11 شباط 2025 | 00:32

هايد بارك

مسيرة دولة الوطن رفيق الحريري.. شعلة العبور إلى المستقبل..! -محمود القيسي

 كتب محمود القيسي:

“إذا لم أحترق أنا، وإذا لم تحترق أنت، وإذا نحن لم نحترق، فمن الذي سيبددالظلمات؟”

*ناظم حكمت

 

نعم، سقط نظام الطاغية بشار حافظ الاسد، وهرب حافياً تاركاً وراءه كل أيتامالنظام الجذموري البائد… ودولة الوطن رفيق الحريري في عليائه فوق وسطبيروت حياً ينبض.. حياً يرزق… طائر الفينيق الذي لم يتوقف عن الطيرانوالتحليق عالياً عاليا في سماء المجد… الفينيق الذي لا يحب الرجوع إلىالوراء…. ولا يلتفت إلى الخلف، ولا يعرف معنى الخضوع والاستسلام…الفينيق اللبناني دولة الشهيد الذي لم يعترف يوماً أنه اكبر من بلده… هكذايقول شهيد الوطن، الذي لم يتوقف عن نشر أفكاره وأعماله وإنجازاته ومواقفهالوطنية بتوقيع لبناني صرف خلال حياته كلها وصولاً إلى الجمهورية الثانيةوحلم الثالثة وشروطها ومواصفاتها، ولكن بأسماء مستعارة، بيروت وطرابلسوصيدا وصور وجبيل وزحلة وبعلبك وعكار والبقاع الاوسط والشرقي والغربيوكل المحافظات والمدن والفرى اللبنانية كلها كانت أسماءً له… وكل اسم مواطنلبناني… الرئيس الشهيد الذي صبح بلا منازع رائد الوطنية اللبنانية الحرة،حيث نجح في توسيع آفاق الفكرة اللبنانية والرسالة في كل أنحاء المعمورة غرباوشرقاً شمالاً وجنوباً.

 

"بعدك بعطر ترابنا موجود... لوح بأيدك للأعالي ومدها... الايد الي بتعمر وطنمهدود… صعب ايد انو تهدها"… الثقة بالنفس من العوامل المهمة التي كانيتحلى بها رفيق الحريرى، لأنها في اعتقاده الأساس في الأزمات والمواقفالصعبة التي تتطلب حزماً وحسماً للأمور فيها، واتخاذ القرارات الصعبةالحازمة الحاسمة، التي وإن لم تكن صائبة تماماً فإن مجرد اتخاذهاوإصدارها، سيكون أمراً يُحسب لمن أصدرها، لأنه لا يكون قد أصدرها إلا بفعلثقته بنفسه وبمن معه، وثقته في صوابية القرار ذاته، باعتبار أن المواقفالصعبة لا تتحمل التردد وتأجيل القرارات فيها، ولأن التردد والتأجيل في أمرما، لا يحصل إلا بسبب غياب أو فقدان قائد يقود الموقف. كان دولة الشهيدالحريري من القادة الذين يصدرون الأوامر ويتحملون نتائجها في الوقتنفسه.. كان يشعر دائماً بعظم المسؤولية وخطورة المواقف الصعبة، التي تتجهالأنظار حينها إلى من يعلق الجرس كما يُقال، فيظهر القائد الحقيقي فيها عبرإتخاذ القرار، بغض النظر عن دقته التامة أو صحته، لأن مجرد أتخاذ القراركما ذكرنا آنفاً، هو نوع من المغامرة التي عادة لا يقوم بها سوى القادة العظام،وليس أي قادة، بل العظام العظام.. الكرام الكرام تحديداً.

 

هناك 3 خصال أساسية تجعل القادة العظام أشخاصاً مؤثرين لا يمكننسيانهم أبداً وهي:

 

- القادة العظام يحترمون الآخرين: الشيء الأساسي الذي يجعل القادةأشخاصاً لا يمكن نسيانهم هو معاملة الآخرين باحترام، إذ يدركون أن جميعالبشر يستحقون الاحترام مهما كانوا. وقد يختلف هؤلاء القادة مع الآخرين،لكنهم يعبرون عن اختلافهم بأسلوب حضاري وبنّاء. وفلسفة القائد العظيمراسخة في الاحترام لأنه يعتقد أنها أساس جميع العلاقات في مجال الأعمالالتجارية والحياة، كما أنه يدرك أن ذلك يمهد الطريق أمامه لكسب المزيد منالثقة.

