بيروت يا وجعاً يقيم الحد
على جرحنا الغائر..
أيتها الجميلة الرابضة على زُرقة المتوسط
عاصمة للدنيا
عبر نافذة القلب الصغير..
ها هي طفلة هنا
تنمو خطواتها الخضراء
فوق طرقاتك
التي طالما تغنت لها أساطير الحب والتاريخ والجمال..
قولي ياست الدنيا
أنه مهما حاولَت تلك الأيدي
الملوثة بأحزاننا
أن تعبث في ضحكتك الآسرة
فإن ثمة ما يظل لك
يعانق شعبك الذي لم يطاله الانكسار
ولم تطعن كرامته وكبريائه
لقمة العيش
كما يريدون له
أشباه البشر..
قولي يا ست الدنيا
أن ثمة الوقت الخطأ
والمسؤول الخطأ
يريدون لنا
أن نفقد جيشنا الأخير في الحياة
الذي هو كرامة اللبناني
وحبه للحياة..
قولي ياست الدنيا
إن عطرك الأخاذ الذي طالما
تعطَرَت به الحضارة الانسانية
بأكملها
لن يقبل
بالخنوع لتلك الوجوه القبيحة
التي جعلت من أعظم همومنا
كيف نحصل على قوت أطفالنا..
قولي أيضاً
أن تساؤلك الأكثر الحاحاً
كيف ينام الليل
هذا الذي يتفرج
على ما ألحقه بـ"لُبناني"
من شر أو أذى
وبأي عقل يظن أن شطارته
تلك
سوف تمر دون عقاب
أو أن كل ما فعل
لن يكون في انتظاره
لا محالة..
يا ست الدنيا
أنت على قيد الذاكرة الحية
طالما أن شعبك العاشق
لم ينس يوماً
أنك أُنس الطريق
وأن وجوه الظلام
التي تعمد إلى إطفاء شموعك
مجرد أرقام
إلى نفايات التاريخ
حيث الحياة ممر
والسماء لن ترتكب
خيانة الحياد
دونما ضحكتك يا بيروت
" خَتير الفرح"
وكم أنني في حاجة عمر
لأن أستعيدك لي
إلى سيرتك الأولى..
ميرنا حرب
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.