31 تشرين الأول 2021 | 18:02

منوعات

التغيّر المناخي حوّل حياة هؤلاء إلى جحيم


اعتاد الشاب الهندي أنيش ياداف على الفيضانات، وتمكن من تفادي آثارها على مر السنين، لكن ‏الوضع انقلب رأس على عقب في السنوات الأخيرة، مع تغير المناخ الذي جعل الفيضانات أكثر ‏قسوة‎.‎

وسلطت شبكة "سي أن أن" الأميركية الضوء على قصة ياداف (26 عاما) وغيره من الفقراء ‏في الهند، الذين يدفعون ثمن التغير المناخي الذي صار سببا رئيسيا في وقوع سلسلة كوارث ‏طبيعة مدمرة‎.‎

ويحاول قادة العالم المجتمعون في مدينة غلاسكو الأسكتلندية بحث السبل الكفيلة بتقليص انبعاثات ‏الكربون، بما يساعد في تقليل الارتفاع المتسارع في درجة حرارة الأرض والتغير الكبير في ‏المناخ‎.‎

لكن بالنسبة إلى الفقراء الهنود، فإن التعهدات على الورق لن تنقذ منازلهم، ذلك أن أزمة المناخ ‏باتت في قلب منازلهم‎.‎

ويسكن ياداف في حي فقير شمالي مدينة مومباي، المركز التجاري للهند، ويقول: "استيقظنا على ‏صراخ أناس يطلبون النجدة، بعدما ارتفع منسوب المياه إلى فوق رؤوسنا. رأيت بأم عيني ‏أشخاصا جرفتهم المياه‎".‎

ومنزل ياداف هو في الحقيقة كوخ هش من الخشب والبلاستيك، ورغم هشاشته إلا أنه تمكن ‏لسنوات من أن يقي ياداف شر التشرد، ويعود الفضل في ذلك جزئيا إلى جدار استنادي خرساني ‏منع المياه الفيضانات المنزلية من تدمير المنزل‎.‎

لكن التغير المناخي جعل العواصف الموسمية أشد قسوة، فانهار الجدار ودمرت مياه الفيضانات ‏المنزل اربع مرات في غضون ثلاث سنوات فقط‎.‎

وفي كل عام، تتسبب الفيضانات والانهيارات الأرضية في موت الآلاف، وتحدث هذه الظاهرة ‏الموسمية بين شهري حزيران/يونيو وأيلول/سبتمبر‎.‎

ورغم أنها ظاهرة طبيعية نتيجة انتقال الهواء الدافئ والرطب من المحيط الهندي نحو جنوب ‏آسيا، إلا ان هذه الظاهرة صارت أكثر تطرفا مع تغير المناخ ولم يعد بالإمكان التبؤ بها‎.‎

ويعتبر الملايين من الفقراء الهنود مثل ياداف من بين الفئات الأكثر ضعفا في مواجهة الكوارث ‏الطبيعية بشكلها الجديد، الأكثر قسوة‎.‎

وتقول المديرة العامة لمركز العلوم والبيئة وخبير البيئة الهندية المعروفة، سونيتا نارين: ‏‏"المفارقة هي أن فقراء العالم هم في الواقع ضحايا التغير المناخي، حتى لو لم يكونوا هم من ‏تسببوا بهذه المشكلة‎".‎

وتفيد تقديرات البنك الدولي بأنه مع تفاقم أزمة التغير المناخي، أصبحت الفيضانات تشكل خطرا ‏على نحو 35 في المئة من سكان الهند، أي ما يعادل 472 مليون شخص، وهؤلاء يعيشون في ‏أحياء فقيرة‎.‎

ويقول ثوماروكودي، وهو مسؤول في برنامج للأمم المتحدة لمواجة الكوارث والنزاعات إن ‏سكان الأحياء الفقيرة يميلون إلى العيش مساكن واهية، تكون أسسها أقل استقرارا وأكثر عرضة ‏للكوارث الطبيعية‎.‎



سكاي نيوز عربية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

31 تشرين الأول 2021 18:02