29 كانون الثاني 2022 | 15:15

فن

كيف تطرقت السينما المصرية لهذا الموضوع الجنسي الشائك؟

أيام من الشد والجذب عاشها الجميع، بسبب الجدل الذي أحدثه فيلم "أصحاب ولا ‏أعز"، أول الإنتاجات العربية السينمائية لمنصة نتفلكس‎.‎

الفيلم الذي شارك في بطولته منى زكي، وإياد نصار، وجورج خباز، ونادين لبكي، ‏تسبب في أزمات كبرى بسبب جرأة التناول لعدد كبير من القضايا، وكذلك جرأة ‏الحوار بين الأبطال، وهو ما لم يعتد عليه المشاهد المصري من قبل‎.‎

ومن بين الشخصيات التي طرحها الفيلم، كانت شخصية "المثلي" التي قدمها الفنان ‏فؤاد يمين، والتي تسببت في جدل واسع، بسبب ما اعتبره البعض تصالحا مع ‏المثلية الجنسية والدعوة إليها‎.‎

صناع الأعمال

ليعيد هذا الأمر إلى الأذهان وقائع عدة شهدتها السينما المصرية من قبل حول ‏المثلية الجنسية، وكيفية تطرق صناع الأعمال لها منذ سنوات طويلة‎.‎

الناقد الفني طارق الشناوي تحدث لـ "العربية.نت" حول الأمر، مؤكداً أن السينما ‏كانت تقدم شخصية المثلي من خلال شخصية "صبي العالمة"، واعتبروا أن هناك ‏تقارباً في الشخصية والمضمون بين الثنائي‎.‎

ولعل أبرز من قدم الأمر كان عادل إمام في نهاية ستينيات القرن الماضي، حينما ‏شارك في فيلم "سيد درويش"، ولم يكن وقتها هو عادل إمام الذي يعرفه الجميع في ‏الوقت الحالي‎.‎

وأشار الشناوي إلى أن يوسف شاهين كان واحدا من المخرجين الذين يلجأون إلى ‏التلميح وترك مساحة من أجل التفسير لدى الجمهور، بدلا من طرح الأمر بشكل ‏مباشر‎.‎

لذلك هوجم كثيرا على أعماله التي كانت تحمل بين أبطالها من يوحي للمشاهد ‏بكونه مثلي الجنس، إلا أنه توقف عن ذلك الأمر أمام الهجوم الذي تعرض له‎.‎

لكن سبعينيات القرن الماضي حملت معها عددا من الأعمال التي كانت تقدم ‏شخصية "المثلي" بوضوح، ولعل أبرزها فيلم "حمام الملاطيلي" الذي قدم فيه ‏يوسف شعبان شخصية "الرسام المثلي‎".‎

كما أنتج الراحل نور الشريف فيلم "قطة على نار"، الذي تناول بدوره شخصية ‏‏"المثلي"، وهي الأعمال التي أكد الشناوي أن الجمهور لم يتعامل معها بضجة كبرى ‏مثلما يحدث في الوقت الحالي‎.‎

ولكن على الرغم من ذلك، أشار إلى أن عددا كبيرا من الفنانين الذين قاموا بدور ‏المثلي تبرأوا منها بعد ذلك، وعلى رأسهم عادل إمام الذي تمنى لو أن يمحى دوره ‏في فيلم "سيد درويش" من تاريخه‎.‎

وكذلك يوسف شعبان الذي أطل في سنواته الأخيرة قبل رحيله، وكان دائما ما ‏يشعر بعدم الراحة عند الحديث عن "حمام الملاطيلي"، عكس ما كان يحدث وقت ‏عرض هذه الأعمال‎.‎

الشناوي رأى أن التجربة التي قدمت شخصية المثلي بشكل فيه تبرير دون إدانة، ‏جاءت في فيلم "ديل السمكة" الذي عرض عام 2003 للكاتب الراحل وحيد حامد‎.‎

حيث قدم الدور الفنان رؤوف مصطفى، وحملت الأحداث تبريرا للأمر بكون ‏الشخص ولد هكذا، إلا أن عدم النجاح الجماهيري للفيلم جعله يمر دون اعتراضات ‏جماهيرية‎.‎

وهو الأمر الذي يراه الشناوي كان مساهما في أن تمر أعمال دون جدل، مثل ‏تجربة "ميرسيدس" للمخرج يسري نصر الله، التي قدمت قصة مشابهة، ولكنها لم ‏تحدث أي تفاعل جماهيري‎.‎

وفيما يخص التجربة الأشهر خلال السنوات الماضية، تحدث الشناوي عن فيلم ‏‏"عمارة يعقوبيان" الذي قدم من خلاله خالد الصاوي دور المثلي‎.‎

وجاءت نهايته خلال الأحداث نهاية مأساوية، حينما تعرض للقتل، وهو ما اعتبره ‏المشاهد جزاء لما كان يقوم به، ولكن على الرغم من ذلك أشار الشناوي إلى أن ‏أكثر من ممثل اعتذر عن الدور قبل الصاوي‎.‎

كان أبرزهم حسين فهمي وفاروق الفيشاوي وكذلك محمود حميدة الذي طلب مليون ‏جنيه من أجل تقديم الشخصية، واعتذر لأسباب مادية عكس باقي المعتذرين‎.‎

كما أن البعض مازال يعجز عن التفرقة بين الممثل والشخصية التي يلعبها، ولعل ‏ذلك ما حدث حينما كان عادل إمام يقوم بتقديم أبطال الفيلم في العرض الخاص، ‏وحينما جاء دور خالد الصاوي، أشار عادل إمام بيده ليؤكد للمتواجدين أن خالد ‏الصاوي بعيد تمام البعد عن ميول الشخصية التي لعبها‎.‎

وأمام الحساسية التي يعاني منها الممثلون تجاه هذه الشخصيات، والتعامل الأخلاقي ‏من قبل الجمهور مع هذه الشخصيات، تظل هذه الشخصية تجد صعوبة في التعامل ‏من قبل الجمهور والمجتمع الذي لا يتعامل مع الأمر على كونه تمثيلا‎.‎

فيما كانت هناك تجربة أخرى للمخرج هاني فوزي، حينما قدم فيلم "أسرار عائلية" ‏الذي قام ببطولته محمد مهران عام 2013، وكان هو الفيلم الأول من نوعه الذي ‏يتناول شخصية المثلي باعتبارها الشخصية المحورية للأحداث، ولكنه تعامل معها ‏على كونها مرضاً يسهل تقويمه وإعادته مرة أخرى إلى المجتمع، وهو ما ساهم في ‏تقبل المجتمع للفيلم، حسبما أكد الشناوي‎.‎




العربية.نت

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

29 كانون الثاني 2022 15:15