب".

أضاف "تجاهُل الكرملين التام لاقتراح الرئيس ترامب بشأن وقف إطلاق النار يثبت أن بوتين غير جاد بشأن السلام".

وتابع "إذا جلست روسيا أخيراً إلى طاولة المفاوضات، يجب أن نكون مستعدّين لمراقبة وقف إطلاق النار لضمان أن يكون سلاماً جاداً ودائماً". أما في حال رفضت "فعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لزيادة الضغط الاقتصادي على روسيا لإنهاء هذه الحرب".

وتدعو الولايات المتحدة التي تبدّل موقفها جذريا من الحرب في أوكرانيا منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، إلى هدنة في أقرب وقت ممكن، وقد مارست ضغوطا كبيرة على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي وافق على وقف للأعمال العدائية لمدّة 30 يوماً شريطة أن تلتزم روسيا بذلك أيضاً. لكن بوتين أعرب عن تحفّظات وأشار إلى تبقي مسائل عالقة تحتاج الى معالجة.

وأجرى ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتّصالاً هاتفياً عشية الاجتماع. ويقود الزعيمان جهوداً من أجل تشكيل تحالف للدول التي تعتزم مواصلة دعم أوكرانيا منذ أن باشر ترامب مفاوضات مباشرة مع موسكو في شباط/فبراير.

وهما يؤكدان أن تحالفاً كهذا، إضافة إلى الدعم الأميركي، ضروري لتوفير ضمانات أمنية لأوكرانيا تحول دون تجدّد الهجوم الروسي عليها.

وكتب ستارمر في مقالة نشرها موقع إخباري أوكراني أن أي اتّفاق "يجب ألا يعرّض أوكرانيا لهجوم جديد، ولذا يجب أن يكون السلام مدعماً بالقوة".

وكان زيلينسكي أشار الجمعة إلى أنّه بحث مع ماكرون في "الجوانب الفنية" لكيف يمكن تطبيق وقف إطلاق النار. وأفاد "تواصِل فرقنا العمل على ضمانات أمنية واضحة، وستكون جاهزة قريباً".

وقف الانتهاكات الروسية

ودعا ماكرون روسيا ليل الجمعة إلى قبول الاقتراح الأميركي والكفّ عن إصدار مواقف تهدف إلى "إرجاء العملية".

وقال الرئيس الفرنسي بشأن اجتماع السبت "سنواصل العمل على تعزيز الدعم لأوكرانيا ومن أجل سلام متين ودائم"، حاضاً روسيا على "وقف انتهاكاتها".

انتقدت ألمانيا الجمعة رد بوتين على الاقتراح الأميركي، واصفة إيّاه بأنّه "تكتيك للمماطلة في أحسن الأحوال". وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية كاثرين ديشاور إن "أحد الأسئلة الأكثر جدية هي إن كان هناك اهتمام صادق في العمل باتّجاه وقف دائم لإطلاق النار وحل".

وسبق لستامر وماكرون أن أبديا استعدادهما لنشر قوّات بريطانية وفرنسية ضمن جهود حفظ السلام في أوكرانيا. وألمحت تركيا إلى أنّها قد تساهم في ذلك، لكن دولاً عدة استبعدت هذا الاحتمال، بينما لا تزال مواقف أطراف أخرى غير محسومة.

وأكّد ستارمر ترحيبه بأي نوع من الدعم، ما يؤشر إلى إمكان أن توفر دول دعماً لوجستياً أو عبر المراقبة.

ووفقاً لداونينغ ستريت، فإن اجتماع السبت يهدف إلى "تعميق فهم كيفية تخطيط الدول للمساهمة في هذا التحالف، قبل جلسة للتخطيط العسكري الأسبوع المقبل".

وأشارت رئاسة الحكومة إلى أن ستارمر سيؤكّد للقادة الحاجة إلى "زيادة الضغط الاقتصادي على روسيا لإجبار بوتين على التفاوض على المدى القريب"، إضافة إلى "الاستعداد لدعم سلام عادل ودائم في أوكرانيا على المدى الطويل، والاستمرار في زيادة دعمنا العسكري للسماح لأوكرانيا بالدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الروسية المتزايدة".

وكان بوتين قد شدّد الخميس على ضرورة أن تضمن أيّ تسوية "سلاماً طويل الأمد".

وبالإضافة إلى ماكرون وزيلينسكي، من المتوقّع أن يشارك في الاجتماع قادة تركيا وألمانيا ورؤساء وزراء دول مثل السويد وإسبانيا والبرتغال ولاتفيا ورومانيا، إضافة إلى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا. وتغيب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي سبق لها أن رفضت إرسال قوّات إلى أوكرانيا.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

15 آذار 2025 13:00