 

- القادة العظام يتعاطفون مع الآخرين: لدى القادة العظام قدرة على التواصلمع الناس عن طريق العاطفة، وهذه خصلة أخرى تجعلهم لا يُنسَون أبداً. ويتبعالقادة أسلوب الاستماع ومحاولة رؤية الأشياء من وجهة نظر الآخرين. وبعبارةأخرى، يضعون أنفسهم محل الآخرين ويتخيلون كيف سيكون عليه الوضع فيحال كانوا مكان هؤلاء الأشخاص. كما أن القادة العظام يبرعون في التعرفعلى عواطف الآخرين، والغرض من ذلك تهيئة بيئة من الانفتاح والتفاهم مندون التسرع في إصدار الأحكام.

 

- القادة العظام يهتمون بالآخرين: من المهم أن يوفر القادة الأدوات والدعمللآخرين لمساعدتهم على إنجاز أعمالهم بكفاءة. بالإضافة إلى أن القادة العظاميظهرون اهتماماً حقيقياً في جعل حياة الآخرين أفضل، فالاهتمام بالآخرينهو عمل نبيل يمارسه القادة وهم سعداء. القادة العظام يلتزمون بوعودهموينفذون ما يقولونه، بحيث تتماشى أقوالهم مع أفعالهم، بالإضافة إلى أنهميقدرون غيرهم ويرون نجاحهم في نجاح الآخرين.

 

كما ان القائد الحقيقي ليس من يبحث عن الإجماع كما يقول القس مارتن لوثركينج جونيور، بل هو من يصنع الإجماع… ومن صفات القائد هو من يعرفالطريق ويسلكه ويدل الآخرين على الطريق…والقيادة هي القدرة على ترجمةالرؤية إلى واقع. هناك ثلاثة أساسيات للقيادة لا تحيد عنها: التواضع والوضوحوالشجاعة. والقيادة لا تتبع الطريق الذي يقودها إليه، بل تذهب إلى حيث لايوجد طريق وتترك أثرًا… لا يتم تحديد صفات القيادة والقادة العظماء من خلالغياب الضعف، بل من خلال وجود نقاط قوة واضحة. حيث إن القادة العظماءهم في الغالب من المبسطين العظماء الذين يستطيعون التغلب على الجدلوالنقاش والشك لتقديم حل يمكن للجميع فهمه. كما إن الجودة العليا للقيادةهي النزاهة التي لا تقبل الشك.. والابتكار هو ما يميز بين القائد والتابع،وللحصول على نجاح طويل الأمد في أي منصب قيادي، عليك أن تكون مهووسًابطريقة ما بما تؤمن به. والاختبار النهائي للزعيم القائد بحجم رفيق الحريريهو أن يترك وراءه في الرجال الآخرين القناعة والإرادة للاستمرار… يأخذالقائد الناس إلى حيث يريدون الذهاب اليه، أما القائد العظيم فيأخذ الناسإلى حيث لا يريدون بالضرورة الذهاب، ولكن ينبغي لهم أن يكونوا هناك.

 

كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري رجلاً استثنائياً، يمتلك كماً هائلاً منالحكمة، ومقولات تصح في كل زمان ومكان، لعلها من أهم ما ترك لنا من ارثٍ... من أقوال شهيد لبنان: قضيتي هي البناء والإعمار والتنمية وسأدافع عن هذهالقضية دفاعي عن لبنان ودوره ومستقبله، وإذا كانت هناك من مهمة لرفيقالحريري، فهذه هي مهمتي… لا تصدق كل ما تسمعه أذناك و صدق نصف ماتراه عيناك و اترك النصف الثاني للعقل فاستعمالكم للعقل سيكون هو المصفاةالتي تؤدي بالنتيجة الى معرفة الحقيقة التي يحاول كثير من الناس في هذهالايام طمسها عنكم… إن لبنان لا يقوم، ولا يُبنى، ولا يستقيم أمره، إلا بمشاركةأبنائه كل أبنائه في مسيرة الوفاق الوطني، وكل من يعمل على خلق الشقاق بيناللبنانيين مُدان في شرف انتسابه إلى الوطن… ليس الوقت وقت التهرب منالمسؤولية، ولا وضعها على عاتق فئة دون فئة، نحن جميعاً مسؤولون، كٌّل فيموقعه، وعندنا ثوابتنا للانتماء والسيادة والاستقلال ووحدة الأرض والناسوالمصير، ويكون علينا بالحوار وبالتشخيص للمشكلات، وبالقرارات الصائبة أننصون وجودنا ومصالحنا، وأن نفتح مع شبابنا أفقا مستقبلياً لا ينتهي.. ولايتوقف..!

 

لا ما خلصت الحكايه .. لا لا مش هيدي النهايه

لا ما نسينا بعدك فينا و بعدو الوطن هوي الغايه

لا ما خلصت الحكايه لا لا مش هيدي النهايه…

 

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

11 شباط 2025 00:32