لارا السيد
في صدى الذاكرة يتردد صدى انفجار هز قلب لبنان، في عاصمة لا تزال تنفض غبار كارثة طالت شظاياها الحجر والبشر، لتبقى شاهدة على اهمال خطف ضحايا عن سابق إصرار وتصميم، ودمر أحلام شباب ومستقبل بلد بات في مهبّ مصير مجهول.
لم يعد مرفأ بيروت مجرّد مِرفق يعكس تاريخ مدينة صدّرت الحضارة، بل بات مرآة تعكس ضرورة محاسبة كل من كان على دراية بوجود المواد المتفجّرة في المرفأ.
سنة مضت ومعالم الجريمة الواضحة "مخفية"، وخيوط الحقيقة المترابطة لم تتفكّك لتكشف المستور من "أمر مكشوف"، فصبر الأهالي نفذ، ورسالتهم كانت حاسمة إلى المعنيين ومهلة 30 ساعة لبتّ موضوع رفع الحصانات بدأ عدّها العكسي، وقد أعذر من أنذر، فـ 4 آب 2021 سيكون بداية مرحلة جديدة في كتاب صفحات تحرّكات ذوي الشهداء الذين رسموا خارطة تحرّكهم سعياً وراء عدالة سينتزعوها وفاء لدماء من فقدوهم وانتصاراً للعاصمة المفجوعة.
في مكان الإنفجار بدأت التحضيرات، وانتصب "مارد من رماد" ليكون شاهداً على مرحلة الحساب.
رُفع المجسّم في قلب المنشآت المدمرة، وهو الاول من نوعه، بارتفاع 25 مترا وبوزن ثلاثين طنا، من قطع الحديد التي جمعت مكوّناتها الصلبة من بقايا عنابر المرفأ المدمّرة، للتعبير عن استمرارية الحياة والإرادة الصلبة في البقاء في مدة لم تتجاوز 9 اشهر، تكريما لضحايا الانفجار وشهدائه وللتذكير الدائم بضرورة الوصول الى الحقيقة .
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.