ثانوية السفير كرّمت "رسل المعرفة " وأهدتهم "زهرة الأقحوان" !

لمناسبة عيد المعلم، كرّمت ثانوية السفير "رسل المعرفة" أفراد هيئتها العامّة بحفل أقيم في قاعة الاحتفالات في حرم الثانوية ، واختارت إدارة المدرسة شعارًا للمناسبة لهذا العام " زهرة الأقحوان " .

حضر الحفل الخبير التربوي وعميد كليّة التربية في الجامعة اللّبنانيّة الدوليّة والمُدرّب على طرائق التّدريس النشطة ومهارات القرن الـ21 الدكتور أنور كوثراني ، والفنان التشيكلي والإعلامي الدكتور عبد الحليم حمود ، ومدير الثانوية الدكتور سلطان ناصر الدين ، والهيئة العامّة في الثانوية ، ورئيس وأعضاء لجنة الأهل .

استهل الحفل بالنشيد الوطني ونشيد السّفير ، ثم كان ترحيب وتقديم من الأستاذة ماجدة البنّي توجهت فيه بالتحية إلى"الشعلة التي تضيءُ دروبَ الجهلِ بنورِ المعرفةِ، الأمواج الهادئة التي تحملُنا نحو شواطئ الحكمة، من يصنعُ لنا الأجنحةَ ، لنُحلّقَ في سماءِ الحُلُمِ، ومن يمنحُنا الجذورَ لنقفَ بثباتٍ على أرضِ الواقع.. من علّمَنا كيف نرى، كيف نُفكّرُ، كيف نحلُمُ.. نبض العلم، وسرّ ارتقاء الأجيال".

السفير تنال لقب "مخترع"

وقدمت الأستاذة آمنة علوش هدية لأسرة الثانوية ، حيث زفت لهم بشرى حصول المدرسة على لقب "مخترع " من" الاتحاد الدولي لجمعيات المخترعين – IFIA " نتيجة مشاركة ثانوية السفير بـ 24 مشروعًا في 17 مباراة ، بين ست دول هي " لبنان هنغاريا، تركيا، المغرب، أميركا وألمانيا " ونيل الثانوية 3 براءات اختراع، ونشر 10 أبحاث لها محكّمة عالميًّا ، ومشاركتها في مؤتمرين عالميين آخرهما في إسبانيا .

تكريم خاص لمدير الدروس

بعد ذلك أعلن الدكتور سلطان ناصر الدّين عن مفاجأة بإطلاق " برنامج توفير" للأساتذة والمعلمات غير المنتسبين لصندوق التعويضات، ليكون لهم من خلال هذا البرنامج راتب تقاعدي بعد انتهاء خدماتهم الوظيفية، وخصص بهذا البرنامج مدير الدروس الأستاذ أحمد مطر تقديرًا لعطاءاته للتربية ولـ" السفير". وقال ناصر الدين: " لنا الشرف في عيد المعلم بأن نكرّم أستاذًا عمل في حقل التربية ، وله فضل على التربية في لبنان وخارج لبنان، إنه مدير الدروس الأستاذ أحمد مطر. فحملنا كل فضله عليها وعندما انضم إلى ثانوية "السفير" وأصبح جزءًا لا يتجزأ منها، فاحتسبنا كل خبرته التربوية واعتبرناها تراكمية في "السفير"، لذلك عندما يقرر أن يرتاح في البيت سيكون هناك راتب تقاعدي مدى العمر له ولمن يستفيد في البيت".

وشكر الأستاذ مطر الدكتور ناصر الدين على هذه اللفتة الخاصة، وقال: " أشكر الله أن منحني قدرة معرفية وتعليمية وقدرة إدارية لأن أخدم في لبنان وخارجه تلك الصروح التربوية وعلى رأسها "السفير" ، وأن أكون فعلاً قد زرعت بذرة جيدة في أجيال في لبنان وخارجه ، وأيضًا كنت باب رحمة لزملائي وأحبائي المعلمين الذين فيهم كبرت وأكبر".

لجنة الأهل

وألقى كلمة لجنة الأهل رئيسها الدّكتور شادي ضاهر فهنّأ معلمي ومعلمات الثانوية بعيدهم ، واعتبر أن لآذار مكانة خاصة ، إذ يحمل في بدئه عيد الفئة الملهمة المضحية المخلصة وفي آخره عيد الأم عنوان التضحية والعطاء والمحبة. وقال: "نحييكم يا من كدتم أن تكونوا رسلاً. ننهل من حوض تضحياتكم وإخلاصكم وشغفكم وصبركم وقوة عزيمتكم لنشق طريقًا نحو مبتغانا ومبتغى أولادنا : وطن مستقل حاضن للجميع. أملنا بكم كبير، كما هو إيماننا بمعجزة من علّمنا معنى القيامة وبلاغة من ثبّت فينا روحية الصّوم كجهاد وسلاح بوجه أعتى الأعداء والصّعاب. أدامكم الله بتمام الصحّة ودوام العافية".

