لارا السيد
مكلّلاً بالعلم اللبناني، كان المشهد وحده كفيلاً بأن يعكس الصورة بشكل جليّ، لتضح معالم الحقيقة مع أجيال لم تتراجع قيد أنملة عن خيار التمسك بوجه لبنان الذي عمل على ترسيخه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأكدوا مجدداً بأن راية "المستقبل" ترفرف مزهوة بهؤلاء، بعد 20 عاماً على زلزال اغتياله ورفاقه الشهداء، وهم قالوا مجدداً كلمتهم، وزحفوا بالآلاف، كباراً وصغاراً ،من كل لبنان حيث اجتمعوا على مقربة من الضريح في ساحة الشهداء مطلقين العنان لفصل جديد من فصول استكمال مسيرة الوفاء.
تلاقت القلوب والعيون مع سعد رفيق الحريري، في لوحة بشرية صادقة خرقتها أصوات حناجر الأحباب لتعلن انتصار صوتهم على كل من ظن بأنه لن يصل صداه، فخرق بدويه كل الآذان، وأعلنوا بالفم الملآن بأن "الهوى الحريري" لا يتبدّل ورايته تنبض بوفاء كل من عاهدوا السعد بأنهم على الوعد وبجهوزية تامة لأن يكونوا معه حيث يكون، وهو ما عكسته لهفتهم لقرار أعاد الروح الى بيروت.
لم يكن اليوم عادياً، وبين الحرقة والفرحة وجوه بملامح امتزجت فيها التعابير التي اختصرت حكاية الرفيق ورحلة السعد، لتفيض بكلمات وهتافات صادقة تختزل مكانة الأب والإبن عند ناس أبوا إلا أن يكونوا حاضرين في ساحتهم يوم 14 شباط 2025 بما يحمله من رمزية فاختصروا بتواجدهم رسالة مفادها بأن "الحريرية" باقية مهما تبدلت الفصول، فجذورها الوطنية جعلتها عصية على كل محاولات من ظنوا أنهم خالدون، فرحلوا هم وبقي رفيق الحريري مع سعد الحريري يتربعان على عرش القلوب في حضور لن تخفت شعلته التي توقدها محبة الناس وصدق الأقوال والأفعال.
في يوم الرئيس الشهيد، عادت الساحة لتنبض بأصحابها، وكان اللقاء مع السعد الحبيب الذي كتب مجدداً التاريخ كزعيم "أصيل" شعاره الأول والأخير لبنان أولاً، ووضع بكلمته النقاط على الحروف، فسطعت شمس الحقيقة وزهق الباطل وانتصر الحق مصحوباً بعدالة تحققت بعد جولات أثمرت مشهداً جديداً لكن الثابت فيه أن سعد رفيق الحريري بقي الرقم الصعب في معادلة أرساها الرئيس الشهيد فغدت عصية على أن تنكسر.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.