اعتبر مرجع قانوني في حديث لـ"مستقبل ويب "أن الدستور وضع أسساً خاصة لمحاكمة كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء، في ما هو ناتج عن قيامهم بوظيفتهم، وأعطى اختصاص الاتهام للمجلس النيابي والمحاكمة للمجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.
كما أن القانون وضع أصولاً خاصةً لملاحقة الموظفيىن، عن أي جرم ناتج عن ممارستهم لوظيفتهم، بأن أوجب الاستحصال على اذن لملاحقتهم، ولا يجوز بالتالي تطبيق النصوص عبر تفريغ الضمانة الدستورية لرئيس الحكومة والتي تهدف الى حمايته من أية كيدية من اي مضمون، اذ أنه لا الدستور ولا القانون يجيزان تخطي الأسس الدستورية المتعلقة بملاحقة او محاكمة رئيس الحكومة، ليس فقط عبر القفز فوق الجهة الصالحة للملاحقة او المحاكمة، بل عبر جعل الحصانة الدستورية التي يتمتع بها رئيس الحكومة في موقع أدنى من أي حصانة وظيفية يتمتع بها كل الموظفين من الفئة الخامسة حتى الفئة الاولى، بما يجعل هذا الموقع الدستوري عرضة للاستهداف السياسي بحجة أن شاغله لا يتمتع بحصانة وظيفية توجب أي اذن لملاحقته أمام القضاء العادي أو المجلس العدلي، وذلك عبر تخطي نصوص الدستور للوصول الى هذه الخلاصة غير القانونية بحجة غياب النصّ القانوني الذي يوجب الاستحصال على مثل هذا الاذن، وكأن الدستور لا يعلو على كل القوانين المرعية الاجراء، سواء في تحديد المرجع الصالح للاتهام والمحاكمة وسواء عبر الاصول المتعلقة بذلك.
أضاف المرجع القانوني أنه بمجرد طلب المحقق العدلي الاذن بملاحقة الموظفين والامنيين، فهذا يعني ان الجرائم التي يسندها اليهم ناتحة عن قيامهم بوظيفتهم، والا فما هي الحاجة لطلب الاذن.
ولفت الى أنه بمجرد أن يعتبر المحقق العدلي ان الجرائم ناتجة عن أداء الوظيفة، فهذا يعني من باب أولى أن يحترم نصّ الدستور لجهة المرجع الصالح لملاحقة ومحاكمة رئيس الحكومة او الوزراء، ما لم يصدر تعديل دستوري لتعليق كل الحصانات الدستورية والقانونية عن مجلس النواب، وهو ما كان قد أعلن عنه الرئيس سعد الحريري قبل عدة أسابيع وتم توقيع اقتراح بهذا الشأن ما زال مطروحاً أمام المجلس النيابي.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.