كتب منسق عام صيدا والجنوب في "تيار المستقبل" مازن حشيشو:
*لبنان لم يأكله الذئب*
أخبروا أحفادكم أنه كان من أوائل الدول التي قامت على المؤسسات بتجربةٍ تستحق أن تُدرّس فاستحق على إثرها يوماً ما لقب سويسرا الشرق.
*لبنان لم يأكله الذئب*
أخبروا أحفادكم حقيقة اختطافه على يد ثلّةٍ من أدعياء البنوّة له بالاسم، أقحموه عُنوةً في قميصٍ مليشيويٍّ فئوي مقيت قبل أن يزّجوا به بعيداً عن مساره النهضويّ.
*رفيق الحريري لم يأكله الذئب*
أخبروا أبناءكم الذين ولدوا وقت الاغتيال فلم يدركوه إلّا أثراً أثراً حيثما ولّوا وجوههم بين إنجاز وإنجاز حتى عرفوه .. فتعلّقوا به حتى تملّكتهم غصّة الفقد ناقمين على من تسبب في حرمانهم ولبنانهم المستقبل من رجل في غاية الاستثنائية مازال الواقع يثبت كل يوم كم نحن جميعاً في أمسّ الحاجة إلى ثقله الإنسانيّ والسياسيّ .. وقلبه العامر بلبنان.
أخبروهم أن الغصّة في محلّها .. أكِّدوا لهم على الرواية الصحيحة لقصة سعيه الحثيث ومشواره المضني في سبيل انتشال وطنه لبنان من ذلك القميص النشاز وإعادته إلى مساره النهضوي الصحيح للانطلاق عبره في مضمار البناء إلى مصاف الدول المتقدمة من خلال رؤيةٍ قائمة على مبدأ شراكة وطنية وسطيّة بحتة تستوعب كافة مكونات الوطن، والتي دفع حياته فيما بعد ثمناً لأجلها على يد ثلةٍ آخرين ممن أبوا إلّا أن يكون لبنان ساحةً لتنفيذ أجندات أصحاب المطامع التوسعية الخارجية تحت شعار الدّين والدّين من أفعالهم براء. بل وحاولوا عبثاً إزاحة بصمات الرفيق الشهيد الضاربة في أعماق وجدان الوطن والتي سار على قبسها الرئيس سعد الحريري الذي سعوا مراراً لعرقلة مسيرته ، وضلّ سعيهم في تشييد بناءٍ باطل قائم على أساطير باطلة كان من الطبيعي أن ينتهوا مع جميعها على يد الباطل بعد عشرين سنة عجاف، لاح شؤمها على إثر أمرٍ دُبرَ بليل، وشهدت خلالها الساحة اللبنانية شتّى ألوان الترنّح السياسي والاقتصادي والأمني على حدٍّ سواء.
*عشرون سنة* برغم كل ما شابها من أحداث تشيب لها الولدان إلّا أنّ مستقبلنا لم يضيّع بوصلته المصرّة على بناء وإعداد الكوادر الشابّة المفعمة بالانتماء الصرف لتراب الوطن والشغف ببناء المستقبل بعيون لا تحيد عن الحقيقة القائمة على وضع الأمور في نصابها والتي نعلم ضمنيّاً أنّها الأرضية الصلبة الوحيدة التي تضمن النهوض وعودة السلم الأهلي و الإعمار ، لاسيما بعد أن أثبتت هذه السنوات _بما شهدته من انهيارات متكررة_ وبما لا يدع مجالاً للشك مدى *صواب الحريرية السياسية القائمة على مبدأ الوسطية والمصداقيّة والشراكة داخلياً وخارجياً* والتي كانت ومازالت وستظل بإذن الله الوحيدة في غاية الاتساق مع وطن بعراقة لبنان وأصالة حداثته..
تلك السياسة التي كان لها الفضل بعد الله بانتشال لبنان من ذلك القميص الذي لا يليق به.. والذي فُرِض عليه حتى كبَّلَه، بعد أن كلّفنا خلعه ثمناً باهظاً لا يجدر بنا كلبنانيين بكافّة مكوناتنا أن نقبل ببوادر الإنجراف للسقوط فيه مرةً ثالثة، لاسيما بعد أن عرفنا كافّة سيناريوهات السُّبل المؤدية إلى أكمامه على مدار خمسين سنة..
*حتى لا يأكلنا الذئب*
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.