8 تموز 2022 | 22:59

فن

انطلاق "مهرجانات بعلبك الدولية" مع سمية بعلبكي

انطلاق

افتتحت "لجنة مهرجانات بعلبك الدولية" موسمها لهذا الصيف، بحفل غنائي احيته ‏الفنانة المتألقة سمية بعلبكي، برفقة المايسترو والمخرج الموسيقي لبنان بعلبكي ‏وجوقة "سيدة اللويزة" التي تضم 40 عازفا، وكورس نؤلف من 20 فنانة وفنانا.‏

أقيم الحفل على مدرجات معبد باخوس في قلعة بعلبك الأثرية، برعاية رئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون ممثلاً بوزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال ‏وليد نصار، الذي مثل أيضاً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وفي ‏حضور وزراء الإعلام والثقافة والاتصالات في حكومة تصريف الأعمال زياد ‏المكاري، محمد وسام المرتضى و جوني قرم، النواب: غازي زعيتر، ينال صلح ‏وسامر التوم، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، العميد محبوب عون ممثلاً قائد ‏الجيش العماد جوزاف عون، وزراء سابقين، رئيسة اللجنة نايلة دي فريج، الفنانين ‏عبد الحليم وعمر كركلا، الشاعر طلال حيدر، نائب رئيس بلدية بعلبك مصطفى

الشل، وغصت المدرجات بحوالي 2200 من محبي الليالي اللبنانية.‏

عون

واعتبر الرئيس العماد ميشال عون في رسالة كان قد وجهها إلى لجنة المهرجانات ‏أنه "مذ كانت، في فجر التاريخ، وبعلبك أعجوبة الجمال. هي دخلت ذاكرتنا ‏الجماعية كذلك، واستقرت في الروعة، هناك حيث الكلمات تبقى عاجزة عن ‏الصورة، والصورة مقصرة في الدهشة".‏

وتابع: "آلاف سنوات، وبعلبك هي هي تلك الرسالة التي من عظمة، إلى أن ‏تصادقت والموسيقى فازدانت افتتانا وزادت استقرارا في الخيال الذي منه وبه ومعه ‏كبرت رسالة لبنان باني الجمال".‏

وأضاف: "صيفا بعد صيف، كانت مواعيدها، وإليها صعود الكثيرين كمن يأبى إلا ‏أن يعبر إليها من ضجيج العالم وفراغات لحظاته الهاربة ليستزيد رسوخا ، نورا، ‏ولحنا، وشعرا، ورقصا. صیف 2022، نعود إليها وتعود إلينا، بعلبك، والوطن ‏متعب، والعالم مثقل. تعالوا إليها، هذا الصيف، لتجدوا أنها فعل التحدي بالجمال".‏

وختم الرئيس عون في رسالته: "تعالوا اليها، كبارا في حنينها، وشبابا لريعان ‏تألقها، وفيها انشدوا نشيد لبنان. للجنة مهرجانات بعلبك الدولية، وداعميها ‏وللمتطوعين لأجلها، بعلبك- العودة الدائمة، الشكر وتحيات التقدير، ولنجوم ‏برنامجها هذا العام، ذروة التحدي إبداعكم الذي سيسطر لبعلبك صفحة جديدة من ‏العجب، مع المحبة".‏

دي فريح

وبدورها أكدت دي فريج في كلمة الافتتاح أن "كل واحد منا مر خلال السنوات ‏الأخيرة بأوقات عصيبة للغاية، سواء بسبب الأزمة الصحية، أو الانهيار الذي ‏شهدته البلاد، أو الانفجار المروع الذي هز مرفأ بيروت ومحيطه. ونتيجة لذلك فقد ‏الكثيرون منا رغبة العيش، لكن رغم ما حدث، يمكن لكل واحد منا، عائلة، ‏مؤسسة، أن يجد في نفسه طاقة لاعادة الحياة يتشاركها مع الطاقة الإبداعية التي ‏أردنا ان ننشرها من خلال الآخرين". ‏

وقالت: "هذه هي مهرجانات بعلبك، لنبقى صامدين. نعلم اننا لن نزيل البؤس الذي ‏يحيط بنا، ولن نحل المشاكل الوجودية التي يتخبط بها البلد. نحن هنا، لإضاءة ‏شرارة أمل، وإطلاق صرخة. والليلة ستعيد مطربتنا المتألقة سمية بعلبكي ‏والمايسترو لبنان بعلبكي، يرافقهما العديد من الفنانين، إحياء تراثنا الموسيقي ‏التقليدي الذي نتشبث به بقوة، ويوم الأحد سنلتفت إلى المستقبل من خلال تشجيع ‏إبداع المواهب اللبنانية الشابة. وقد اخترنا فرقة الروك - بوب الناجحة أدونيس ‏لتجسيد هذا الجيل الجديد. أما الحفلتين الموسيقيتين التاليتين ستجمعان معا تعابير ‏فنية آتية من بلدان أخرى، لأن دورنا هو أيضا حماية الحوار وتنوع الثقافات". ‏