ناصر الدين

كلمةُ الإدارة ألقاها مدير الثانوية الدكتور سلطان ناصر الدّين فقال: "زهرة الأقحوان كأنّها قصيدة تكتبها الطّبيعة بحبر الشّمس، وتهمس للنّسيم بأغنية الحبّ. بتلاتها البيضاء أجنحة أحلام ، تحرس قلبًا ذهبيًّا فيه نبض الألق ودفء الحنين. زهرة الأقحوان رسالة من السّماء انكتبت على الأرض تقول إنّ الجمال يكمن في بساطة الضّوء حين يعانق نقاء السّداد. زهرة الأقحوان حين تبتسم تبعث في النّفوس سكينة كأنّها تراتيل الضّوء في معبد الجمال. ماذا تعلّمنا زهرة الاقحوان ؟ تعلّمنا زهرة الأقحوان أنّ: القوّة في البساطة النقيّة، والنّور يجد طريقة لمن يسعى إليه ، والحكمة انسجام وتناسق وائتلاف، والتّجدّد سرّ الحياة ، والتّفكير العميق يُتعب لكنّه يُسْعِد، وجمال المظهر روحه نقاء الجوهر ، والضّوء ليس ما نتلقّاه بل ما ننشره من داخلنا ، وأنّ الإشراق الجوّاني هو ما يجعل الإنسان مشعًّا بالخير والمودّة . أيّها الأحبّة ، أنتم الأقحوان في بستان العلم ، قوّةً ونورًا، وحكمةً وتجدّدًا ، وتفكيرًا عميقًا وجمالًا برّانيًّا ونقاء جوّانيًّا. ضوءكم هداية وسدادكم حكمة. ضوءكم ينير العقول وسدادكم يقود الخطى. في عيدكم ، نهديكم زهرة أقحوان، عيدكم أنقى وأصفى".

كوثراني

وألقى الدكتور أنور كوثراني كلمة استذكر مع أسرة " السفير" في مستهلها زميلهم الشهيد الأستاذ عدي علي أحمد، الذي ارتقى خلال الحرب، لكن المسيرة ستكمل . وقال: "في مواجهة هذا الفقد العميق، أظهرت المدرسة قوة لا تصدق، حيث نهض الجميع من الرماد بعزيمة ووحدة لا تتزعزع. تحت قيادة مدير المدرسة، الدكتور سلطان نصر الدين، وبجهود المجلس المدرسي المخلص، استطاع الجميع التغلب على التحديات والصعوبات".

وأضاف: "اختصرت لي كل شيء دكتور سلطان بالتوصيف وماذا تفعل زهرة الأقحوان، انطلقت من مهام المؤسسة أو الرسالة ، لها شطران: تعزيز التقدم المهني للمعلمين وتجهيز الطلاب بالمهارات اللازمة للقرن الحادي والعشرين. من هنا الربط بزهرة الأقحوان. في بداية السنة كان العنوان " الضوء والسداد" ، وما بعد الحرب الأليمة أصبح " المرونة والتجدد" . وأنهيها مباشرة بالقيادة ، هناك 3 دوائر شبيهة بزهرة الأقحوان، دائرة صغرى ودائرة وسطية ودائرة كبرى . نحن في لبنان 95% من المؤسسات تشتغل على الدائرتين الثانية والثالثة. أما الدائرة الثالثة فأن تروا ثمار ما زرعتم، طلابكم سفراء في مؤسسات التعليم العالي هذه الدائرة الكبرى. أما الدائرة الثانية فهي الطرائق والطريق التي تسلكونها في مدرسة السفير ، ولكن الدائرة الصغرى بما تمثل وهي الشريحة الصفراء فهي القيم المزروعة فينا والتي تتمثل اليوم بما بادرتم به من عمل جليل تجاه المربي الأستاذ أحمد مطر ".

وتابع : " هذه الدوائر الثلاث هي الدوائر الذهبية للقيادة. هذه المهمة هي جوهر "لماذا" الخاصة بهم، وهي لديهم متجذرة في إيمانهم بأن التعليم هو منارة الأمل وأساس مستقبل أفضل. هذا الإيمان هو الذي يغذي شغفهم ويدفعهم إلى الأمام، حتى في وجه الشدائد." كيف" يحققون ذلك؟ من خلال تعزيز ثقافة التطوير المهني المستمر، واحتضان أساليب التدريس المبتكرة، وزرع شعور الانتماء والدعم داخل مجتمع المدرسة. وأخيرًا ، النتائج الملموسة لجهودهم هم الطلاب الماهرون الذين يرسلونهم إلى العالم. طلابهم ليسوا فقط متفوقين أكاديميًّا، بل هم مفكرون نقديون، قادة متعاطفون، ومتعلمون مدى الحياة مستعدون لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين" .

وختم: "المرونة والتجديد تعكس رحلة عبر الصعوبات والتزامًا راسخًا بإعادة البناء. شكرًا لجهود الدكتور سلطان ناصر الدين وأعضاء المجلس المدرسي الدؤوبة، وروحهم التي لا تتزعزع، وعطفهم اللامحدود. معًا، سيواصلون إحداث تأثير دائم على حياة الطلاب والمجتمع".

برنامج ترفيهي ومسابقة ثقافية

وتخلل الحفل تقديم منسقة العلوم الأستاذة فاتن رمضان هدية للمدرسة عبارة عن فيديو بعنوان "أكواريوم سمك "، وتلا ذلك برنامج ترفيهي من إعداد الأستاذ محمّد الشّامي وتقديم الأستاذة ماجدة البني ، شارك فيه المعلمون والإداريون ، تضمن: فيديو "كيف تتخيّل الحياة من دون مُعلّم؟"، مسابقة "وجّ ب وجّ!" ، مسابقة "كيف معلوماتك؟" ، التحدّي الكبير، فيديو "ماذا لو لم يكن "فلان" معلّم؟"، مسابقة بعنوان " شو خصّ" ، نشرة أخبار" السفير" قدمها الأستاذ حسن خازم".

واختتم الحفل بالمسابقة الثقافيّة " لكلّ سؤال جواب"، من إعداد وتقديم الأستاذة ماجدة البني، شارك فيها الحضور إلكترونيًّا ، وأعلنت النتائج ، وجرى توزيع الهدايا على الفائزين. وقدم الدكتور ناصر الدين هدايا تذكارية لأسرة الثانوية عبارة عن صورة لزهرة الأقحوان تحمل اسم كل منهم" .

رأفت نعيم