19 آذار 2021 | 11:29

منوعات

يتيما تيتانيك.. قصة طفلين ركبا السفينة دون علم أمهما!‏

خلال الليلة الفاصلة بين يومي 14 و15 نيسان/أبريل 1912، كان العالم على موعد مع مأساة ‏سفينة تيتانيك التي ارتطمت خلال ساعة متأخرة من الليل بجبل جليدي بعرض المحيط الأطلسي ‏لتغوص بعد حوالي ساعتين و40 دقيقة نحو قاع المحيط متسببة في وفاة ما لا يقل عن 1500 ‏فرد من ركابها‎.‎

خلال الأيام التي تلت الكارثة، تناقلت وسائل الإعلام العالمية العديد من القصص التراجيدية ‏لأشخاص إما لقوا حتفهم أو نجوا بأعجوبة من هذه المأساة التي ظلت ذكراها خالدة في أذهان ‏الأجيال التالية. ومن ضمن هذه القصص التراجيدية، يذكر التاريخ قصة الطفلين نافراتيل‎ ‎‎(Navratil)‎‏ التي هزّت فرنسا وأثارت الحزن في نفوس الفرنسيين حيث فقد هذان الطفلان ‏والدهما في سن مبكرة بحادثة غرق تيتانيك في خضم قصة غريبة بدأت أطوارها من فرنسا‎.‎

زواج فاشل وطلاق

إلى ذلك، ولد ميشال نافراتيل‎ (Michel Navratil) ‎بمناطق سلوفاكيا الحالية خلال شهر ‏آب/أغسطس 1880 وعاش فترة من حياته بالمجر قبل أن ينتقل بحلول سنة 1902 نحو مدينة ‏نيس الفرنسية حيث افتتح محل خياطة أقبل عليه عدد هام من الفرنسيين‎.‎

يوم 26 أيار/مايو 1907، تزوج ميشال نافراتيل من مارسيل كاريت‎ (Marcelle Carette) ‎ذات الأصول الإيطالية والتي كانت تصغره بعشر سنوات. ومن هذا الزواج، ولد طفلان حمل ‏أولهما اسم ميشال، ولد يوم 12 حزيران/يونيو 1908 ولقب لولو، بينما حمل الثاني اسم إدموند، ‏لقّب مومو، وأبصر النور يوم 5 آذار/مارس 1910‏‎.‎

سنة 1912، تدهورت العلاقة الزوجية بين ميشال ومارسيل. وبسبب ذلك، استعد الزوجان خلال ‏نفس ذلك العام للانفصال. وفي خضم هذه الأحداث، أصيب ميشال نافراتيل بالاكتئاب وأهمل ‏متجره قبل أن يتّجه للبحث عن طريقة للاحتفاظ بابنيه تزامنا مع انفصاله عن ميشال‎.‎

هوية مزوّرة

وبسفينة التيتانيك، وجد ميشال نافراتيل ضالته حيث وضع الأخير خطة للسفر برفقة طفليه، ‏ميشال البالغ من العمر 3 سنوات حينها وإدموند ذي العامين، نحو الولايات المتحدة الأميركية ‏للاستقرار بشيكاغو حيث عدد من الأقرباء الذين هاجروا منذ سنوات‎.‎

ولإنجاح خطته، باع ميشال نافراتيل محل الخياطة لصديقه وزميله لويس هوفمان مقابل ثمن ‏بخس. بالتزامن مع ذلك، استعار ميشال جواز سفر صديقه هوفمان لتزوير هويته وتسهيل عبوره ‏نحو سفينة التيتانيك وتجنّب الرقابة الأمنية بالموانئ‎.‎

في الأثناء، خطف ميشال نافراتيل ابنيه من عند والدتهما وانتقل نحو شيربورغ‎ (Cherbourg) ‎‏ ‏حيث تمكن من تجاوز الرقابة الأمنية، مستخدما اسم هوفمان. ومن ثمّ، حل الأخير بكاليه قبل أن ‏ينتقل لاحقا نحو ساوثمبتون ليستقل، برفقة ابنيه اللذين أخبرهما بأن أمهما ستلتحق بهما فيما بعد، ‏سفينة التيتانيك وينطلق نحو الولايات المتحدة الأميركية‎.‎

نجاة الطفلين

على متن تيتانيك، مكث ميشال نافراتيل مع ابنيه بالأماكن المخصصة لركاب الدرجة الثانية. ‏وطيلة الفترة التي سبقت الكارثة، لم يفارق الأب طفليه وظل بالقرب منهما خوفا من أن يكتشف ‏أحد المسافرين قصته الحقيقية‎.‎

مع ارتطام السفينة بالجبل الجليدي، حلّ ميشال نافراتيل بغرفة ابنيه مصحوبا بأحد العاملين على ‏متن التيتانيك. وعلى الفور، نقل الأب الطفلين نحو أحد قوارب النجاة وحمّلهما رسالة أخيرة ‏لوالدتهما‎.‎

وبكلماته الأخيرة، دعا ميشال نافراتيل زوجته بأن تعتني بشكل جيد بالطفلين، بعد أن تعثر ‏عليهما، وعبّر لها للمرة الأخيرة عن عميق حبه‎.‎

لاحقا، نجا الطفلان من الموت بفضل وصول سفينة كارباثيا‎ (Carpathia) ‎بالوقت المناسب ‏لإنقاذ الناجين ومن ثم وجد كل من ميشال وشقيقه إدموند نفسيهما بأميركا محاطين بكاميرات ‏الصحافيين‎.‎




يتيما تيتانيك

بالولايات المتحدة الأميركية، استقر الطفلان بنيويورك ومن ثم في بوسطن بمنزل امرأة وافقت ‏على احتضانهما. لاحقا، حلّ القنصل الفرنسي على عين المكان ليؤكد الأصول الفرنسية للطفلين ‏اللذين انتشرت صورهما بالصحف ولقّبا بيتيمي التيتانيك‎.‎

وانطلاقا من صورة بإحدى الصحف، تعرّفت مارسيل كاريت على ابنيها لتنطلق بشكل سريع ‏نحو الولايات المتحدة الأميركية وتجتمع بهما مجددا بعد أن فقدت أثرهما منذ أسابيع‎.‎

لبقية حياتهما، حافظ الطفلان على ذكرى فراق والدهما برحلة التيتانيك. وعندما كبرا، أصبح ‏ميشال، الملقب بلولو، أستاذ فلسفة بجامعة مونبلييه بينما أصبح شقيقة مهندسا معماريا وفارق ‏الحياة بشكل مبكر عن عمر يناهز 43 سنة عام 1953‏‎.‎





العربية.نت

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

19 آذار 2021 11:29