وتابعت: "لقد كانت بعلبك ومعابدها مهدا لمهرجانات الشرق الأوسط، ويجب أن ‏تكتب لها الديمومة. وهنا أريد أن أشكر الراعي الاساسي للمهرجان شركة ‏CMA ‎CGM، وراعي هذه السهرة مؤسسة سعد الله ولبنى الخليل وجميع المساهمين الذين ‏بفضل مساعدتهم نستطيع أن نفتتح اليوم مهرجانات بعلبك لموسم 2022 والشكر ‏أيضاً لأهالي بعلبك لتعاونهم معنا".‏

وأضافت: "لن نكون وحدنا من يطلق صرخة حب الحياة هذه، إذ أن العديد من ‏البلدات والقرى في لبنان ستحيي مهرجاناتها أيضا

ليتردد صداها إلى اللا نهاية، وكلنا أمل بأن تسمع كل هذه الأصوات من قبل أولئك ‏الذين لديهم القدرة على إحياء

الوطن". ‏

وختمت دي فريج: "الآن دعونا معا، ننظر إلى النجوم، ونحلم خلال هذا الحفل ‏بلبنان الذي نتوق إليه".‏

الأمسية

واستهل الحفل الذي تولت "الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب" إضاءة الطرقات ‏المحيطة به وبالموقع الأثري بواسطة مولدين بددا بقعة من العتمة التي تلف أحياء ‏مدينة بعلبك نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، بالنشيد الوطني اللبناني، وافتتاحية مع ‏الجوقة والكورس برفقة "فرقة المجد" بقيادة مصمم رقصاتها الفنان المبدع خالد ‏النابوش الذي امتاز بتنوع "كوريغرافيا" مشهدية لمدة 17 دقيقة، نهلت حركاتها من ‏خوابي التراث البعلبكي المعتقة في أداء خطوات دبكة "الشمالية" و" العسكرية" ‏المتكئة على طيف شيخ الدبكة "أبو يحيى" الذي لطالما رقص شارباه طرباً مع ‏تمايل جسده المفعم بالحيوية، مع توليفة حداثة استنبطت رشاقة ميدانها مسرح ‏باخوس، واستقطبت طيور السنونو المحلقة فوق الراقصين، انطلاقاً من هياكل آلهة ‏الرومان. وفي الخلفية أعمدة "جوبيتر" الستة استرقت النظر والسمع طوال الأمسية ‏التي امتعت بها سمية البعلبكي الحضور الذي تفاعل معها تصفيقا وآهات إعجاب، ‏لمختارات من روائع عمالقة المسرح الغنائي اللبناني أمثال وديع الصافي وصباح، ‏ومن عنديات أغنياتها الخاصة.‏

وكرّت السبحة في مقطوعات تكمل الصورة التي رسمتها للمكان كلمات موريس ‏عواد، والحان وليد غلمية، واداء شحرورة الوادي، "قلعة كبيرة وقلبها كبير": غنتها ‏بعلبكي التي تألقت بفستانها الأبيض الشرقي الطراز: "قومي لعبن يا البنات"، "يا ‏ظريف الطول"، "على دلعونا"، "عتابا وميجانا"، "عيناك يا ريم الفلا"، "يا غزيّل ‏يا بو الهيبة"، "يسلم لنا لبنان"، "موال بلادي من السما"، "لالالاه عيني يا لالالاه، ‏يا جمال بلادي يا جمالها"، "لح حلفك بالغصن يا عصفور"، "مهما يمر عليّ من ‏محنٍ عيناك باقيتان لي وطني"، "إمرأة شرقية"، "على رمش عيونها"، و"بعل اللي ‏كان بحبها ملبك، بدو هدية للشمس، عمرلها بعلبك" للشاعر طلال حيدر.‏

وتخلل الأمسية مندلي رحباني مع الكورس: "أؤمن"، "إيماني ساطع"، "راجع ‏بصوات البلابل"، وعودة لسمية مع "يمكن لأنك هيك"، ومسك الختام مع الطرب ‏الأصيل تحية لكوكب الشرق "أم كلثوم" وقصيدة الشاعر جورج جرداق "هذه ‏ليلتي"، من ألحان الموسيقار الكبير الراحل محمد عبد الوهاب، والتي كشفت عن ‏خامة صوتية ماسية من الطراز الأول للفنانة بعلبكي.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 تموز 2022 22:59