6 آذار 2025 | 08:01

أخبار لبنان

البقاع وراشيا يودعان النائب السابق اللواء أنطوان سعد الى مثواه الأخير بمأتم مهيب

البقاع وراشيا يودعان النائب السابق اللواء أنطوان سعد الى مثواه الأخير بمأتم مهيب


ودع مجلس النواب وقيادة الجيش و"اللقاء الديمقراطي" وبلدة راشيا الوادي عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب السابق اللواء أنطوان سعد، بمأتم مهيب وحاشد، في كنيسة السيدة - راشيا، حضره محافظ البقاع القاضي كمال أبو جودة ممثلا رؤساء الجمهورية العماد جوزاف عون ومجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء نواف سلام، ممثل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط النائب وائل أبو فاعور، ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع النائب إلياس اسطفان، ممثل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل بيار روحانا، والنائب الدكتور غسان سكاف.

وحضر ايضا ممثل قائد الجيش بالإنابة اللواء حسان عودة العميد الركن وسام الحاج، النواب السابقون: جمال الجراح، هنري حلو، علاء الدين ترو، وهبي قاطيشا، ناصر نصرالله، وأمين وهبي، ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان العميد إدوار قسيس، ممثل المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري العقيد فرانسوا الأسمر، ممثل المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا المقدم عمر أبو شقرا، اللواء سهيل خوري، عمداء وضباط من مختلف الرتب والقطع العسكرية.

كما حضر مطران صيدا وصور وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت إلياس كفوري، مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الدينية الشيخ علي الجناني، قائمقام راشيا نبيل المصري، أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر، وكيل داخلية البقاع الجنوبي عارف أبو منصور ووفد كبير من قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي، منسق عام "تيار المستقبل" في البقاع الغربي وراشيا محمد هاجر مع وفد من التيار، مسؤول "تيار المردة" في راشيا موسى زغيب، إضافة إلى ممثلي أحزاب وتيارات سياسية وحشد كبير من الشخصيات والفاعليات، لفيف من الآباء والكهنة ورجال الدين، وعائلة الراحل والهيئات النقابية والبلدية وأهالي راشيا وبلداتها وبلدات البقاع والجنوب والجبل وبيروت والشمال.

انطلاق الموكب

انطلق موكب الجنازة من مدخل سوق راشيا الأثري، مرورا بمنزل الراحل، وصولا إلى كنيسة السيدة، حيث تقبلت العائلة التعازي في صالونها.

كفوري

وترأس كفوري صلاة الجنازة، يعاونه لفيف من الكهنة، وتحدث عن مزايا الراحل وتجربته العسكرية والبرلمانية وحبه لوطنه ومجتمعه ومنطقته راشيا التي عاش فيها وحمل هموم أهلها وعمل على خدمتها ومتابعة شؤونها.

وعرض بعض مآثره، ومنها "إصابته أثناء مواجهة العدو الإسرائيلي في جنوب لبنان والكثير من المحطات البارزة".

شقرا

وقدم المتحدثين الدكتور غسان شقرا، متناولا مسيرة الراحل وأهم محطات حياته العسكرية والنيابية.

أبو فاعور

وألقى أبو فاعور كلمة قال فيها: "نودع اليوم اللواء سعد، نودعك يا لواء سعد، أيها الرجل الشريف، النظيف، الراقي، المحب، المسالم، النبيل، الوفي، الرجل الذي كانت تتقدم الأخلاق لديه على ما عليه. نودعك يا رفيق الدرب، يا رفيق الأيام الصعبة ورفيق الأيام السهلة، نودعك يا لواء سعد ونشهد لك وتشهد لك راشيا يا حارس طمأنينتها، تشهد لك راشيا، يا حارس الوحدة الوطنية فيها، وتشهد لك راشيا وأنت جليس الأوادم فيها، وتشهد لك يا أنيس في كنائسها وخلواتها، وكنت أنت الجامع بين أبنائها، تشهد لك راشيا والبقاع الغربي، وقد زرعته من أقصاه إلى أقصاه تتفقد الأحوال وتقف على شؤونه وتسعى في خدمته وإنمائه، وكم ترافقنا وإياك في الكثير من المهمات الانمائية التي حاولنا فيها أن نرفع الظلم عن هذه المنطقة".

أضاف: "تشهد لك المختارة على وفائك وصدقك وشرفك ومحبتك وشجاعتك، وأنت الذي لاحقت كمال جنبلاط وآمنت به وصادقته، واصطفاك وليد جنبلاط واصطفيته وكنت دائما أمينا وفيا، حريصا، ومحبا. يشهد لك الوطن، وقد عشنا معك وجزء من النواب الحاضرين أيام الصعوبات والاغتيالات، وعشنا معك عندما تفادينا الاغتيالات، وجلسنا أكثر من 70 يوما في الإقامة الجبرية تفاديا للاغتيالات، فما رف لك جفن ولا هانت لك هزيمة ولا ضعفت لك إرادة. لقد كنت سياديا استقلاليا ووطنيا بالفطرة وأنت الذي بدأت مسيرتك في مؤسسة الجيش، التي نحب ونحترم، ونرحب بممثل قائد الجيش، هذه المؤسسة التي تقوم بما تقوم به في الجنوب، والتي تحظى بما تحظى به من احترام اللبنانيين ومن ايمانهم وصدقهم لأنها الحريصة على تحريره واستقلاله واستقراره".

