في إطار تعزيز الروابط التجارية والاستثمارية بين الإمارات وفرنسا، أُعلن مؤخرًا عن اتفاق استثماري ضخم بين البلدين، يشمل استثمار الإمارات بين 30 إلى 50 مليار يورو في قطاع الذكاء الاصطناعي في فرنسا. هذا المشروع الذي يهدف إلى إنشاء مراكز بيانات ضخمة، يفتح الباب أمام حقبة جديدة من التعاون التقني والاقتصادي بين الإمارات وفرنسا، ويعد خطوة استراتيجية لتعزيز العلاقات الثنائية بينهما في مجالات متعددة.
ولفت الوزير الفرنسي المكلف بشؤون التجارة الخارجية والفرنسيين في الخارج، لوران سان مارتين، أهمية هذه الشراكة الاستراتيجية وتأثيرها على النمو الاقتصادي والتكنولوجي لكلا البلدين من خلال استثمار كل من فرنسا والامارات، في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في فرنسا، تتصدر الأخيرة الثورة التكنولوجية في العالم،فيما تعزز الإمارات مكانتها كداعم رئيسي للابتكار التقني عالميًا، يقول مارتين ، واصفاَ هذا التعاون هذا التعاون بأنه ليس مجرد استثمار تقني، بل "ثورة مجتمعية" ستكون لها انعكاسات هائلة على مختلف جوانب الحياة اليومية في المستقبل.
وأضاف :"الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تكنولوجيا جديدة، إنه إعادة تشكيل للبنية المجتمعية والاقتصادية، ويمس كل سلسلة القيمة بدءًا من البحث العلمي إلى الشركات الناشئة".
وتشهد العلاقات التجارية بين الإمارات وفرنسا نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث تتجاوز التجارة السنوية بين البلدين 30 مليار يورو. في ،و ذكر الوزير الفرنسي أن الإمارات أصبحت سوقًا رئيسيًا للمنتجات والخدمات الفرنسية. وقال : "تتجاوز صادراتنا الفرنسية إلى الإمارات 6 مليارات يورو سنويًا، وتشمل قطاعات متنوعة مثل الأغذية، التكنولوجيا، والطاقة، فضلاً عن الصناعة والقطاعات الحيوية الأخرى".
وأوضح أن الشركات الفرنسية تواصل نموها في الإمارات، حيث يتجاوز عدد الشركات الفرنسية العاملة هناك 700 شركة، ما يتيح حوالي 30,000 فرصة عمل. وأضاف أن هذه الشركات تعمل في مجالات حيوية مثل الطاقة، النقل، والقطارات، مما يعكس قوة العلاقة الاقتصادية بين البلدين.
وأشار إلى أن هذه العلاقة الاستراتيجية تخدم مصالح البلدين على نحو متبادل، قائلاً: "نحن لا نتحدث فقط عن استثمار مالي، بل عن شراكة عميقة تشمل العديد من المجالات التقنية، التي تسهم في تحقيق الاستدامة والنمو على المدى الطويل".
كما لفت الوزير إلى أن الإمارات تشهد أيضًا زيادة ملحوظة في رغبة الشركات والصناديق الإماراتية للاستثمار في فرنسا، مشيرًا إلى أن فعاليات مثل قمة "اختر فرنسا" التي تُعقد سنويًا في باريس، تمثل منصة مهمة لتعزيز هذا التعاون الاستثماري. "نلاحظ كل عام تزايد عدد الممثلين الإماراتيين في هذه القمة، التي تتيح فرصًا كبيرة للشركات الإماراتية للاستثمار في فرنسا".
و على خلفية التعاون الاماراتي الفرنسي أوضحلا مارتين أن فرنسا ستواصل التفاوض مع الولايات المتحدة، مبدية استعدادها للرد في حال فرض رسوم جديدة على المنتجات الأوروبية.
وفي هذا الصدد، أشار الوزير إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيقوم بزيارة إلى واشنطن في الأيام القادمة، بهدف مناقشة هذه القضايا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال: "نأمل أن تثمر هذه المحادثات عن حل تفاوضي يضمن تجنب تصعيد الخلافات التجارية، لأننا نعتقد أن مثل هذه السياسات لن تفيد أي طرف في النهاية".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.