زياد سامي عيتاني - إعلامي وباحث في التراث الشعبي
حلت أمس 23 سبتمبر (أيلول) ذكرى رحيل الفنانة آمال زايد، التي ولدت في 27 سبتمبر (أيلول)1910 بالقاهرة، والتي رحلت عن عالمنا عام ١٩٧٢، وهي تعد إحدى أيقونات السينما المصرية، إذ كانت تقدم الأدوار الحية المعاشة في حياة المصريين، إلى أن أصبح إسمها لصيقاً بشخصية "الست أمينة" التي قدمتها في "بين القصرين" و"قصر الشوق" للروائي نجيب محفوظ والمخرج حسن الإمام.
وتعد أمال زايد واحدة من أشهر من مثلن دور الأم في السينما في حقبة الستينات، وتنوعت أدوارها بين الكوميديا والتراجيدى، لكن تبقى شخصية "الست أمينة" هي الأشهر في مشوارها الفني...
رغم ذلك، لم يقدر أحد قيمتها وإمكانياتها وموهبتها، فقدمت أدوارا بسيطة، إنتقالاً إلى ظهورها كثيرا في أدوار "الأم"، حيث إتسمت بالحنان والعطف والطيبة في أفلامها، تخللتها فترة زواجها وإبتعادها عن الفن لمدة خمسة عشر عاما.
**
•"الست أمينة" أشهر أم في السنما المصرية:
تعد الفنانة الراحلة آمال زايد، أشهر من أدت دور الأم في السينما، تنوعت أدوارها بين الكوميدي والتراجيدى، وتبقى شخصية "الست أمينة" مع "سي السيد"، الأشهر في مشوارها الفني، شخصية "أمينة"، تركت علامة مميزة في السينما المصرية، حيث جسدت دور الزوجة المطيعة لزوجها، والأم الطيبة الحنونة التي تربي أبنائها وتعتني بهم في رائعة نجيب محفوظ "بين القصرين، وقصر الشوق".
"أمينة .. نعم يا سي السيد"، جملة شهيرة إنتشرت فى الخمسينات، قالتها الفنانة آمال زايد من خلال "بين القصرين، قصر الشوق، ربما كانت هذه هي العبارة الأشهر في تاريخ السينما المصرية، بل في حياتها الفنية أيضا، لتنال شهرة واسعة بدورها في فيلم "بين القصرين" أمام شخصية "سي السيد" التي أداها الراحل القدير يحيى شاهين.
وقد إنتقلت هذه العبارة عبر السنوات، وما زالت راسخة في عقول الكثير من الجماهير والمتابعين لأفلام الزمن الجميل حتى الآن، نظراً لأنها مثلت دور السيدة المنكسرة والزوجة الطيبة التي أضافت أبعاداً جديدة لتناول الدراما المصرية لدور المرأة في المجتمع المصري.
وقد تعاطف معها العديد من المشاهدين لأداء الزوجة المغلوبة وقسوة زوجها عليها "سي السيد".
**
•البداية مع أم كلثوم:
بدأت الفنانة أمال زايد مشوارها الفني عام 1939 حيث ظهرت في السينما لأول مرة في فيلم "بائعة التفاح" وفيلم "دنانير" مع أم كلثوم، ثم إلتحقت بعد ذلك بالفرقة القومية، مقابل 3 جنيهات، لبضع سنوات، حيث تعرفت على زوجها عبد الله المنياوي، والتي أنجبت منه إبنتها الممثلة معالي زايد، وجمالات، ومحمد، وماجدة.
ثم شاركت شقيقتها الفنانة جمالات زايد في فيلم "سر طاقية الإخفاء" في دور والدة "عصفور" الذي أداه الفنان عبدالمنعم إبراهيم.
**
•زواجها من أحد الضباط الأحرار وإعتزالها المؤقت:
تزوجت أمال زايد عام 1944 من عبدالله المنياوي، الذي كان من ضمن "الضباط الأحرار" الذين ثاروا على نظام الملكية في عام 1952، ثم قررت بعد ذلك التفرغ لحياتها الشخصية و إعتزال الفن.
وشاءت الأقدار أن تعود الفنانة الراحلة إلى مجال الفن مرة أخرى، ولكن هذه المرة كان عوداً حميداً حيث قدمت أدوار حفرت في أذهان الجمهور، في فيلم "بين القصرين" وقصر الشوق ثلاثية نجيب محفوظ، التي رشحها إليه المخرج "حسن الإمام" للقيام بأشهر أدوارها علي الإطلاق، والذي قامت فيه بدور الأم الطيبة والزوجة المستكينة.
**
•مشوارها الفني:
ثم توالت أعمالها المتميزة، حيث شاركت خلال مشوارها الفني في مجموعة من الأفلام والمسرحيات، كما عملت بالإذاعة.
ومن الأفلام التي شاركت فيها:" "دنانير"، "بياعة التفاح"، "زليخة تحب عاشور"، "المتهمة"، "عايدة"، "طاقية الإخفاء"، "من أجل حبي"، "حب في حب"، "يوم من عمري"، "بياعة الجرايد"، "آخر جنان"، "عفريت مراتي"، "شيء من العذاب"، "شيء من الخوف"، "حياتي، عين الحياة"، "دعوة للحياة"، و"الحب الذي كان"، ولكنها توفيت قبل عرضه عن عمر ناهز الثانية والستين.
كما شاركت في مسلسلات "العسل المر"، "ناعسة"، و"الحائرة".
ومن المسرحيات التي شاركت فيها "بين القصرين"، "خان الخليلي"، و"طبيخ الملايكة".
كذلك شاركت في عدد من المسلسلات الإذاعية مثل: "نص دستة عيال"، "جفت الدموع"، "رمضان عريس"، "كانت ملاكاً"، و"الوهم".
إلى ذلك، خاضت التجربة الكوميدية في "آخر جنان" مع أحمد رمزي عام 1965، "عفريت مراتي" مع شاديا وصلاح ذوالفقار وعادل إمام عام 1968، ولكنها لم تنجح كثيرا كشقيقتها الفنانة الكوميدية جمالات زايد، وظلت أدوارها الدرامية هي الأكثر نجاحاً على الإطلاق.
**
رحلت أمال زايد وبقيت "أمينة" علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.