وتابع: "نودعك ونشهد لك ولا نطوي صفحتك لأن صفحتك لا تطوى، صفحة الخير والمحبة وأهل راشيا الانقياء الذين يحبون بعضهم البعض. ولإخوة اللواء الذين نعتز بهم ولعائلته الكريمة، تعازي الزعيم الوطني وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي تيمور جنبلاط ووصية عهد وطلب بألا تغلقوا باب اللواء سعد ولا تغلقوا بيته وذكره، بل عليكم وعلينا مسؤولية حفظ هذه الامانة، فمنزل اللواء سعد كان مقصد كل طالب وساع وباحث عن الخير، وراشيا عاشت أفضل أيامه، والدروز قبل المسيحيين يحبونه ويثقون به، وعلينا الحفاظ على إرثه وأنتم خير من يحافظ على هذا الإرث".

ودعا أبو فاعور إلى "انضواء الجميع في كنف الدولة الضامنة الجامعة والسير في خطوات تعزيز سلطة الدولة فوق كل التراب اللبناني".

ممثل قائد الجيش

من جهته، تحدث ممثل قائد الجيش فنوه بـ"مسيرة اللواء سعد ومناقبيته وانتمائه الوطني وعقيدته العسكرية.

ثم تناول "المسؤوليات الكبيرة التي تسلمها بكل شجاعة وحكمة وثقة والأوسمة التي نالها".

وتحدث عن "سيرته العسكرية منذ تطوعه في المدرسة الحربية، وصولا إلى اختياره ليكون في المفتشية العامة".

عائلة الراحل

وألقى ابن شقيق الراحل رئيس بلدية راشيا السابق المهندس جو سعد كلمة العائلة وأهالي راشيا، وقال: "نقف اليوم أمام حقيقة الحياة والموت، أمام الفراق الذي يكسر قلوبنا، لكن إيماننا بالله يمنحنا القوة، ورجاؤنا بالقيامة يعزينا".

أضاف: "نودع اليوم عمي الحبيب اللواء أنطوان سعد، الرجل الذي لم يكن مجرد اسم في العائلة، بل كان الأب الثاني، السند، القلب الذي ينبض بالمحبة والعطاء. كان الإنسان الذي يزرع الخير في درب كل من عرفه، والذي لم يتردد يوما في أن يكون إلى جانب المحتاج، السائل، الضعيف، والمظلوم".

وتابع: "عمي أنطوان، رحلت بالجسد، لكن روحك باقية بيننا، في كل ذكرى، في كل ابتسامة كنت ترسمها، في كل محبة زرعتها في قلوبنا، في كل موقف رجولي. كنت مثالا للالتزام والإيمان، كنت رجلا لا يعرف محابات الوجوه، بل الصدق والشرف، رجلا لا يعرف التخاذل والهروب، بل مقداما، مضحيا بذاته للدفاع عن الحقيقة والمبادئ والقيم، رجلا لا يعرف الخيانة يوما، بل كان مثالا للوفاء والإخلاص وبقي وفيا لمبادئه ولعلاقاته ووعوده حتى آخر لحظة في حياته، كل هذه القيم التي اكتسبتها ونشأت عليها في المؤسسة العسكرية، جعلت منك قائدا في بيتك وبين أهلك وكل محبيك، كما كنت في حياتك العسكرية والسياسية عندما رافقت القادة وجالست النخبة، خالطت عظماء وعاصرت كبار في تاريخ لبنان العسكري والسياسي والاجتماعي والديني، فاخترت أن تكون كبيرا وتعيش كبيرا، ولكن على طريقتك الخاصة، لا تبحث عن مجد أو مكسب شخصي، بل عن الخير العام تحت شعار نظافة الكف والأخلاق، فكنت دائما خفيف الظل كالنسمة، فارضا حضورك ووقارتك واحترامك، فكان لك لقب المير، مرافقا حتى حين قررت أن تفارقنا، اخترت ان ترحل كعادتك، خفيف الظل بصمت وسكون في زمن الغفران والصوم".

وأردف: "نحن اليوم لا نقول وداعا، بل إلى اللقاء، لأننا مؤمنون بأن الحياة لا تنتهي هنا، بل تتجدد في أحضان الآب السماوي، حيث لا وجع ولا حزن، ولا تنهد، بل حياة أبدية. رحلت إلى حيث الراحة الحقيقية، لكننا نحن الذين نشعر بثقل الغياب، قلوبنا تنزف حزنا، لكننا نجد العزاء في محبة السيد المسيح التي جمعتنا هنا، وفي إرثك الغني بالقيم والمبادئ".

وختم: "نم بسلام، يا من أتممت رسالتك على هذه الأرض، وأودعتنا إرثا من الأخلاق والمحبة والكرامة، سنفتقدك في كل لقاء، في كل صلاة، في كل لحظة نشعر فيها بفراغ لن يملأه أحد سواك، فلترقد روحك بسلام في ملكوت الآب الآزلي، وليكن ذكرك مؤبدا".

ثم جرت مراسم الدفن، حيث انطلق موكب الجنازة على إيقاع موسيقى الجيش اللبناني، وسارت عائلة الراحل وراء النعش.


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

6 آذار 2025 08:01