10 شباط 2025 | 17:20

أخبار لبنان

لبنان يفتقد رفيق الأمن والسلام

لارا السيد

تتكرس مكانة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في كل محطة مفصلية، مع تكرار "لعبة الموت" في لبنان، حيث الصراع بين الحرب والسلام تغيب عنه "عقلانية" مسؤولين وأحزاب، أدخلت البلاد والعباد في دوامة خوف ودمار، لا تزال فصولها مستمرة، فتفرّد بكونه المثال الحقيقي لرجل الدولة، الذي سخّر كل علاقاته وامكانياته لاخراج لبنان من عنق الخراب، وهو ما تجلى بعمله الدؤوب لاستنهاض لبنان من براثن الحرب الأهلية وعملية الاعمار، وصولاً الى حرب "عناقيد الغضب" في نيسان 1996، حين قاد حراكاً دبلوماسياً لفّ به العالم لتحقيق عودة الأمن إلى البلاد.

حضر رفيق الحريري على المشهد اللبناني عموماً، والجنوبي خصوصاً خلال الأشهر المنصرمة، وافتقد حراكه وقدرته على كبح عدوان اسرائيل، هو الذي سخر حين كان في سدة المسؤولية، وحتى خارجها، كل قدراته واتصالاته وصداقاته، عبر رحلاته المكوكية الى عواصم الدول الكبرى، لوقف شلال الدماء في لبنان، ونجح في مهمته، ولا تزال بصماته حاضرة في الذاكرة والتاريخ، فالمارد الشغوف بوطنيته، لم يوفر طاقته من أجل حماية شعب افتقده في أيامه السوداء.

خلال الحرب الأخيرة التي دمرت لبنان، بكى الجنوبيون كما كل اللبنانيين، الرئيس الشهيد مراراً بعد ان تلمسوا، كما في كل محنة، حجم خسارتهم لسياسي استحق زعامته ، فابن صيدا عاصمة الجنوب حمل لواء هؤلاء، وطاف به كل العالم حاشداً كل إمكاناته وعلاقاته الدولية والعربية لردع إسرائيل، ووصل الليل بالنهار ولم يهدأ إلى حين تمكنه من إنتزاع حق لبنان وحماية أبنائه، الذين بحثوا اليوم عن رفيق الأمن والسلام، ووجدوا أنفسهم "يتامى" من دون سند يقيهم عصف الناروالدمار.

غابت الطمأنينة عن أيام اللبنانيين منذ أن اغتيل رفيق سنوات فرحهم وبحبوحتهم، وهم يختبرون يومياً حجم الفاجعة التي جعلتهم تائهين في بحر من الأزمات، جعلتهم أسرى "سياسات المجهول"، التي يدفعون ثمنها من أعمارهم التي سرق منها، من هم في سدة المسؤولية، أجمل اللحظات التي غاب عنها الأمل والراحة، ويواجهون فيها عواصف سياسية واجتماعية وأمنية متتالية، جعلتهم يعيشون القلق والحرمان ولسان حال غالبيتهم .. "رزق الله على ايامك يا رفيق".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

10 شباط 2025 17:20