10 أيلول 2021 | 23:16

منوعات

كيف تعبر الطيور المهاجرة المحيطات؟ ‏

كيف تعبر الطيور المهاجرة المحيطات؟ ‏

حدَّد علماء من معهد ماكس بلانك للسلوك الحيواني وجامعة كونستانز في ألمانيا كيف تطير ‏الطيور البرية الكبيرة دون توقف لمئات الكيلومترات فوق المحيط المفتوح، دون أخذ قسط من ‏الراحة لتناول الطعام أو الراحة.‏

وباستخدام تقنية تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (‏GPS‏)، راقب الفريق الهجرة العالمية لخمسة ‏أنواع من الطيور البرية الكبيرة التي تقطع المعابر البحرية الطويلة، ووجدوا أن جميع الطيور ‏تستغل الرياح والارتفاع لتقليل تكاليف الطاقة أثناء الطيران - حتى تعديل طرق هجرتها ‏للاستفادة من أفضل الظروف الجوية.‏

وتعد الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة "‏Proceedings of the Royal Society B‏"، هي ‏الأكثر شمولًا لسلوك عبور البحر حتى الآن وتكشف عن الدور المهم للغلاف الجوي في تسهيل ‏الهجرة عبر البحر المفتوح للعديد من الطيور البرية.‏

فرضيات قديمة

ويمكن أن يمثل التحليق فوق البحر المفتوح خطرًا على الطيور البرية، على عكس الطيور ‏البحرية؛ إذ لا تستطيع الطيور البرية أن تستريح أو تتغذى على الماء، لذلك تكون مضطرة لعبور ‏المحيطات كرحلات جوية دون توقف.‏

ولقرون طويلة، افترض مراقبو الطيور أن الطيور البرية الكبيرة تمكنت فقط من عبور البحار ‏لمسافات أقل من 100 كيلومتر، وتجنبت تمامًا الطيران فوق المحيط المفتوح.‏

لكن التطورات الحديثة في تقنية تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (‏GPS‏) أطاحت بهذه، وأظهرت ‏البيانات التي تم الحصول عليها عن طريق إرفاق أجهزة تتبع صغيرة على الطيور البرية أن ‏العديد منها تطير لمئات أو حتى آلاف الكيلومترات فوق البحار والمحيطات المفتوحة كجزء ‏منتظم من هجرتها.‏

لكن العلماء ما زالوا يبحثون في طرق تمكن الطيور البرية من تحقيق ذلك، حيث يُعد الخفقان ‏نشاطًا مكلفًا للغاية، ومحاولة الحفاظ على الطيران لمئات الكيلومترات بخفقان لا يتوقف، لن ‏يكون ممكنًا للطيور البرية الكبيرة والثقيلة.‏

وفي هذا الصدد، قالت بعض الدراسات إن الطيور تستطيع الحفاظ على مثل هذه الرحلات ‏باستخدام الرياح الخلفية، وهي رياح أفقية تهب في اتجاه طيران الطائر، مما يساعدها على توفير ‏الطاقة.‏

وفي الآونة الأخيرة، كشفت دراسة أن نوعًا واحدًا - أوسبري - يستخدم درجات حرارة الهواء ‏المرتفعة المعروفة باسم "الارتفاع" للطيران فوق البحر المفتوح.‏

تتبع 5 أنواع

أمَّا الآن، فقد فحصت الدراسة الجديدة سلوك عبور البحر لـ65 طائرًا من خمسة أنواع، لإلقاء ‏نظرة ثاقبة واسعة النطاق حول كيفية بقاء الطيور البرية على قيد الحياة خلال الرحلات الطويلة ‏فوق البحر المفتوح.‏

ولهذا الغرض، قام الباحثون بتحليل 112 مسارًا لعبور البحر، تم جمعها على مدار تسع سنوات، ‏مع معلومات الغلاف الجوي العالمية لتحديد المعايير التي تستخدمها الطيور لاختيار طرق ‏هجرتها عبر البحر المفتوح، وللوصول لهذه النتائج، أسهم تعاون دولي كبير من العلماء لجمع ‏بيانات التتبع.‏

لا تؤكد النتائج دور الرياح الخلفية في تسهيل سلوك عبور البحر فحسب، بل تكشف أيضًا عن ‏الاستخدام الواسع للرافعة لتوفير الطاقة خلال هذه الرحلات الجوية بدون توقف، إذ يعني الرفع ‏المناسب سحبًا أقل، مما يجعل عبور البحر أقل حاجة للمقاومة وأقل تطلبًا للطاقة.‏

تأثير الظروف الجوية

وتقول إلهام نوراني، الباحث الأول بالدراسة، وزميلة ما بعد الدكتوراه في قسم علم الأحياء ‏بجامعة كونستانز: "وجدنا أن الطيور المهاجرة تُعدل مسارات رحلاتها للاستفادة من أفضل ‏ظروف الرياح والارتفاع عندما تحلق فوق البحر، هذا يساعدهم على الاستمرار في الطيران ‏لمئات الكيلومترات.‏

على سبيل المثال، يطير حوام النحل الشرقي 700 كيلومتر فوق بحر الصين الشرقي أثناء ‏هجرته السنوية من اليابان إلى جنوب شرق آسيا، ويتم عبور البحر خلال 18 ساعة تقريبًا دون ‏توقف في الخريف عندما تكون ظروف الحركة الجوية مواتية.‏

‏ وهنا تعلق نوراني بقولها: "من خلال الاستفادة من الارتفاعات، يمكن لهذه الطيور أن تحلق على ‏ارتفاع يصل إلى كيلومتر واحد فوق سطح البحر".‏

وتثير الدراسة أيضًا تساؤلًا حول كيفية تأثر الهجرة بتغير المناخ، وتجيب عنه نوراني: "تُظهر ‏النتائج التي توصلنا إليها أن العديد من الطيور البرية تعتمد على دعم الغلاف الجوي لإكمال ‏هجراتها فوق البحر المفتوح، مما يشير إلى تعرضها لأي تغيرات في أنماط دوران الغلاف ‏الجوي للأرض".‏

وتتابع: "مثل هذه الدراسة التعاونية تُعد مهمة لكشف الأنماط العامة حول كيفية اعتماد الطيور ‏المهاجرة على أنماط الطقس، وهو ما يتيح للدراسات المستقبلية إجراء تنبؤات قوية حول كيفية ‏تأثر هذه الطيور بتغير المناخ".‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

10 أيلول 2021 23:16